وكالات - النجاح الإخباري - مجدَّدا يعود مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، خلال الأيام القادمة إلى المنطقة في زيارة إلى السعودية والأردن ومصر والإمارات وقطر بالإضافة إلى "إسرائيل"، وذلك في خطوة يقول المراقبون، "إنَّها تمثّل الفصل الثاني من فصول "مؤتمرالبحرين"، الذي انعقد مؤخّرًا في إطار مواصلة الإدارة الأمريكية بيع الوهم السياسي "عبر الحديث عن "سلام اقتصادي" وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
وفي هذا الإطار، أكَّد الخبير الإستراتيجي الدكتور عامر السبايلة أنَّ الإدارة الأمريكية تسير بهذه الخطوات غير مبالية بحجم الرفض وفرص النجاح لخطتها المسميَّة إعلاميًّا بـ"صفقة القرن".
وقال السبايلة في تعليق لـ"النجاح الإخباري" يوم الإثنين، إنَّ عودة كوشنير إلى المنطقة هي بمثابة الفصل الثاني لمرحلة ما بعد "مؤتمر البحرين" وهي مرحلة الطرح الإقتصادي والبحث عن آليات جديدة لفكرة تطبيق مخرجات البحرين والانتقال في الشهور القادمة لتطبيق الشق السياسي من الخطة.
ورأى السبايلة أنَّ الإدارة الأمريكية تسعى قبل نهاية العام لإحداث خرق وإنجاز في خطتها.
واستدرك السبايله حديثه بالقول: "على الأرض هناك تحولات جذريَّة تتم وهي فكرة تبني سياسة الأمر الواقع وذلك في محاولة لصياغة واقع عبر عمليات الهدم المنظمة التي تجري في القدس المحتلة والضفة الغربية قبيل الانتقال إلى فكرة الشق السياسي من هذه الخطة".
لافتًا إلى المناخات التي تتشكَّل عبر الحديث عن الأولوية الإقتصادية بالنسبة للبيت الأبيض رغم تهاوي الاقتصاديات التي تستضيف الفلسطينيين ما يجعل من الخيارات التي جرى تقديمها منذ عام (1948) هي خيارات منتهية إلا خيار واحد وهو التبني للخطة.
مشدّدًا على أنَّ المطلوب هو تقديم مقترحات لتأزيم الإدارة الأمريكية بعيدًا عن فكرة "الشعبويات" في الطرح السياسي على حدّ وصفه.
في سياق متصل، قال مسؤول بالإدارة الأمريكية، الأحد الماضي، إنَّ "مستشار البيت الأبيض الكبير جاريد كوشنير، سيرأس وفداً أمريكيًّا في جولة بالشرق الأوسط، لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل خطته المقترحة للتنمية الاقتصادية للفلسطينيين والأردن ومصر ولبنان، التي يبلغ حجمها (50) مليار دولار”.
وسيغادر الوفد واشنطن أواخر هذا الشهر، ويعود إليها أوائل أغسطس.
وقال المسؤول، إنَّ الهدف من هذه الجولة "مواصلة الزخم الذي تولَّد في ورشة العمل في البحرين، ووضع اللمسات الأخيرة على الجزء الاقتصادي من الخطة".
وهذه هي المرّة الأولى التي يصل فيها وفد يضم كبار المسؤولين في الإدارة الامريكية المنطقة لمناقشة التقدم في خطة السلام بعد انعقاد الورشة الاقتصادية في البحرين الشهر الماضي.
ومن أبرز المواضيع التي سيناقشها الوفد خلال الزيارة هو إنشاء صندوق دولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني، والذي تمَّ توضيحه بالتفصيل في الجانب الاقتصادي من خطة السلام. وتأمل الإدارة في أن تتواجد مكاتب الصندوق الاقتصادي في المنامة.
وسيشارك في الوفد كلّ من جيسون غرينبلات، مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط وبريان هوك المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية والمسؤول السياسي بموضوع إيران، وآفي بركوفتش مستشار كوشنير.
اعتراف بالفشل
وكان كوشنر أقرَّ ضمنيًّا بفشل "ورشة البحرين" بما تحمله من شق اقتصادي.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنَّ حديث كوشنر هذا جاء خلال مقابلة عبر الهاتف أجراها مع صحفيين عرب و"إسرائيليي" تتعلَّق بمقاطعة الفلسطينيين للمؤتمر الاقتصادي في البحرين.
وأضافت "هآرتس" أنَّ هذه المقابلة جزء من الجهود الإعلامية الأمريكية لتسويق "صفقة القرن" عند القراء العرب.
وقبيل جولة الوفد الأمريكي إلى المنطقة التقى الرئيس محمود عباس قبل أيام مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وذلك في سياق مواصلة تنسيق المواقف بين البلدين الأكثر تضرّرا من "صفقة القرن" وإجراءات الاحتلال في القدس المحتلة.