غزة - خاص - النجاح الإخباري - دوَّى صدى كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أروقة مجلس الأمن الدولي الذي انعقد اليوم الثلاثاء لبحث صفقة القرن، بمشاركة الدول الأعضاء، ويرى المراقبون أن الرئيس محمود عباس، استند في خطابه أمام المجلس إلى قرارات الشرعية الدولية، الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية، وفند كل الخروقات القانونية لإعلان ترامب، وحشر الولايات المتحدة الأميركية في الركن، مما دعا بمندوبة أميركا في الأمم المتحدة كيلي كرافت، بالخروج عن البرتوكولات الرسمية واتهام الأمم المتحدة بالفشل، نتيجة فشلها في مواجهة المواقف الرافضة لصفقة القرن، الذين أكدوا بدورهم أنها تتعارض مع مبادئ القانون الدولي والانساني والحقوق المشروعة.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، د. فريد قديح أن ما قدمه الرئيس محمود عباس اليوم في جلسة مجلس الأمن المنعقدة لمناقشة صفقة القرن، يحسم الصراع السياسي، ويؤكد على توجه الفلسطينيين نحو البحث عن السلام العادل والشامل، والتزامهم التام بقرارات الشرعية الدولية وما صدر عن مجلس الأمن والامم المتحدة.
وأوضح في تحليل لـ"النجاح الإخباري" أن الرفض الفلسطيني لصفقة القرن، حق مشروع، وأشار غلى أن الرئيس اليوم أكد أمام العالم أجمع أن فلسطين ترفض الصفقة جملة وتفصيلا ولن تكون شريكة فيها، مما سيساهم في تغيير مفاهيم عدد كبير من دول العالم للخطة الأميركية، وبالتالي ستفشل أميركا في تسويقها.
وبين أن ذهاب الرئيس لمجلس الأمن وحث مجموعة عدم الانحياز لتقديم الطلب واصرار القيادة الفلسطينية على ادانة أميركا جعلها تتخبط، مشيرًا إلى أن خروج مندوبة أميركا كيلي كرافت عن البرتوكولات الرسمية واتهامها للأمم المتحدة بالفشل في قراراتها والتي تعتبر الولايات المتحدة عضوا أسياسيا فيها يؤكد أن أميركا باتت في حرج شديد من الادانة الواسعة والرافضة للمشروع الاستعماري الجديد.
وصرحت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، بأن خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط واقعية، وقابلة للنقاش، وأشارت كرافت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، إلى أن لدى الأمم المتحدة "تاريخا من الفشل" في ما يخص السلام في الشرق الأوسط، وأنه "من الحماقة" البقاء في الطريق ذاته.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمد الشرقاوي، أن الخطاب الفلسطيني في مجلس الأمن وضع النقاط على الحروف، وأبرز للعالم أجمع المخالفات القانونية التي ارتكبتها الادارة الأميركية في خطتها التي أطلقت عليها خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وأشار في تحليل لـ"النجاح الاخباري"، إلى أن الخطة عكست وجهها الحقيقي، وكشفت أن من صاغها لا يعرف فلسطين ولا يعلم عنها شيئًا، بل جزمت أن من صاغها قادة الاحتلال، واللوبي الصهيوني العالمي.
ونبَّه إلى فشل المندوبة الأميركية في الدفاع عن الخطة، يعكس فشلها سلفا وأنها لم تستطيع أن تقنع زعماء العالم بها، بل حكمت عليها بالوأد أمام العالم أجمع.
وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن الولايات المتحدة لن تتمكن من تحقيق حل عادل في الشرق الأوسط بدون موافقة الجانب الفلسطيني، وقال خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، إن "صفقة القرن" بغض النظر عن وجهات النظر بشأنها، لفتت الانتباه إلى ضرورة تسوية القضية الفلسطينية، لكننا على قناعة بأن ذلك يتطلب جهودا منسقة للمجتمع الدولي من أجل صياغة حل عادل وثابت"، وتابع: "نرى أنه في ظل الوضع الحالي يجب تكثيف جهود الرباعية الدولية التي تعتبر الآلية الوحيدة المعترف بها من قبل مجلس الأمن الدولي لمتابعة عملية السلام في الشرق الأوسط".
وأشار "الشرقاوي" إلى ان المطلوب حاليًا، هو عقد مؤتمر دولي للسلام عبر احدى الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن للخروج من المأزق وإغلاق الطريق على الولايات المتحدة الأميركية وادارة ترامب من التفرد بمصير الدول الأخرى، وعزلها سياسيًا من خلال تشكيل لجنة دولية تنبثق عن المؤتمر الدولي تبحث الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وترغم دولة الاحتلال على تنفيذها.
وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن الخطة الأميركية المطروحة احتوت على 311 مخالفة للقانون الدولي، مؤكدا أنها لا يمكن أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت قرارات الشرعية الدولية وسنواجه تطبيقها على الأرض، وأضاف، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، مساء اليوم الثلاثاء، أن الرفض الواسع لهذه الصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب، ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية، وألغت قانونية مطالب شعبنا في حقه المشروع في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله في دولته، وشرعت ما هو غير قانوني من استيطان واستيلاء وضم للأراضي الفلسطينية، وشدد على وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها، كمرجعية دولية للتفاوض، لأنها أميركية–إسرائيلية استباقية، وجاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لن يجلب الأمن ولا السلام للمنطقة، مؤكدا عدم القبول بها، ومواجهة تطبيقها على أرض الواقع.
وشدد على أن تمسك الرئيس محمود عباس بتحقيق السلام والأمن خطوة في الاتجاه السليم، تشجع كافة دول العالم للسير قدما في هذا الاتجاه، وتؤكد للعالم أجمع أن الفلسطينيين لا يطالبون إلا بحقوقهم المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية المتمثلة بمجلس الأمن والأمم المتحدة.
وقالت مجموعتان من أعضاء مجلس الأمن الدولي واللتان تضمان 14 عشر دولة، أن " صفقة القرن " بعيدة عن الشرعية الدولية، مؤكدةً على مواقفها المدافع عن القضية الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية والدفاع في مملكة بلجيكا "فيليب جوفين"، في بيان نيابة عن أعضاء مجلس الأمن الحاليين والسابقين في الاتحاد الأوروبي(بلجيكا وإستونيا وفرنسا وألمانيا) وبولندا ، كعضو سابق في الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن، "نحن ملتزمون التزاما تاما بالشراكة عبر المحيط الأطلسي ونقدر كل الجهود، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة، للمساعدة في إيجاد حل سلمي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. لقد تم إحاطتنا علما بالمقترحات التي قدمتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بحل لهذا الصراع"، وأضاف، "تماشياً مع موقف الاتحاد الأوروبي الطويل الأمد، ما زلنا ملتزمين بحل الدولتين عن طريق التفاوض، على أساس خطوط عام 1967، مع مبادلة الأراضي بالقيمة والمثل، على النحو المتفق عليه بين الطرفين، بين دولة فلسطين الديمقراطية المستقلة، ودولة إسرائيل، المتجاورة وذات السيادة والقابلة للحياة، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن واعتراف متبادل.