غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - تزداد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني يوماً بعد يوم، وكثيرة هي المشاهد التي رصدتها الكاميرات تدل على بشاعة هذه الجرائم والتي كان اليوم الأحد آخرها التنكيل بجثمان شهيد فلسطيني على الحدود الشرقية لخانيونس جنوبي قطاع غزة.
خبراء قانونيون تحدثوا في أحاديث منفصلة لـ"النجاح الاخباري" عن بشاعة هذه الجريمة التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون من خلال سحب جثمان الشهيد محمد الناعم بجرافة عسكرية، معتبرين هذه الجريمة استمراراً لسلسة جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، والتي لا بد من ضرورة فتح تحقيق بمحكمة الجنايات الدولية بهذه القضية.
وأظهر مقطع فيديو بسحب جرافة عسكرية إسرائيلية لجثمان شاب فلسطيني على الحدود الشرقية في خانيونس، بعد إطلاق النار عليه، فيما أصيب آخرين بعد إطلاق الاحتلال النار عليهم.
وأفادت الصحة في غزة باستشهاد محمد علي الناعم (27 عاماً)، الذي ارتقى في جريمة وحشية جديدة للاحتلال شرق خانيونس.
وتشبه حادثة استخدام الجرافات العسكرية في التنكيل بجثة الشهيد الذي ارتقى صباح اليوم شرق خان يونس، حادثة إعدام الناشطة الأمريكية راشيل كوري بتاريخ 16/3/2003، عندما قامت جرافة إسرائيلية بدوسها خلال توغل جنوب مدينة رفح.
الارهاب وصفة
الخبير بالقانون الدولي، د. حنا عيسى قال إن "الارهاب وصفة أفضل من تعريفه"، مشيراً إلى أن ما ارتكب اليوم شرق خانيونس جريمة بكل المقاييس والمعايير القانونية والاخلاقية والانسانية.
وأضاف عيسى أن " هذه الجريمة تعبر عن مدى أين وصل جنود الاحتلال بتصرفاتهم خارج نطاق قانون الحرب مع الفلسطينيين.. وهذا يعني بأن المجتمع الدولي الذي شاهد هذه الجريمة عليه أن يتدخل فورا".
وطالب الجانب الفلسطيني المختص برفع أركان هذه الجريمة وهذا المشهد الآن وقبل كل شيء ونقله إلى محكمة الجنايات الدولية، لكي تقوم بالإجراء القانوني اللازم فورا بفتح ملف التحقيق مع هذا المستوطن الذي يسوق الجرافة وهو جندي من جنود الاحتلال ويتحمل المسؤولية القانونية بكل ما تحمل المسألة من مقاييس والقاء العقوبة اللازمة بحقه لكي يكون مثالا لغيره.
وأكد عيسى أن هناك آلاف الجرائم التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني بطريقة التنكيل، منوهاً في الوقت ذاته إلى جريمة "هاشومير" الجناح العسكري للحركة الصهيونية سنة 1938 عندما فجروا سوق حيفا وقتل 18 وجرح 36.
وكانت حركة فتح قد استنكرت الحادث الإجرامي الذي أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة بانتشال جثمان أحد الشهداء بالجرافة، موضحا أن هذا السلوك الإجرامي يعد جريمة حرب بشعة يجب الوقوف عليها من كل مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي.
وطالب المتحدث باسم حركة فتح حسين حمايل العالم أجمع بضرورة توفير حماية دولية فورية للشعب الفلسطيني، لأن هذا الإجرام وهذا المشهد يعبران عن العقلية الهمجية والإجرامية التي تحكم سلوك قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين "إن فاشية الاحتلال وانحطاطه الأخلاقي يظهران مجددا في التنكيل بجثمان الشهيد محمد النعامي، قرب السياج الحدودي شرق خان يونس، في منظر تقشعر له الأبدان".
وأوضحت الوزارة في بيان، اليوم الأحد، أن هذه اللقطات المصورة اختار بعض قيادات وانصار اليمين المتطرف مشاركتها على حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما حصل مع عضو الكنيست "متان كهانا"، الذي وصف المشاهد بأنها "انعكاس مباشر لوجود بينيت في وزارة الحرب"، في همجية علنية تجسد حجم تفشي الكراهية والعنصرية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهي ما تتم ترجمتها باستمرار عبر عمليات القتل والقمع والتنكيل ضد الفلسطينيين.
بشاعة الاحتلال
في ذات السياق، اعتبر كريم جبران الباحث الميداني في "بيتسليم"، جريمة الاحتلال التنكيل بجثمان الشهيد الناعم شرق خانيونس؛ استمرارا لسلسلة الجرائم التي يقوم بها الاحتلال بارتكابها بحق المواطنين الفلسطينيين.
وقال جبران: "إن هذا المشهد دليل واضح لعدم احترام جنود الاحتلال بجثة انسان قتيل، بالإضافة إلى عدم احترامه للإنسانية لأنهم قاموا باطلاق نار على أشخاص يقومون بسحب جثمان الشهيد"، مشدداً على أن الصورة أكبر دليل على هذا الانتهاك وعلى بشاعة الاحتلال وجرائمه.
وأضاف أنه من الضروري استغلال مقطع الفيديو الذي يعبر عن مدى وحشية الاحتلال، والذهاب به للمؤسسات الدولية والقانونية؛ لمحاسبة الاحتلال كمرتكبي جرائم حرب.
وأشار جبران إلى أن المطلوب اليوم هو قرار سياسي من المجتمع الدولي لمحاسبة الاحتلال على هذه الجرائم البشعة بحق الفلسطينيين، مؤكداً أن هذه الجريمة ليست الأولى ولا الأخيرة التي يرتكبها الاحتلال "بل هناك مئات الجرائم ومئات مشاهد التنكيل بجثامين الشهداء".
وكان وزير حرب سرائيلي نفتالي بينت، عقّب على التنكيل بجثمان محمد علي الناعم (27 عامًا) بواسطة جرافة عسكرية صباح اليوم شرق خانيونس.
وقال بينت تعليقًا على الانتقادات التي وجهت لجيش الاحتلال في أعقاب انتشال جثمان شهيد فلسطيني بواسطة جرافة عسكرية بعد استشهاده: "تعبت من الانتقاد الوحشي لليسار من اللاإنسانية باستخدام جرافة لجلب لنا جثة فلسطيني حاول قتل إسرائيليين"، حسب زعمه.
وأضاف: "أنت لست إنسانا! حماس تحتجز جثت شاؤول أورون وهدار غولدين، وأنا أدعم الجيش الذي قتل الفلسطيني وأخذ الجثة، وينبغي القيام بذلك في مواجهتهم، وسنعمل بشكل أكبر".