نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - قال الباحث في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر إن جولة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنطقة الأغوار أمس الأحد برفقة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قد تكون تمهيدا لخطة ضم أراض من الضفة الغربية والاعتراف الأمريكي بهذا الضم قبيل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في أيلول القادم.
وأكد شاكر في تعليق مقتضب لـ"النجاح الإخباري" يوم الاثنين أنه سبق أن تم الكشف عن مشروع قانون بهذا الشأن، إلا أن الجديد هو السعي لتمريره بالكنيست، وهو ما يعني القضاء فعليًا على حل الدولتين.
لافتا في الوقت ذاته الى التصريحات المتواترة من جانب مسؤولين في البيت الأبيض لجهة خطوة الضم واخرها،تصريحات ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي في "إسرائيل"، حول حق إسرائيل في ضم أجزاء من الضفة الغربية، الاستعداد الجدي لقرار الضم، الذي يمكن أن ينفذ سواء طُرحت الخطة الأمريكية التي تسمى"صفقة ترمب"أم لم تُطرح.
وشدد شاكر على أن مثل هذه التصريحات الى جانب زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي الى الأغوار تعطي الضوء الأخضر للاحتلال بخصوص الضم.
وبحسب شاكر فإن الظروف تبدو مواتية لتمرير ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، بدءاً بالكتل الاستيطانية، وصولاً إلى ضمّ الأراضي المحتلة المصنفة (ج)، وهو ما يظهر في استمرار الانقسام المدمر، وعدم بلورة رؤية واستراتيجية فلسطينية وعربية تناسبان المتغيرات العاصفة، هذا بالإضافة إلى ما يجري في المنطقة العربية من صراعات وحروب داخلية أو بينية.
وتأتي جولة بولتون الى جانب نتنياهو في الأغوار بالتزامن مع عقد "ورشة البحرين" التمهيدية لـ"صفقة القرن".
جولة استفزازية
بدورها قالت وزارة الخارجية والمغتربين "إن تمسك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالأغوار وإعلان رفضه الانسحاب منها دليل آخر على فشل المشروع الاقتصادي الأميركي".
وأدانت الوزارة في بيان، اليوم الاثنين، محاولات نتنياهو تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن الفشل الأكيد للورشة الأميركية الاقتصادية، مبديا استغرابه لعدم حضور الجانب الفلسطيني لهذه الورشة، علما أنه هو الذي قدم سببا كافيا لرفض المؤامرة الأميركية الإسرائيلية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وتقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وهو المضمون الحقيقي لرفضه الانسحاب من الأغوار.
الإعلان الأبرز للضم
الإعلان الأبرز عن نيّة الاحتلال ضم الضفة، جاء سابقا على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال خلال لقاء جمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفريقه، على نيّته ضم المستوطنات في الضفة إلى "إسرائيل". وأشار في حديث تلفزيوني إلى أن "ضم كل المستوطنات الإسرائيلية، المقامة على أراضي الضفة الغربية، سيتم تدريجياً، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة".
وأضاف: "انتقلنا من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة البناء الكبيرة، والآن سننتقل إلى مرحلة تطبيق القانون على المستوطنات، أنا أفضّل أن أفعل ذلك بشكل تدريجي وبموافقة أميركية".
وخلال الحملات التي سبقت الانتخابات العامة التي جرت في أبريل/نيسان الماضي، تعهّد نتنياهو بضمّ المستوطناتفي الضفة الغربية، في تحرّك دعمه منذ مدة طويلة جميع النواب تقريباً في تحالفه الذي يضم أحزابًا يمينية ودينية.
وفي وقت سابق في فبراير/شباط، قال نتنياهو للنواب إنه ناقش مع واشنطن خطة يمكن يموجبها ضم المستوطنات بشكل فاعل، لكن في تعبير علني نادر عن الخلاف بين الحليفين المقربين، نفى البيت الأبيض بشكل مباشر لاحقاً إجراء أي محادثات من هذا النوع.
صمت ترامب
وفي ذات الإطار خلص تقدير موقف أصدره المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)، إلى أن "الصمت" أمام منح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الجولان السوري لـ (إسرائيل) سيشجع على ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة في الفترة المقبلة.
وقال التقدير الذي حمل اسم: "تداعيات اعتراف ترمب بضم الجولان لـ(إسرائيل) على الضفة الغربية" إن الاكتفاء بالشجب العربي والفلسطيني لقرار ترمب بشأن القدس، دون سياسة فاعلة لمواجهته، أدى إلى استمراره في تجاوز القانون الدولي، ومنح (إسرائيل) اعترافًا جديدًا بضم مرتفعات الجولان.
وسبق أن حذر نيكولاي ملادينوف، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، من مغبة ضم إسرائيل للضفة، أو بعض أجزائها، معتبرا أن ذلك سيدمّر السلام، وآفاق حل الدولتين.
503 مستوطنات
قال خبير القانون الدولي حنا عيسى إن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن مجموع المستوطنات في الضفة الغربية بما فيها القدس بلغت 503 مستوطنات ( 474 مستوطنة في الضفة الغربية، و29 مستوطنة في القدس المحتلة ).
وأوضح في بيان صحفي الاثنين أن عدد المستوطنين في هذه المستوطنات يزيد عن مليون مستوطن، مشيرًا إلى أن "حركة السلام" في "إسرائيل" تقول إن التوسع في مستوطنات الضفة الغربية يجري بمعدل أعلى من معدل نمو السكان في "إسرائيل".
وأضاف أن "بناء الجدار العازل الذي يبلغ مساحته 725كم ويمتد من غور الأردن شمالاَ حتى جبال الخليل جنوبًا ويمر بعمق 140 كم في مستوطنات الضفة الغربية، يبتلع نحو 20% من مساحة الضفة الغربية البالغة بالأصل 5844كم2، وأن الطرق الالتفافية التي ضمتها "إسرائيل" في هذه المناطق تبلغ 800كم2".
وتساءل عيسى "كيف يمكن الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لسنة 1967 وبتعداد سكاني فلسطيني خمسة ملايين نسمة حاليا والمستوطنات الإسرائيلية تبتلع الأراضي، وتحرم السكان الأصليين من التمتع بحريتهم واقتصادهم وتحجب في نفس الوقت إمكانية لسيادة حقيقية على الأرض؟".