غزة - نابلس - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - حالة من الترقب والخوف ، تسيطر على قلوب ذوي طلبة التوجيهي في اليوم الاول الذي يتوجهون فيه ، بالإضافة لشعور الخوف أيضا من قبل الطلبة الذي يسيطر عليهم من صعوبة أو سهولة امتحان مادة التربية الدينية .
"النجاح الاخباري" في اليوم الأول ، رصد ردود أفعال الطلبة وذويهم قبل وبعد تقديمهم للامتحان
ما قبــل الامتحـــان
ما ان بزغ فجر اليوم السبت ،وهو أول أيام تقديم امتحانات الانجاز ، حتى استيقظت سمر الكيلاني وتحضرت لتقديم الامتحان ،وكانت والدتها تجهز لها طعام الافطار وتذكرها بين الفينة والأخرى عن أقلامها وهويتها التي ستأخذها معها ، وهي تجيب والدتها على السؤال الذي كررته مرات عديدة ،تقول سمر :" طيلة أيام شهر رمضان ،وأهلي يوفرون لي الأجواء المناسبة للدراسة ،فاعتذرت أمي من الأقرباء لكي لا يزورونا في هذا الوقت ،بالإضافة إلى أن أمي حرمتني من الخروج والتنزه ،فاكتفت فقط يوم العيد أن يكون راحة لي لرؤية أقربائي والتحدث مع صديقاتي."
وأضافت :" اليوم سأتقدم لامتحان التربية الاسلامية ،وأنا لست قلقة منها ،لأنها سهلة جداً بالنسبة لي ،وتقريباً أحفظها وأفهمها الحمد لله ،وأتمنى أن يكون جميع الطلبة مثلي ،ليست لديهم أي مشكلة في تقديم مادة التربية الاسلامية ."
تقف على مقربة منها على بوابة مدرسة تل الزعتر الثانوية للبنات شمال القطاع ، والتي ستقدم فيها سمر امتحانها ، والدتها التي تظهر على وجهها علامات الخوف والترقب ،حالها كحال الكثير من الأمهات اللواتي تعبن وسهرن مع فلذة كبدهن في مراجعة دروسهم ومساعدتهم في توفير أجواء مناسبة ،تقول لمراسلة "النجاح الاخباري":" أشعر بأنني أنا التي سأتقدم للامتحان وليس ابنتي ،منذ أكثر من شهر وأنا أفرض حظر التجول على جميع من في المنزل لتوفير ل"ابنتي الوحيدة على 4 أولاد" ،الجو الملائم للدراسة ،واليوم وفي ظل توتري كنت أسأل سمر عن أغراضها مرات عديدة ،وأنسى أنني سألتها اياه سابقاً ، ثقتي كبيرة بابنتي التي تطمح أن تكون مدرسة في يوما ما ، ولكن يبقى التوتر مسيطراً علينا نحن الأهالي مهما كان مستوى أولادنا جيداً أو سيئاً."
أعداد الطلبة بدأ بالازدياد وهم يقفون على بوابة المدرسة للسماح لهم بالدخول للتقدم للامتحان ،وكان من بين الطالبات ،فتاة تقف وهي تمسك بكتابها وتسافر عبره إلى عالم آخر بعيدة عما يحدث حولها ،وكأنها نسيت كل ما قرأته مسبقا وتحاول استرجاعه في بضع دقائق .
تقول الطالبة ريهام السحار، على عجالة من أمرها لتعود لصفحات كتابها :" أيام طويلة وأنا أقرأ وأحفظ ، وبطبعي أتوتر كثيراً في مثل هذه الظروف ،وبصراحة أشعر أنني لا أحفظ شيئاً، التوتر هو فقط المسيطر علي ،وأنساني ما حفظته لأيام وشهور طويلة ."
وحينما سألناها عن أي مشكلة كانت تواجهها فترة الدراسة قالت:" أمي متوفية وزوجة أبي لا تهتم لي إن قرأت أو لم أقرأ ، بالإضافة إلى أن البيت لا يوجد به المناخ المناسب والأجواء الهادئة ،ولأن اصراري على النجاح هو ما دفعني على المضي قدماً ، وحفظ دروسي ،وأتمنى أن لا يضيع تعبي من أول يوم في الامتحانات."
