نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - ستشهد القضية الفلسطينية نهاية الشهر الجاري حدثين مرتبطين ومهمين، وهما الخطاب المرتقب للرئيس محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين.
فيما تتجه الأنظار الى الحدث الثاني وهو عقد جلسة نقاش لكبار الدول المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لمناقشة الوضع المالي للأونروا، والتصويت على تجديد ولايتها.
وفي هذا السياق، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ماجد الفتياني إن خطاب الرئيس سيجدد التأكيد على "أننا مع عمل دولي جماعي كرؤيته للسلام التي طرحها سابقاً في مجلس الأمن".
وقال الفتياني في تصريح لـ"النجاح الإخباري" في وقت سابق إن سلسلة من اللقاءات على مستوى القيادة الوطنية ستسبق الخطاب الذي يحمل أجندة وطنية مزدحمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ورجح الفتياني أن يتطرق الرئيس ابو مازن الى اعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لجهة ضم الضفة الغربية واعلان "السيادة" عليها.
وأكد الفتياني، أن الرئيس سوف يركز على موقف الإدارة الأمريكية المتماهي مع الاحتلال وسياساته العنصرية والتهويدية.
وأشار إلى أن الرئيس عباس سيدافع عن موقف الاجماع الدولي الذي يؤكد أنه لا حل إلا بانتهاء الاحتلال وإيجاد حل للاجئين وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما فيها القرار (194) ومبادرة السلام العربية.
وفي هذا الصدد،شدد الفتياني على أن اهتمام القيادة بهذه الدورة واللقاءات، نابع من منطلق البحث عن تشكيل رأي دولي مناصر لحقوق شعبنا وكسب موقف الدول في دعم الوكالة الأممية (الأونروا) والتصويت على إعادة تفويضها لفترة جديدة.
وإلى جانب ما سبق، سيتولى الرئيس عبّاس رئاسة اجتماع المجموعة 77 + الصين، والذي سيعمل على توظيفه في حشد الدعم السياسي والمالي للأونروا، في خطوة لمواجهة الضغط الأميركي الذي يسعى لإنهاء خدمات الوكالة الأممية.
تفويض جديد
وتفويض الأونروا هو الحدث الأبرز ايضا ويعني استمرار عملها، وتجديد ولايتها يحصل من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة كل ثلاث سنوات، ويجري ذلك من خلال فتح باب التصويت للدول الأعضاء على التجديد من عدمه.
وينص التفويض الحالي على توفير خدمات الإغاثة والتنمية البشرية والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس (الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة).
وينتهي التفويض الحالي للأونروا في 30 يونيو (حزيران) 2020، ولكن يُفترض منحها التفويض الجديد في نهاية جلسة الأمم المتحدة المقبلة، حتى يتسنى لموظفي الوكالة الأممية العمل على إعداد خطتهم للولاية الجديدة لوكالة اللاجئين الفلسطينيين.
ويفترض أن يستمر تجديد ولاية الأونروا وإعادة تفوضيها إلى حين التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئ الفلسطيني، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة التي نصّت على ذلك، لكن أميركا تعسى لعدم حدوث ذلك.
وفي هذا الصدد،يقول الكاتب المختص بالشأن الدولي حسام شاكر إن ادراة البيت الأبيض تقود حملة عدائية ضدّ الفلسطينيين، بمَن فيهم اللاجئون، لإنهاء الوكالة الدولية، خدمةً لمصالح "تل أبيب".
وأشار شاكر في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" يوم السبت الى التقارير التي تضمنت تهديدات أطلقتها الولايات المتحدة وطالت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقطع تمويلها عنها إذا صوتت لصالح قرار تجديد الأونروا، وستمارس بحقها إجراءات قاسية، الأمر الذي قد يؤثر في مسار عملية التصويت.
ما تحدث عنه شاكر يؤكده أيضاً المفوض العام للأونروا بيير كرينبول الذي يقول إن "وكالة اللاجئين تخوض حرباً شرسة تقودها الولايات الأميركية لأهداف سياسية" وذلك في تصريح له من العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال كرينبول إن الوكالة، وبعد ان تخطت ازمتها المالية، تواجه اليوم تحديات جديدة على الساحة السياسية".
وأكد: "اهمية التجديد لولاية الوكالة باكبر عدد ممكن من الاصوات وذلك مع بدء المناقشات في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ولاية الأونروا نهاية الشهر الحالي، والتي من المفترض أن يتم التجديد لمهمتها في شهر تشرين الأول المقبل".
وكان كرينبول اجتمع اليوم مع رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور حسن منيمنة الذي اكد" دعم لبنان القوي للتجديد ولاية الاونروا وعدم المس بتفويضها".
تحرك مستمر
وقد وضعت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير خطة تحرك على مستويات عدة، لدعم وكالة الغوث الدولية "أونروا" وحشد الدعم السياسي لتجديد ولاية تفويضها لثلاث سنوات أخرى تمتد من عام 2020 حتى عام 2023، ويأتي ذلك لقطع الطريق أمام الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، اللتين تحاولان تمرير مخططهما لإنهاء عمل الأونروا أو إلغاء تفويضها، وفقاً لحديث رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي.
وقال ابو هولي في بيان صحفي صدر عنه ووصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري" قبل يومين إن خطة التحرك لدعم الأونروا تقودها منظمة التحرير الفلسطينية ووزارة الخارجية ومندوبية فلسطين الدائمة في الأمم المتحدة، وتهدف لحشد الدعم السياسي لوكالة اللاجئين، بما يضمن التصويت بغالبية مطلقة لصالح تجديد تفويضها الذي منحه القرار الأممي 302.
وبحسب أبو هولي فقد شُكل فريق خاص للتواصل مع الدول الأعضاء لكسب موقفهم في رفض أيّ مسعى للالتفاف على تمديد ولاية جديدة للأونروا أو قرار التفويض أو تغييره، والتحذير من مخاطر التحرك الأميركي الإسرائيلي الذي يستهدف تصفية الوكالة الأممية.
وعلى البعد الشعبي للخطة، فإنّه من المقرر أن تخرج سلسلة تظاهرات حاشدة في مخيمات اللجوء الفلسطيني، تطالب الأمين العام للأمم المتحدة بالوقوف مع قضية اللاجئين ونصرتهم وحماية مؤسستهم الدولية.بحسب بيان أبو هولي.
وتقدِّم الوكالة خدماتها لأكثر من (5.4) مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية بما في ذلك شرقي القدس، وغزة وسوريا والأردن ولبنان.
وفي (2018)، أوقفت واشنطن أيضًا دعمها المالي للأونروا المقدر سنوياً بـ (360) مليون دولار، بعد تقديمها مبلغ (60) مليوناً مطلع العام ذاته.