بيروت - ميرنا حامد - النجاح الإخباري - "هي ثورة كرامة وليست ثورة رغيف" ... بهذه الكلمات وصف ثلاثة شبان من مخيم البداوي شمال لبنان التحركات السلمية الشعبية التي يقوم بها أبناء شعبنا في مخيمات الشتات.
"أسمر محمود"، "حسام شعبان"، "حمزة قيس" هم ثلاثة شبان في الثلاثينيات من عمرهم ارادوا أن يعبروا عن رفضهم لقرار وزارة العمل اللبنانية بحق العمالة الفلسطينية ولكن على طريقتهم الخاصة، فافترشوا الطريق ملجأ لهم ليعبروا عن غضبهم تحت سقف خيمة شبيهة بخيم اللجوء، معلنين إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً للممارسات الجائرة بحق إخوانهم اللاجئين وآخرها تداعيات إجازة العمل للاجئين.
تدهور حالة أحد المضربين سبعة أيام مرت على معركة الأمعاء الخاوية التي اعتدنا على سماعها لدى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، لكن هذه المرة انطلقت من أحد مخيمات الشتات في لبنان للمرة الأولى، حيث فضلوا الجوع على الخضوع لقرارات وصفوها بالجائرة، وذلك إن دل على شيء فهو يدل على ضيق السبل باللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
الامتناع الكامل عن تناول الطعام أدى إلى تدهور ملحوظ في الحالة الصحية للشاب حسام شعبان، ورغم ذلك فهو ماضٍ في هذا الإضراب حتى تحقيق كامل الأهداف والمطالب الانسانية والمدنية والإجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
إقرأ أيضا: أبو العردات: اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ليسوا أجانب
لسنا متسولين
وفي حديث لـ "موقع النجاح الإخباري" يقول الشاب أسمر محمود: "يعز علينا مشهد أهلنا وشعبنا في الشوارع والأحياء في المخيمات للأسبوع السابع على التوالي، هذا المنظر المهيب الذي يحتشد فيه آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان مطالبين بحقوقهم الاجتماعية والإنسانية للعيش بكرامة. نحن أشخاص كرامتنا خط أحمر، ونريد العمل لنعيش ونقتات ولا نطالب بمساعدات من أحد، فنحن لسنا متسولين بل نحن أصحاب حق وقضية ولا نقبل بالهجرة ولا التوطين بل بالعودة الحتمية إلى الوطن".
ويضيف محمود: "للأسف جميع هذه التحركات لم تحقق أي نتيجة ولم تصغِ أي أذن لها، لذلك انطلقنا بهذا التصعيد معلنين الإضراب عن الطعام حاملين عنواناً عريضاً وهو أن نجوع اليوم ولا نجوع غداً، وأن نجوع شهراً ولا نجوع العمر كله، على أمل أن ينتقل هذا التحرك إلى بقية المخيمات الفلسطينية في لبنان، أملين بأن يكون هذا التصعيد وسيلة للضغط على المعنيين للتراجع عن قرار وزارة العمل وتحسين أوضاع اللاجئين"، مطالباً "وسائل الإعلام الفلسطينية واللبنانية بإيصال الظلم بحق اللاجئين والأوجاع التي يعيشونها".
ويتابع: "نشعر بإرهاق نفسي وجسدي جراء عدم تناولنا الطعام وجلوسنا في خيمة بمكان غير ملائم وتحت أشعة الشمس الحارة منذ سبعة أيام، لكننا مستمرون بإرادتنا وكفاحنا في معركتنا قدر المستطاع".
يقول الشاب حمزة قيس لـ "موقع النجاح الإخباري": "بعد تفكير قوي لستة أسابيع تبين لنا أن التحركات السلمية داخل المخيمات لم تقدم أية نتيجة، لذلك قررنا التصعيد بطريقة سلمية غير مخالفة للقانون اللبناني، فنحن كفلسطينيين لا نستطيع أن نخرج خارج المخيم ونقطع الطريق على الناس لأن هذا العمل مخالف للقانون اللبناني، ونعتبره غير أخلاقي ولا يليق بنا كضيوف في لبنان، لذلك قررنا إيصال صوتنا بطريقة لا يعاقب عليها القانون، وننقل من خلالها للناس بطريقة حضارية وسلمية مطالبنا بالعمل في لبنان لتأمين الطعام لأولادنا".
ويتساءل قيس: "كيف للاجئ الذي يعمل في مجال البناء أو الدهان أن يطلب منه إصدار إجازة عمل وهو يعمل فقط ثلاثة أشهر في فصل الصيف ويبقى عاطلاً عن العمل بقية السنة؟".
ويشير إلى أنه "من الممكن أن نصعد تحركنا باللجوء إلى الإضراب عن الطعام أيضاً، رغم أن أحد الأطباء حذرنا من خطورة ذلك". هذا وأفادت بعض المواقع الإخبارية بأن مجموعة من شبان مخيم نهر البارد شمال لبنان أعلنوا الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم في التراجع عن تطبيق قرار "إجازة العمل" الذي اتخذه وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان.
مظاهرات سلمية شعبية، توزيع ورود على عناصر الجيش اللبناني، معركة الأمعاء الخاوية، هي وسائل تعبيرية مختلفة ينتهجها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان لإيصال رفضهم واعتراضهم على الممارسات الجائرة بحقهم، تأكيداً على علاقتهم الوطيدة بالشعب اللبناني، ومحافظتهم على حسن الضيافة في لبنان إلى حين العودة إلى الوطن.. فماذا يخبء لنا اللاجئون من وسائل تعبيرية جديدة؟