الطالبة هند عبدالنبي تقف بجوار والدها وصديقاتها تحاول مساعدتهن على حل بعض الاستفسارات التي لم يستطعن فهمها ، وعلى ما يبدو أنها لم تكن متوترة ،تقول:" أنا أتعامل مع امتحان الثانوية العامة ،مثله مثل أي سنة تقدمت فيها للامتحان بسنوات تعليمي ، ولم أتوتر ،قرأت وحفظت جيداً ، وأتركها على الله ،طالما عملت بالأسباب ربي لن يضيع لي تعب ."
والد هند يقول:" عندي ثقة كبيرة بابنتي ،وأنا أتيت اليوم معها لتقديم الدعم النفسي لها ، فوجودي معها يعطيها دافعا كبيرا لحل الامتحان بشكل جيد ،وأتمنى لها ولكل الطلاب والطالبات التقدم والنجاح."
ما بعد الامتحان
وأبدى طلبة الثانوية العامة، في الضفة الغربية وقطاع غزة ارتياحهم الشديد من امتحان التربية الإسلامية، نظراً لسهولة الأسئلة وسلاستها، ومناسبتها للوقت المخصص كما يرى عدد من الطلبة الذين التقاهم "النجاح الإخباري"
الطالب عيسى الصواف قال:" لم أتوقع أن يكون الامتحان سهل هكذا ، وقد استبشرت خيراً في باقي الامتحانات ،صحيح أنه عندي مشكلة بالحفظ ،لكن أستطيع أن اقول أن الامتحان اليوم جيد."
لا يشاركه الرأي في ذلك ، الطالب معتز الجمل، الذي بدا متذمراً كثيراً فقال:" في كل سنة لا أرى الوزارة مهتمة بوضع غزة ،فنحن نمر بظروف صعبة وسيئة ،من حرب وحصار ،وهي لا تتهاون مع الطلبة في وضع الأسئلة السهلة ،أو وضع خيارات سهلة لهم ، فلا أستطيع أن أقول أنني اليوم قدمت جيداً ،والأسئلة صعبة جداً.
الطالبة سوزان نجم تقول :" اليوم ليس لدي ولا لدى الكثير من صديقاتي أي مشكلة مع هذا المبحث ،فهو بطبعه سهل على من لديهم ثقافة دينية ،أو من درسوها جيدا ،نحن متخوفات من بعض المباحث الأخرى ،الأيام القادمة ،واليوم كانت الأجواء مناسبة ،المدرسين والمراقبين وفروا لنا الجو المناسب لتقديم الامتحان ،وقدموا لنا الدعم النفسي الكبير ،عدا عن انتشار الأمن على بوابة المدرسة لخلق جوا من الأمان لنا."
ورأت أبرار الطويل - فرع ادبي- أن الامتحان اتسم بمستوى سلسل وسهل من الأسئلة وانها جاءت ضمن المنهاج المخصص.
وأكدت الطويل التي تدرس في مدرسة بنات اماتين الثانوية بمحافظة قلقيلية أنها أنجزت الامتحان بالشكل المطلوب وأنها راضية عن ادائها في يومها الأول.
بدوره،اتفق الطالب محمد شناعة مع من سبقه مشيرا الى أن أسئلة الامتحان جاءت سهلة كما توقع.
لافتا إلى أن ارتياحا عاما من كل الطلبة بمدرسته بما يتعلق مستوى الامتحان بعد تقديم الامتحان الأول.
وعبر الطالب أدهم مسعود عن رضاه من الامتحان، آملا أن يتم اجتياز بقية الامتحانات بذات الوضوح والسلاسة.
وأشار إلى أن الكثير من الأسئلة كانت موجودة في نماذج امتحانات السنوات الماضية التي درستها.
جدير ذكره أنه توجه اليوم 76130 طالبا وطالبة، لتأدية امتحان الثانوية العامة "الإنجاز" في كافة محافظات الوطن.
وبدأت الامتحانات، الساعة التاسعة صباحاً، بمبحث التربية الإسلامية، على أن تنتهي بالامتحان النظري مبحث تكنولوجيا المعلومات يوم الأربعاء 26 يونيو/ حزيران الجاري.
ويتوزع الطلبة حسب بيان سابق لوزارة التربية والتعليم، على 468 قاعة في الضفة الغربية، و180 قاعة في قطاع غزة، و4 قاعات في كل من رومانيا وبلغاريا وقطر وتركيا، إذ سيعقد الامتحان في الوقت ذاته بالوطن والخارج.