غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أيام قليلة ويعود طلاب إلى مقاعد الدراسة بعد انتهاء الاجازة الصيفية ،وبعد أيام معدودة من إجازة عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي يزيد من معاناة أرباب العائلات، وسط ظروف اقتصادية قاهرة وصعبة خاصة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة لأكثر من (13) عاماً.
ومع اقتراب العام الدراسي تضج الأسواق والمحال التجارية بالبضائع والمستلزمات المدرسية، من ملابس إلى الكراسات والحقائب وغيرها، في حين أن العديد من العائلات لم تتمكن من شرائها، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.
المواطن أبو محمد لديه 4 أبناء يقو:"هؤلاء الأربعة بحاجة إلى تجهيز للمدرسة، وأنا أعمل بائع متجول لأحصل على قوت يومي".
ويضيف أبو محمد في حديث اـ"النجاح الاخباري": "من وين بدي اشتريلهم أغراض المدرسة، حاولت أصلح شنطهم القديمة وبعض الأحذية"، مشيراً إلى أن وضعه الاقتصادي الآن لا يسمح له حتى بشراء دفتر واحد، كما وصف.
لم يعد كافياً
ولم يختلف حال المواطن أبو خليل لبدة عن أبو محمد الذي يجهز كل عام أبناءه للمدارس، لكن هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية.
يقول لبدة لـ"النجاح الاخباري": راتبي لم يكفِ لشراء مستلزمات البيت، والآن أدفع نصف الراتب للايجار، ولدي ابنان وبنت في المدرسة"، لافتاً إلى أنه سيشتري ملابس وشنطة لابنته مريم فقط لأنه العام الأول لدخولها للمدرسة، أما أبنائه الاثنين فسيلبسون ملابسهم القديمة .
أما المواطن خالد الراس فتجهيز أبنائه لموسم المدارس أصبحت عادة بالنسبة له، كل عام يقوم بتجهيزهم حتى وان تطلب الأمر أن يتداين مبلغاً من المال.
يقول:" كل عام أجهز أبنائي للمدارس بكل شيء يحتاجونه فأصبح تجهيزهم عادة بالنسبة لنا، فأدفع للبائع جزء من المال، والجزء الآخر عند صرف الرواتب".
ويضيف "صحيح أن رواتبنا بعد الخصومات لا تكفي لكن عندما أرى فرحة أبنائي بملابسهم الجديدة تغمرني سعادة كبيرة".
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت قبل أيام أن العام الدراسي لعام 2019-2020 سيبدأ في 24 من الشهر الجاري، فيما سيبدأ دوام الهيئات التدريسية في كافة مدارس فلسطين في 21/8/2019.
ركود السوق
لم تكن الأمور صعبة عند أولياء أمور الطلاب وأرباب الأسر فقط، ليصل الأمر أيضاً بسوئه لأصحاب المحلات التجارية الذين بدؤوا بعرض بضائعهم قبل نحو شهر، على أمل أن يتم بيعها.
يقول أبو سميح بائع في احدى المحلات إن "بضاعة طلاب المدارس على قفا مين يشيل، وبأسعار مناسبة"، مستدركا "لكن نتفاجئ أن الناس لا يشترون إلا من رحم ربي".
وأضاف "ليس هناك عملية شراء ،فنحن نعرض بضاعتنا منذ ساعات الصباح الأولى وحتى لساعات المساء"، لافتاً إلى أن عملية الشراء خفيفة جداً.
بدوره أشار أحمد مطر بائع شنط ومسلتزمات مدرسية أن السوق في حالة ركود تام، خصوصاً وأن العام الدراسي يبدأ نهاية الشهر وبعد عيد الأضحى".
وقال : "هذا الأمر أثر كثيراً على القدرة الشرائية عند المواطنين لمستلزمات العام الدراسي ،وأضعف عملية الشراء بشكل كبير، مضيفا "لم يبقى سوى أيام على المدارس ونأمل من الله أن نبيع حتى لو نصف هذه البضاعة".
شكل من أشكال المعاناة
من جهته، يرى الخبير بالشأن الاقتصادي، د. معين رجب، أن العام الدراسي الجديد في غزة ، شكل مزيد من المعاناة التي تقع على أرباب الأسر والطلاب والتلاميذ.
وقال رجب لـ"النجاح الاخباري": الاحتياجات كثيرة خاصة الملابس والأحذية والشنط ومتطلباتها من القرطاسية ونحو ذلك، وما يلحق ذلك بمصروفات يومية إضافة إلى المواصلات، كل هذه الأمور يجد أرباب الأسر أنهم حائرون لعدم مقدرتهم على الوفاء بها"، مشيراً إلى أن الأسر في غزة قد مرت في مناسبات عديدة الأسابيع الماضية، كان آخرها عيد الأضحى المبارك الذي ارتبط بالعديد من النفقات والمصروفات.
وأضاف أن السوق ينتظر هذه المناسبة ،وأصحاب المحلات ينتظرون بفارغ الصبر الفرصة لتسويق منتجاتهم التي هي مصدر الدخل والرزق بالنسبة لهم، مؤكداً ان عدم توفر السيولة يعوق تحقيق الهدف بالنسبة لرجال الأعمال وأصحاب المحلات.
وتابع رجب " هناك اختناقات كثيرة الكل يتأثر بها فهناك التزامات لدى التجار الذين قاموا بحشد السلعة الضرورية مع بدء العام الدراسي ،ولا يستطيعون تنفيذ التزاماتهم، فهناك اضطراب كبير في السوق وحيرة شديدة لدى أرباب الأسر وتلاميذ قد لا يجد البعض منهم حتى الملابس المهلهلة التي يبدأ بها عامه الجديد".
ويعيش قطاع غزة حصارا خانقا منذ أكثر من 13 عاما، وهو ما أثر على الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين ، وتسبب بارتفاع نسبة البطالة والفقر بين العائلات، وأيضاً قلة في فرص العمل.