طولكرم - همسه التايه - النجاح الإخباري - لم تكتمل فرحة المواطن محمد عازم (46) عاما وعائلته بتحقيق حلمهم والعيش في منزل العمر ،لأكثر من شهرين فقط ، بعدما قامت جرافات الاحتلال بهدم المنزل المكون من طابق واحد في نهاية شهر كانون الأول من العام الحالي، ليصبح أثرا بعد عين.
ورغم سعيه الحثيث، في التواصل مع كافة الجهات المعنية والمؤسسات الحقوقية، منذ استلامه إخطارات الهدم الثلاثة في أقل من ثلاثة أسابيع لإثبات أحقيته في الأرض، إلا أن آلة البطش الإسرائيلية كانت الأسرع نحو التدمير وانتهاك حقه في استغلال أرضه وتعميرها.
حلم المواطن "عازم" لم يتبدد أبدا "حسب قوله" للنجاح الإخباري، وسيحاول لملمة جروحه وأوجاعه، وإعادة تحويل ركام منزله المبعثر إلى بناء يحتضن الحياة من جديد، رغم الخسائر التي تكبدها في تعمير المنزل الذي شيد بعرق وجهد سنوات ودفع لأجله الغالي والنفيس.
ولم يكن منزل عازم المقام في منطقة "خلة حميد" بقرية جبارة جنوب مدينة طولكرم الوحيد الذي تحول إلى ركام بفعل عنجهية الاحتلال، حيث هدمت قوات الاحتلال منزلا قيد الإنشاء في منتصف شهر نيسان من العام الحالي، فيما قامت بإخطار حوالي 9 منازل بالهدم.
وتعتبر قرية جبارة الواقعة ضمن مناطق c وتحديدا منطقة "خلة حميد"والتي تقع على مساحة 150 دونم في دائرة الإستهداف الإسرائيلي، وعرضة للتهديد اليومي المتكرر ولعمليات ممنهجة وقمعية تتجسد بسياسة هدم المنازل بحجة البناء دون ترخيص، ناهيك عن تجريف وتدمير الأراضي الزراعية بعد استصلاحها بحجة منع تغيير معالم المنطقة، بالإضافة إلى سياسة الاستفزاز والمداهمات التي لا تتوقف، منتهكة بذلك الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية كافة ، دون حسيب أو رقيب.
ويتخوف المواطن حسام القاسم والذي يمتلك دونمان في خلة حميد، من التواجد وعائلته بأرضه في ظل التهديدات المباشرة والتواجد المستمر لآليات وجنود الاحتلال ،وتحديدا بعد تلقيه إخطارا بضرورة إزالة الجدار الاستنادي ومنع أي بناء أو تغير بمعالم الأرض أو حتى استصلاحها بحجة عدم الترخيص حسب الإدعاء الإسرائيلي.
ورغم امتلاك المواطن قاسم كافة الأوراق والمستندات الثبوتية التي تؤكد أحقيته وملكيته بالأرض إلا أن الاحتلال لا يزال يبث حقده تجاه أرضه الزراعية، مناشدا جميع المؤسسات المعنية والحقوقية بالضغط على الجانب الإسرائيلي ووقف كافة الاعتداءات بحق الأراضي كافة والتي تقع في خلة حميد.
ويؤكد المواطن محمود الخولي (53) عاما ويمتلك 3 دونمات أنه سيتوجه لمحكمة العدل العليا بشكوى ضد إجراءات الاحتلال التعسفية، قائلا" إسرائيل تدعي بأنها دولة قانون... وبالتالي بيننا القانون وسنتوجه للجهات المعنية كافة لوقف هذا الاعتداء والذي يهدف للسيطرة على أراضينا".
" أرضي أصبحت مهددة ، بعد مجيء الاحتلال وآلياته العسكرية وقيامه بهدم منزل لا يبعد عن أرضيي 50 متر". قال المواطن الخولي.
وأضاف، أنه لا يستطيع استصلاح الأرض أو استغلالها لآن مصيرها الهدم والتدمير من قبل الاحتلال.
ووجه رسالته للاحتلال الإسرائيلي بضرورة وقف إجراءاتها التعسفية والعدول عن قرارها، مؤكدا أنه لا يمكن أخذ الحق من أصحابه بالقوة، مطالبا السلطة الوطنية الوقوف عند مسؤولياتها تجاه الأراضي المهددة بالمصادرة ووضع حد لسياسة البطش الإسرائيلية.
وتسيطر على الحاجة فتحية عازم 53 عاما والتي تحتضن أربعة أبناء، مشاعر الحزن والخوف من القادم من الأيام، خاصة بعد هدم منزل محاذي لأرضهم ،و تلقي زوجها إخطار بضرورة إزالة البيت المتنقل الذي قام بوضع بأرضه، بالإضافة إلى حرمانهم من استصلاح الأرض وتهديدهم بضرورة إرجاع الأرض إلى ما كانت عليه.
وتؤكد الحاجة فتحية على أن إجراءات الاحتلال لن تثنيها وزوجها عن التواجد بالأرض وتعميرها واستصلاحها خاصة وأن لهم الحق بملكيتها.
من جهته، وأكد رامي عوده نائب رئيس مجلس قروى جباره لـ "النجاح الإخباري"، أن القرية تتعرض لمضايقات متكررة واستهداف مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أن منطقة أبو حميد أصبحت مهددة في ظل إتباع إسرائيل سياسة هدم المنازل وتوسيع دائرة اعتداءاتها.
وطالب بضرورة فضح الانتهاكات الإسرائيلية ودعم صمود المواطنين لتمكينهم وتثبيتهم بالأرض، مناشدا الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء تحمل مسؤولياتهم والوقوف إلى جانب القرية والحفاظ على الأراضي من المصادرة.
جدير بالذكر أنا مساحة قرية جبارة تبلغ حوالي 2500 دونم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 400 نسمه وتضم حوالي 60 منزلا.