نابلس - حمزة الاسمر - النجاح الإخباري - تعد الرياضة ممارسة وإشباع لرغبات وتفريغ لطاقات مكبوتة تمارس بالدرجة الأولى للحفاظ على لياقة ومرونة الجسم وهي في الأصل تحد ومنافسة، وصولا للبطولات والتفوق من خلال أهدافها السامية والنبيلة، والتي تعتني بالدرجة الأولى بالصحة البدنية والروحية من خلال ممارستها، وذلك باتباع ممارسيها للقيم السامية للعب الشريف، والاهتمام بجانبها النزيه.
أهم ميزات الرياضة هو الحفاظ على وحدة الرياضة والرياضيين من خلال الحفاظ على حقوق المشاركين بها على اختلاف مستوياتهم، وهذا هو الهدف الأهم إضافة إلى المحافظة على سلامة الرياضي نفسه, ونعني بالمحافظة على سلامة جسم الرياضي بإبعاده كل البعد عن الضرر وما يُسقط صحته، وأيضا عدم الخروج من إطار المنافسة الشريفة التي تخل بمبادىء الرياضي.
لكن لكل قاعدة شواذ .. يبدو أن هناك بقع سوداء ممكن أن تشوه صوره النزاهة الرياضية وهي أن يكون الرياضي قد تعاطى بعض المنشطات لكي يتفوق على من هم حوله مما يؤثر ذلك سلبا على أداءه الرياضي ومستوى إدراكه فيحيل له أنه أفضل من ماثليه، إلا أنه أكثرهم فشلا، بدلاًّ من بناء جسداً رياضيا بشكل تدريجيّ يحاول هو الذهاب لما يريده بأقصر الطرق وأكثرها ضرراً ، جاهلٌ كل الجهل ما يُخبئ له ذاك الطريق.
ويقول المدرب في أحد النوادي بمدينة نابلس للعبة كمال الأجسام إسحاق أبو رميلة لـ "النجاح الاخباري"، أن المنشطات هي عبارة عن هرمونات يتم حقنها للاعب تدخل الجسم وبكميات غير اعتيادية لغرض زيادة الكفاءة البدنية للحصول على إنجاز رياضي أعلى فيصبح تمرينه أسرع وبدون الشعور بالتعب؛ لكنه يسبب أضرار صحية عند الاستمرار في تعاطيها، منها صداع مزمن أو تشمع في الكبد أو ضعف جنسي أو العقم أو الجنون أو خلل في الجهاز العصبي وقد يصل به الأمر للموت ويكون الضرر من شخص لأخر يختلف وبناء على الهرمون الذي يستخدمه لأن المنشطات كثيرة.
وأضاف من أشهر المنشطات التي تستخدم في رياضة كمال الاجسام وهي هرمون "السيستيرون" و"الكروث هرمون" و "الداينبول".
وتابع:" ويوجد منها على شكل حبوب أو حقن وهي محرمة دوليا في جميع الألعاب الرياضية ويتم الكشف عنها بالفحوصات الطبية وإن تم الكشف عن تعاطي اللاعب للمنشطات يتم سحب اللقب أو البطولة لأنه أخل شرط من شروط المنافسة الشريفة".
وأضاف:" من الأعراض التي تصيب الرياضي في لعبة كمال الأجسام تثدي في حلمة الصدر واندفاع في البطن والأرداف، ومن الممكن أن يعمل على تربيع شكل الفك، لكن في الرياضات الأخرى تكشف عن طريق الفحوصات الطبية ولكن من الممكن أن تحصل على الهدف الذي تسعى إليه لكن سرعان ما ترجع إلى الأسوأ و "أنا كلاعب رياضي ومدرب لا أستقبل الرياضي الذي يتعاطى المنشطات لأن الرياضي هي من أجل سلامة الجسم لا أن تكون مدمرة له".
ويقول الطالب في جامعة النجاح في قسم الرياضة وهو بطل فلسطين لكمال الأجسام لسنة 2017 حمزة إسحاق "كان هدفي الأول من عدم أخذي للمنشطات هو الصحة لأنه طالما ابتعدت عن هدفي الأول أصبحت لا تسمى رياضة لأن الرياضة دائما مقرونه بالصحة وبالتالي أصبحت عبارة عن منافسات غير شرعية".
ويضيف أن من الممكن الوصول إلى الجسم الرياضي الذي تريده عن طريق تكثيفك لغذائك الذي يجب أن يحتوي على كمية عالية من البروتين والكربوهيدرات وأن يكون غذاء سليم وعن طريق التمارين المكثفة بإشراف المدرب وبذلك تحصل على جسم ينافس من يتعاطى المنشطات.
ونوه أن "هناك فرق كبير بين المنشطات والبروتين (المكملات الغذائية) ويعرف البروتين على أنها المواد المركبة التي تكمل النظام الغذائي بمواد مثل الفيتامين والبروتينات والمعادن والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والتي قد تكون ناقصة أو مفقودة في النظام الغذائي للشخص وهي بشكلٍ عام مفيدة للصحة ويتناولها بكثرة الرياضيون حتى تستفيد أجسامهم من التمارين الرياضية لمواجهة الجهد الذي يمكن أن يقوموا به أثناء تمارينهم الرياضية أما المنشطات فهي عبارة هرمونات تدخل الجسم و تعمل على أن يكون مثلا إفراز الهرمون بنسبة 80%، بينما عند استخدام المنشطات يصبح الإفراز بنسبة 360% ،وهذا شيء خطر جدا على الجسم ويُمكن من تكوين الخلايا السرطانية" .
ومن الجدير بالذكر أن لاعب كمال الأجسام دالاس مكارفر كان ضحية لجرعة زائدة من هرمون الأنسلوين، ولاعب كرة القدم الشهير ماردونا الذي تم الكشف أنه تعاطى المنشطات وتم معرفة ذلك من خلال بقع العرق الكثير على وجهه كان شكلها دائريا الأمر الذي أدى إلى طرده من المشاركة رسمياً في كأس العالم لتنتهي أسطورة دييجو أرماندو مارادونا نهاية حزينة بالرغم من التاريخ الغني بالنجاحات حتى لو كان مثيراً للجدل.