غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - يعيش قطاع غزة على مدار سنوات عديدة من الانقسام والحصار أصعب حالاته ، والمواطنون لا يملكون سوى الصبر والانتظار ،علها تحمل لهم الأيام القادمة أياماً جميلة بعيدا عن الانقسام البغيض الذي أصبح ينهش في جسد كل بيت في غزة .
وتبقى معاناة موظفي تفريغات 2005 مستمرة ،في ظل مناشداتهم المتكررة بالنظر في ملفهم وإنهائه ومطالبتهم بحقوقهم بسنوات طويلة ضحوا فيها وعوائلهم يعيشون قسوة الأيام من بني جلدتهم في غزة ،ومن الوضع الاقتصادي السيئ.
تعتبر قضية تفريغات 2005 من أهم القضايا الاجتماعية على الساحة الفلسطينية وخصوصاً في قطاع غزة ، لأنها تمثل شريحة واسعة من الشباب الفلسطيني ، والذي ضحى بكل ما يملك من أجل حماية الوطن في أحلك الظروف وأصعبها على مدار اثنا عشر عاماً ،والتي تم تشكيل لجان مختصة فيها للنظر ورفع التقارير حول "قضية تفريغات 2005م"، لكن لا حلول حتى اللحظة.
لا يبقى لي شيء من الراتب
المواطن مهران عزيز (35 عاما) من موظفي تفريغات 2005"حرس الرئيس"، ومتزوج ولديه ثلاثة أطفال، يقول:" سنوات طويلة وأنا أسكن بالإيجار ،عدا عن الديون المتراكمة علي ،وقد هُددت أكثر من مرة من صاحب الشقة بطردي لعدم مقدرتي على دفع بدل الايجار، والمقدر ب"500شيكل" ، عدا عن أنني سحبت قرض في بداية زواجي ،والبنك يقوم بخصم الدفعة الشهرية تلقائياً ،وكثيراً ما أعود للمنزل وأنا مدين للبنك عند نزول الرواتب ،فبدل أنا أعود لأطفالي بالطعام وبشيء يسكت جوعهم ،أعود لهم والديون متراكمة علي أكثر."
وناشد عزيز الرئيس محمود عباس بالنظر لحالهم ،ولما وصلوا إليه وقال:" أناشد الرئيس محمود عباس بالنظر لأحوالنا ، يكفينا ما قاسيناه ورأيناه طيلة 12عاماً من الجوع والحرمان والاضطهاد، نحن شباب وصل الحال بنا للانتحار ،ولم نتخلف يوماً عن الواجب الوطني ،وكنا دائما وسنكون الأوفياء للقيادة والشرعية، وبعد كل ذلك يكون جزاؤنا ،خصم قوت أطفالنا ،وحرماننا من حقوقنا".
الوضع لم يعد يُحتمل
وقد انضم إلى مناشدة عزيز كثير من موظفي تفريغات 2005 ، ومن بينهم المواطن محمد صباح "حرس الرئيس" والذي ضاقت به سبل الحياة ولم يعد يقوى على مرارتها ،فهو لديه زوجه وطفلين يحتاجان منه رعاية ومصاريف دراسة وملابس وطعام ،يقول لمراسلة النجاح الاخباري:" الوضع لم يعد يحتمل ،فقد طال انتظارنا ،وحكومة تلو الاخرى ، ونحن ننتظر لإنهاء ملفنا واعطاؤنا حقوقنا فإلى متى سنظل نقاسي.؟"
وطالب صباح حكومة الدكتور محمد اشتيه بإنهاء هذا الملف ،رافضاً أن يتم تحويلهم على بند إعانة اجتماعية وقال:" الذبح بالميت حرام يا حكومة اشتية ، نحن نتقاضى بعد الخصومات 700 شيكل ، وبالكاد نستطيع أن نسدد بهم ديوننا المتراكمة علينا من سداد لقرضي الذي سحبته لبناء شقة صغيرة تسترني أنا وعائلتي ،والتي لم أستطع أن أكملها ، حتى اللحظة ،ولا أعرف كيف سأسدد الأقساط الشهرية ، عدا عن أنني أريد شهريا دواءً لي ب100شيكل ،ومصاريف المدرسة والباص لأولادي 200 شيكل ، وغيرها من الالتزامات ،فكيف لنا أن نتحمل ،مبلغ 700 شيكل لا يكفينا شهريا ،كيف تريدوننا أن نقبل بأخذه كل 4أو 5 أشهر ،على بند اعانة اجتماعية
وأشار صباح أنه هو وزملائه منذ الانقلاب ظل صامدا ، وملتزما بالشرعية ،رغم المضايقات ،والاستدعاءات والاهانة التي تعرضوا لها ،والمضايقات التي يتعرضون لها حتى اليوم .
اقرأ أيضاً: أبو كرش يكشف عن فعاليات ستنطلق في غزة لإنهاء ملف تفريغات 2005
وسام جمال من" جهاز الاستخبارات :الذي لم يكن حاله أحسن من سابقيه ،فهو الذي كان يعود لأطفاله ووالديه الذين يعولهما ، فقط ما يتبقى من راتبه بعد خصومات البنك " مبلغ 40 شيكل فقط".
يقول:" التزمنا بدوامنا ,أهنا وضربنا ،وأصبحنا متسولين ،وغير قادرين على إعاشة أنفسنا ،لا عوائلنا ، وبقينا صامدين عل هذه الظروف تنتهي ،لكنها لم تنتهي بل زادت مرارا وألماً ،فكيف يعقل أن نقبل وضعنا على بند اعانة اجتماعية ."
وتابع:" ثقتنا كبيرة بالرئيس محمود عباس ، فهو والدنا وواجب علينا أن ننتظره يحل هذه المشكلة ، ولن يقبل بأن نكون هكذا ، لطالما حمينا الوطن وسنظل نحميه حتى آخر نفس ،وواجب علينا ذلك ،وواجب الوطن اتجاهنا أن ينصفنا ويحمينا ،لأن أمراض العصر استحلت في أجسامنا ،وقد هرمنا قبل الأوان."
جدير ذكره أن مناشدة موظفي تفريغات 2005 ، شملت المخصومة رواتبهم والمقطوعة بتقارير كيدية والذين طالبوا الرئيس محمود عباس بتشكيل لجان لفتح هذه الملفات من جديد والتأكد من تلك التقارير لأنهم بريئين مما قيل فيها ،وأنهم ظلوا ملتزمين بالشرعية ولم يتخلفوا عن نداء الواجب "مثلما أبلغنا به الكثيرين.
ويؤكد موظفو 2005 أنه بعد تشكيل حكومة الدكتور محمد اشتية ، جاءت بقرار بتحويل ملفهم لبند المعونة الاجتماعية الدائمة بمبلغ 750 شيكل، والذي لاقى سخطا واستهجانا من هؤلاء الموظفين وعوائلهم ،فقرروا بالانطلاق بعدة فعاليات احتجاجية على مستوى القطاع تشمل عدة وقفات احتجاجية أمام مقرات محافظي قطاع غزة ،ومنزل الرئيس أبو مازن في غزة، وأمام مقرات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .