نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - تواصل الفصائل في الأونة الأخيرة "النأي بالنفس" عن أي عملية ينفذها مقاومون عند السياج على الحدود مع قطاع غزة سواء كانت فردية أو منظمة وكان اخرها استشهاد 4 مقاومين بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال على حدود القطاع فجر اليوم،وقبل ذلك العملية التي نفذها الشهيد " هاني أبو صلاح" شرق خانيونس وأدت إلى إصابة ثلاثة جنود للاحتلال.
"صمت الفصائل" الذي تلفه حالة الضبابية لجهة "التبني المباشر للشهداء" يقود المراقبين للتساؤل عن الدوافع غير المعلنة ازاء هذه السياسة الجديدة.
في هذا الإطار،رأى الكاتب الصحفي نضال سلامة أن "صمت الفصائل" يندرج تحت مفهوم ادارة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي وضمن محاولة قراءة ردود الفعل على العمليات "غير المنظمة" التي تنطلق من القطاع عند السياج.
وتحمل هذه العمليات بحسب سلامة "تكتيكا جديدا" عنوانه عدم الذهاب الى حالة "حرب" مع الاحتلال، والضغط من أجل تخفيف الحصار عن القطاع ضمن رسائل الاستنزاف المستمرة التي تعززت على الحدود مع قطاع غزة.
وشدد سلامة لـ"النجاح الإخباري" على أن رسائل تريد أن توصلها الفصائل للاحتلال مفادها جهوزيتها العالية استعدادا لمعركة محتملة في القطاع.
في سياق متصل،أشار المحلل والكتاب السياسي حمزة ابو رمان الى حتمية الوصول الى مواجهة بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة خلال الفترة المقبلة إذا ما تدحرجت "ردود" الفعل من كلا الطرفين.
وأوضح أبو رمان لـ"النجاح الإخباري" أن عملية اليوم وقبلها عملية الشهيد هاني أبو صلاح قد تكون نابعة من قرار فردي، لكنه ليس منفصلا عن علم فصائلي مسبق.
وأكد أبو رمان لـ"النجاح الاخباري" يوم الخميس أن الاشتباك فجرا قد يكون في إطار ردة الفعل على استشهاد الشهيد أبوصلاح وما يحدث في القدس من انتهاكات مستمرة اخرها اعمال الهدم في وادي الحمص.
وفي أول تعليق لها،قالت حركة حماس إن الاحتلال ارتكب جريمة جديدة بحق مجموعة من الشبان الغاضبين؛ بسبب جرائمه المستمرة وارهابه المنظم وحصاره المتواصل للقطاع.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع:"إن حالة الغضب والضغط التي يعيشها الفلسطينيون، بسبب استمرار الحصار على قطاع غزة، يتحمل نتائجها الاحتلال".
وأشار إلى أن "استمرار جرائم الاحتلال وسلوكه العدواني وحصاره الظالم لغزة سيدفع الشباب الغاضب والثائر للقيام بردات فعل فردية ردًا على ذلك".
واللافت في تعليق حركة حماس أنه لم يأت على تبني الشهداء الأربعة أو التعليق بشكل مباشر على العملية أو الظروف التي احاطت بها،فيما تغيب ردود الفعل الفصائلية الأخرى عن المشهد حتى لحظة اعداد هذا التقرير.
وكانت قد ترددت أنباء متعارضة، بشأن علاقة شهداء اليوم بـ"الضبط الميداني" التابعة لحركة حماس.
وفي وقت سابق قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، لـ"النجاح الإخباري" إن صمت الفصائل يفسر بأن مثل هذه العمليات قد جاءت بقرار فردي، وليس عسكري أو تخطيط مسبق.
وأشار عوكل الى أن الصمت مؤشر بعدم رغبة حركتي حماس وباقي الفصائل بالتصعيد في هذا الوقت الحساس.
وصباح اليوم قالت قوات الاحتلال إنها استهدفت أربعة فلسطينيين أثناء محاولتهم اختراق السياج الأمني بحجة تنفيذ عملية.
وذكر المتحدث باسم الاحتلال أن قواته شخّصت عددًا من المسلحين يقتربون من السياج الأمني وبحوزتهم بنادق كلاشينكوف وقنابل يدوية وقذائف آر بي جي.
وأشار إلى أن أحد المسلحين تمكّن من اجتياز السياج الأمني، وإلقاء قنبلة باتجاه الجنود.
وأضاف أن قواته قتلت أربعة مُسلحين، مُدعيًا عدم وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال.
وكانت صحيفة"هآرتس" العبرية كشفت في وقت سابق عن قيام "جيش الاحتلال" بتحديث إجراءات القتال تحضيرًا لعملية محتملة في غزة.
وأوضحت أنه تم تلخيص إجراءات القتال هذه خلال تمرين لما يسمى "فرقة غزة" في قوات الاحتلال، وهو الأكبر على الحدود مع القطاع منذ عدوان 2014، والذي تضمن أيضًا مناورة برية.
وخلال جلسة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، في الثالث من تموز/ يوليو الجاري، حول الوضع الأمني مقابل قطاع غزة، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن "سياستنا واضحة، ونحن نريد إعادة التهدئة.