نابلس - النجاح الإخباري - يواصل المهاجرون الأثيوبيون تحركهم لليوم الثاني على التوالي في قلب "تل أبيب" رداً على مقتل فتى برصاص شرطي لم يكن في مهمة عمل، ووجهوا اتهامات جديدة بالعنصرية إثر هذا الحادث الذي تكرَّر على مدار السنوات الماضية.
فقد قتل "سلمون تيكا" مساء الأحد في "منطقة كريات حاييم" بشمال مدينة حيفا الساحلية المحتلة.
وأثار مقتل تيكا غضبًا في أوساط اليهود الأثيوبيين في "إسرائيل" الذين يقولون إنَّ شبابهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة لأنَّهم من ذوي البشرة السوداء ما يفتح ملف "التمييز العنصري" الأسود في دولة الاحتلال .
وأغلق المتظاهرون العديد من مفترقات الطرق أمام حركة السير وأشعلوا إطارات السيارات.
ويواجه المهاجريون الأثيوبيون في "إسرائيل" بحسب الباحث والكاتب د.ابراهيم أبو جابر، واقعًا صعبًا في مجالات: السكن، والتعليم، والعمل، والدين، والهوية؛ ونمطًا جديدًا من العيش في مجتمع يعاملهم بعنصرية، ويشكك بيهوديتهم.
مشدّدًا على أنَّ تدفّق المهاجرين الأفارقة أثار انزعاج "إسرائيل"، ويحذّر بعض الإسرائيليين من أزمة سكانية واقتصادية.
ورأى أبو جابر لـ"النجاح" أنَّ اللون والمظهر يشكلان أساسًا اعتمده العديد من يهود إسرائيل" في معاملتهم للمهاجرين الأثيوبين،ما شكَّل ويشكّل أهمَّ مشاكل اندماجهم، بالإضافة إلى سياسة استيعابهم من قبل الحكومة؛ حيث تمَّ الاستيعاب على أساس جماعي، ما أدّى إلى تبعيتهم للمؤسسات الرسمية، وحرمهم فرصة التكيفمع مجتمع دولة الاحتلال.
وتصاعدت مع مطلع (2011) الهجمة العنصرية ضد المهاجرين، بما في ذلك عملية تخريب في حيّ يسكنه أصحاب المداخيل المنخفضة في "تل أبيب"حيث يعيش الكثير من المهاجرين من أريتيريا والسودان وجنوب السودان.
ويتهم "اسرائيليون" المهاجرين الجدد بأنَّهم وراء ارتفاع معدل الجريمة في مناطقهم، إلى حدّ توجيه اتهامات إلى (11) من القصّر بارتكاب سلسلة من الهجمات ذات الدوافع العنصرية؛ حيث تتزايد نسبة المعتقلين الجنائيين بينهم وتبلغ نحو (40%) خصوصًا من الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة.
وقرَّر الاحتلال عام (1973) استجلاب العديد من يهود الفلاشا "الأثيوبيين"؛ لمواجهة النمو الديموغرافي العربي؛ إلى جانب تجنيدهم في صفوف قوات الاحتلال.
وبلغ الآن عدد اليهود من أصل إثيوبي (135500) وفق آخر تعداد لدولة الاحتلال ويعيشون في "إسرائيل" بأحياء فقيرة ومهملة ومدن صفيح على أطراف المدن القائمة، كما هو الحال في مدينتي الخضيره والعفولة.
وأطلق اسم "الفلاشا" على اليهود من أصول إثيوبية، وهو اسم يحمل بعض معاني الاحتقار والازدراء؛ كونه يستخدم لوصف هذه المجموعة من قبل غير اليهود، ويعني باللغة الأمهرية "المنفيون" أو "الغرباء".
و يهود "الفلاشا" او يهود أثيوبيا لا ينتمون لأيّ من الكتل اليهودية الرئيسة "شكنازيم وسفارديم"؛ بل يشكّلون مجموعة أثنية ودينية مختلفة ومستقلة إلى حدّ ما، ويدعون بأنَّ أصولهم تعود إلى أسباط اليهود العشرة المفقودة.
ونظَّم اليهود الإثيوبيون سلسلة مظاهرات خلال اليومين الماضيين، ولكن مظاهرات الثلاثاء كانت الأكبر والأكثر اتساعاً.
في سياق متصل حذَّر وزير أمن الاحتلال الداخلي جلعاد أردان، من استمرار احتجاجات الإثيوبيين التي كانت حصيلتها حتى اللحظة إصابة أكثر من (100) أثيوبي وشرطي إسرائيلي، وقال: "إذا رأينا أنَّ مستوى العنف يتصاعد مجّددًا، فلن يكون أمام الشرطة سوى استخدام أي وسيلة لتفريق المظاهرات".
وأضاف أردان "واجهت الشرطة مستوى من العنف لم تواجهه لسنوات"، زاعمًا أنَّ مخابرات الاحتلال تلقَّت معلومات استخباراتية حول نيَّة الأثيوبيين إطلاق النار على الشرطة الإسرائيلية وحرق مراكزها.
وامتدت مظاهرات مشابهة إلى مدن بيتح تكفا وكرمئيل ونتانيا والعفولة وجميعها في شمالي دولة الاحتلال.
ويعاني اليهود الإثيوبيون في "إسرائيل" من تمييز عنصري، ويعيش في إسرائيل أكثر من (135) ألف أثيوبي، وأثبتت الدراسات أنَّ (49%) من الأسر الأثيوبية تعيش تحت خط الفقر وتعيش في أحياء فقيرة، وأظهر تقرير إسرائيلي صدر في مارس (2019) أنَّ (40%) من الشكاوى في قضايا التمييز قدَّمها أثيوبيون.
وتأتي الاحتجاجات الأخيرة من قبل الأثيوبيين على إثر مقتل أثيوبي برصاص الشرطة الإسرائيلية في حيفا.