النجاح الإخباري - جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي عقب حضور عدد من الشخصيات الفلسطينية مؤتمر ما يسمى بالبرلمان الاسرائيلي للسلام".
المؤتمر شارك به مجموعة من النواب والوزراء الفلسطينيين السابقين، وهم اعضاء فيما يعرف باسم "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي"، مؤكدين ان الهدف من اللقاء هو التواصل مع الإسرائيليين الذين رفعوا صوتهم عالياً رفضاً لصفقة القرن، وفي المقابل يرى المنتقدون للمؤتمر أنه يصب في خانة التطبيع.
محمود نواجعة منسق عام الحركة الوطنية لمقاطعة الاحتلال، أكد أن هذا المؤتمر تطبيعي كما ان لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي تختص بالتطبيع، بل اصبحت تعطي الشرعية لكل من يريد المشاركة سواء من خلال مؤسسات أو أفراد .
وتابع نواجعة في حديث لـ"النجاح": طالبنا منظمة التحرير بحل هذه اللجنة، وكل هذه اللقاءات تطبيعية لانها تنتهك معايير التطبيع وتعريفه، واشتراطاته، واهمها هو الاعتراف بالحد الادنى لحقوق شعبنا وهو حق العودة وهذا ما يرفضه الاحتلال".
وأضاف:" اللقاء تجاوز التطبيع، كما وانه يفشل كل الجهود وعمل حركة المقاطعة، فإذا كان هذا اللقاء لرفض صفقة القرن، ما الاساس الذي تم البناء عليه، وكيف ولماذا ومع من؟، ومن الاشخاص؟، كل هذه التساؤلات مشروع لكل ابناء الشعب الفلسطيني، فرفضنا لصفقة القرن من خلال وحدة وطنية واتخاذ اجراءات حقيقية، وليس من خلال التطبيع، الذي يؤثر على عملنا في حركة المقاطعة".
وتابع نواجعة:" طالبنا منظمة التحرير بحل لجنة التواصل مع "المجتمع الاسرائيلي" لانها تتعارض مع قرارت المجلس الوطني والمركز الذي تبنى حركة المقاطعة، وسنعمل على الجهد والضغط الشعبي من اجل حل هذه اللجنة التطبيعية مع المجتمع الاسرائيلي، فالموضوع لا علاقة له ببناء جبهة داخلية هو تطبيع من اجل التطبيع وتكريس حالة الانهزام كما ان هذه اللجنة لم تحدث اي تأثير او اختراق من خلال تواصلها مع المجتمع الاسرائيلي".
احد المشاركين في اللقاء ، وزير الاقتصاد الوطني السابق باسم خوري، الذي أكد انه دعي للمشاركة في هذا اللقاء، من قبل لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، يرأسها أحد اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، اضافة لمجموعة من قيادات فتح.
وتابع في حديث لـ"النجاح": قمت باعداد ورقة توضح سبب رفض "صفقة القرن"، واعتبارها خيانة كبرى، ولا يجوز ان نتحدث عن هذا اللقاء انه تطبيعي ولا يجوز عندما اكلف من قبل احدى هيئات منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، للدفاع عن موقفها الرافض للصفقة".
واضاف خوري:" كل من حضروا هذا اللقاء ايدوا ان صفقة القرن تصفية للقضية الفلسطينية ولن تحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وقالوا انها ليست اكثر من دعاية انتخابية قدمها ترامب لنتنياهو، ولا ارى اللقاء انه تطبيعي الموضوع كان بتكليف رسمي من احدى هيئات منظمة التحرير وارفض ربط الموضوع باجراءات التطبيع،
وحول الانتقاد فيما يتعلق بتوقيت هذا اللقاء، قال خوري:" اتفق التوقيت لربما لم يكن مناسباً، لكن اللقاء جاء بتكليف رسمي".
من جهته قال المحلل السياسي عمر رحال، ان هناك وجهات نظر متعددة ما بين مؤيد ومعارض، لهذا اللقاء والوفد المشارك، ولكن الاهم انه لم يكن بمقدوره المشاركة لو لم يحصل على ضوء اخضر من القيادة الفلسطينية، خاصة وان غالبية المشاركين من لون سياسي معين، بالتالي القيادة على علم ودراية بالموضوع وهذا جزء من استراتيجيتها بالتواصل مع اليسار الاسرائيلي، والمعارضين لنتنياهو".
وتابع رحال في حديث لـ"النجاح": هذا اللقاء لم يكن موفق بالنسبة للتوقيت نحن كفلسطينيين رسميا وشعبيا سنبقى ننادي العرب والجميع بان لا يكون هناك تطبيع مع الاحتلال، كما اننا خسرنا اكثر مما ربحنا في هذا اللقاء".
وأضاف:" كما ان اغلب المشاركين من الجانب الاسرائيلي اعضاء كنيست ومسؤولين سابقين، والواضح ان الاسرائيليين عندما يتقاعدون، يتحولون لـ" حمامة سلام" لكن لماذا لا يفعلو ذلك عندما يكونون بموقع مسؤولية؟".
وتابع رحال:" لو عقد هذا اللقاء على مستوى دولي بمشاركة عربية دولية فلسطينية لما حدث هذا الاشكال الذي نواجهه الان، كما ان هذه اللقاءات تزيد من الفجوة وازمة الثقة بين الشعب والقيادة والمؤسسات الرسمية والحكومة".
وفيما يتعلق بتعقيب حركة "حماس" في بيان لها على هذا اللقاء، الذي وصفته بأنه بمثابة خنجر مسموم في ظهر الشعب الفلسطيني، بينما دعت الجبهة الشعبية إلى حل ما يسمى بـ"لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، قال رحال:" حماس تتفاوض مع اسرائيل، ولكن بشكل سري وعبر طرف ثالث، فهي تدير قطاع غزة بهذه الطريقة، واسرائيل تريد ان تبقي حكم حماس، لضرب المشروع الوطني".
وتابع:" كما ان برنامج حماس السياسي انقلب قبل عامين، واصبحت مستعدة لان يكون هناك دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، لكنها لا تتحدث بشكل علني".