غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - موسم قطف الصبر ،أو التين الشوكي، بدأ في غزة منذ ما يقارب على الشهر تقريباً، يحرص فيه المواطنين على قطف فاكهة الصبر ،حلوة المذاق ،لبيعها في الأسواق .
الأربعيني محسن صيام يبدأ منذ ساعات الصباح الأولى بالتحرك نحو سور مزرعتهم الخضراء الطويل ،وقد بانت ثمار الصبر الجميلة وهي تطل برأسها بألوانها الحمراء والخضراء ،لتعلن عن موعد حصادها.
يقول صيام ل"النجاح الاخباري" مثل كل سنة ، أقطف الصبر أو ما يعرف بالتين الشوكي ،ومن ثم أبيعه في السوق بشواقل بسيطة ،وبرغم أن قطف ثمار الصبر ليست بالهينة ،فهي محاطة بالأشواك من كل جانب ،الا أننا نتعامل معها بحذر شديد."
وأضاف "فاكهة الصبر بالنسبة لأهل القطاع لها مذاق خاص، فهي تعبر من اسمها عن صبرهم وتحملهم الكبير للاحتلال وعدوانه ، والظلم والحصار المفروض عليهم منذ أكثر من 12 سنة".
وبيّن أن قطع الثمار يمر بمرحلتين، الأولى اختيار الثمار الناضجة وقطعها بواسطة عصا مثبت في نهايتها أنبوب أسطواني مفرغ، أما المرحلة الثانية فتبدأ بوضع الثمار على الأرض دون لمسها، ومن ثم تخليص كلّ ثمرة من الأشواك المحيطة بها باستخدام بعض الأعشاب ومنها نبتة "الذرنيح" التي تعدّ الأفضل لتنظيف الأشواك وتكون موجودة بكثرة إلى جانب أشجار الصبر.
وأوضح أنه حين تصبح الثمار جاهزة خالية من الأشواك الناعمة، يتم وضعها في الدلو تمهيدًا لبيعها، لافتًا إلى أهمية بيعها بسرعة، لأن الصبر ثمرة لا تحتمل البقاء فوق بعضها تحت أشعة الشمس، لأنها تفسد سريعًا، لذلك يحاول بيعها في السوق قبل الظهر، منوهًا إلى أن سعر الدلو الواحد يبلغ 10 شواكل، وفي أحيان أخرى أقل من ذلك بقليل، تبعًا لكميات الصبر المطروحة في السوق.
المواطن عيسى الصباغ قال:" أنا انتظر تناول فاكهة الصبر من العام للعام ، فهي فاكهتي المفضلة ،والتي حببني بها والدي منذ الصغر ،فقد كانت عندنا أرضا زراعية بسيطة يحيطها الصبر من كل جانب ،وفي فصل الصيف حينما تنضج ثمار الصبر أقوم أنا واخوتي بقطفها ، وبعد معاناة شديدة ،لقد كنا وقتها صغار ولا نعرف كيف يتم قطفها ،فبعد قطفها نجد أن أيدينا قد امتلأت بالشوك ،فنبدأ بعدها بالصراخ" .
وأضاف" كبرنا وكبر حب هذه الفاكهة في قلوبنا ، رغم أشواكها المؤذية ،وتم بيع الأرض ،وأنا الآن ألجأ لشراء الصبر من السوق."
وأشار الصباغ انه لا يخلو يوما من دون أن يشتري تلك الفاكهة له ولأولاده .
السيدة احسان غنيم قالت ل"النجاح الاخباري" أنا أحب هذه الفاكهة الصيفية ،ولكني لا أسمح لأولادي بأن يمسكوها بأيديهم ، وحينما أشتريها من السوق يخبرني البائع بأنها "منشية" أي رفع عنها الاشواك إلا قليلاً منها."
وأضافت" حينما اشتري الصبر ،أقوم بغسله ،بوضعه في "وعاء" مليء بالماء، ومن ثم أنظفه من أي أشواك عالقة به وأضعه في الثلاجة ، وحين يبرد أفتح حبة الصبار ، وأضعها في طبق وأقدمها باردة لزوجي وأولادي الذين يحبونها كثيراً."
البائع توفيق غبن(37عاماً) يجرعربة صغير عليها حبات كثيرة من الصبر ، ويجول بها يومياً في الشوارع ،وعلى كورنيش البحر ،ليبيع حبات الصبر مقشرة لزبائنه مقابل نصف شيكل لكل حبة مقشرة وناضجة .
يقول:" قمت ببيع الكثير من الحلويات والترمس والبزر ، ولكن في موسم قطف الصبر أقوم ببيعه مقشراً للزبائن ، فبعض الناس يحبون فاكهة الصبر ،لكنهم يخشون شرائها ،خوفاً من أشواكها المؤذية ،فيفضلون تناولها مقشرة وجاهزة ،وأنا أوفر لهم ذلك."
ولفت إلى أنه في أثناء عمله بالصبر منذ قطعه وحتى الانتهاء من بيعه، يرتدي أدوات خاصة تقيه من الأشواك، كالجلابية البلاستيكية والقفازات، وعلى الرغم من ذلك لا ينجو من بعضها.
جدير ذكره ان الصبر أو التين الشوكي،يعتبر نبتة من الصبار تنمو في الأماكن الجافة، وهي معمرة، ولها قدرة على مقاومة الجفاف، نظرًا لسيقانها المليئة بالماء، والتي تعتبر طعامًا مفضلاً للإبل في المناطق الصحراوية، رغم أشواكها الحادة المنتشرة على سطح النبتة.
وتحتوي الثمرة من الداخل على اللب اللحمي الممتلئ بالبذور الصغيرة، أما قشرتها فهي سميكة تحتوى على مسام كثيرة، تنبت في كل منها أكثر من شوكة دقيقة جدًا، وناعمة حادة.
حيث تجدها في فلسطين وبلاد الشام تسمى بـ"الصبر" أو "الصبّير" أو "الكوز"، وفي مصر "التين الشوكي"، وفي الجزيرة العربية "البرشومي"، وتزرع بطريقة الألواح.