غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - اقترب عيد الفطر"ولايفصلنا عنه سوى ساعات قليلة" ، بأجوائه السعيدة من المواطنين في غزة ،وعلى عادة كل عام تعج أسواق قطاع غزة قبيل العيد بأيام ،بالمتسوقين والمشترين، لشراء الملابس والحلويات قبيل العيد .
وقد أجمع عدد كبير من أصحاب المحلات والبسطات في سوق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة ،والذي يعتبر من الأسواق الكبرى المكتظة في السكان، على قلة المشترين وكثرة البائعين، الأمر الذي يعرض البائعون للخسارة في الوقت والجهد والمال.
فأسواق القطاع لم تختلف كثيراً عن الأعوام السابقة ، لأن الوضع المادي الذي يعيشه المواطنون ، حرمهم من اسعاد أنفسهم وأطفالهم من شراء الملابس الجديدة كغيرهم من الأطفال .
فترى بعض الآباء أو الأمهات يتجهون بخجل لشراء بعض الملابس من البسطات المنتشرة في الأسواق ،لأن سعر الملابس المعروض عليها أقل بكثير من أسعار الملابس الموجودة بالمحال التجارية .
استطلعت "النجاح الاخباري" آراء المواطنين والبائعين، قبيل عيد الفطر السعيد ،وسألتهم عن التحضيرات التي رتبوها من أجل هذا اليوم السعيد والحزين في آن واحد على عائلات غزة .
بائع ملابس الأطفال رؤوف عبد القادر ،أوضح أن وضع تجار قطاع غزة أصبح كارثي، بفعل استمرار أزمة رواتب الموظفين، وتأخر صرف شيكات الشؤون الاجتماعية ، بالإضافة إلى نسبة البطالة التي أصبحت مرتفعة ومخيفة ، الأمر الذي فاقم الوضع المعيشي والاقتصادي لمزيد من السوء.
وأشار عبد القادر ، إلى أن سوق مخيم جباليا ، قد تغير عن الأعوام السابقة ، نظرا لقلة المشترين، وكثرة المشاهدين، فالتاجر الذي يتمكن من توفير راتب عماله وإيجار محله يعتبر نفسه ملك كل شيء.
ولفت عبدالقادر أن الزبائن يأتون لمحله ،فتعجبهم ملابس الأطفال ،وما ان يسألونه عن سعر قطعة الملابس المعروضة ،حتى يُخيل إليه أنهم أصيبوا بصدمة ،فيخرجون من محله مسرعين دون الالتفات وراءهم .
وقال:" أنا لا ألومهم على هكذا تصرف ،فالناس رب العالمين أعلم بحالهم ، هم يريدون أن يفرحوا أطفالهم ،لكن ما باليد حيلة ،مع العلم أن البضائع عندي لم تتغير ،ولم أرفع سعرها مثل بعض التجار،ولكن الذي تغير هو وضع الناس ، أصبح من سيئ لأسوأ."
المواطنة ع. ف والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها ،قالت لمراسلة النجاح الاخباري ،أن زوجها لايريدها أن تشتري لأطفالها الملابس :" قال لي زوجي أننا اشترينا لأطفالنا قبل سنتين ملابس جديدة ،ولا داعي لأن نبذر ما تبقى معنا من نقود على أشياء لا معنى لها ، وطلب مني أن أكوي الملابس القديمة وألبسها لأطفالي هذا العيد ، وبصراحة أنا معه ،فالوضع الاقتصادي صعب ، وتوفير الطعام أفضل ألف مرة من لبس ملابس العيد الجديدة ،ولكن الأطفال لا يفهمون ذلك ولا يسكتون نهائياً عن الطلبات ."
وأوضحت أنها فقط ترى ما يعرض من ملابس في الأسواق علها تجد ملابس رخيصة الثمن تشتريها لأطفالها وتفرحهم بنقود بسيطة ،ودون أن يغضب زوجها ،لكنها صدمت من ارتفاع الأسعار على غير العادة .
عائلة أبو شملة التي كانت تتجول في السوق ،وهي مكونة من الأب والأم وطفلين، فقد خرج الأب لشراء ما يحتاجه أطفاله وزوجته من ملابس لاسعادهم فقال :" الأسعار مناسبة لي ،فالحمد لله أستطيع شراء ملابس جديدة ، وقد أدخلت البهجة والفرحة على قلب أسرتي ،فقط ماعلي شراؤه الآن بعض الأحذية وكعك العيد ،وأكون بذلك أنهيت مهمتي كأب في توفير مايحتاجه أبنائي."
ولفت أبو شملة ،أنه يرى العرض في السوق كبير ،لكن الطلب من قبل المواطنين ضئيل جداً ،وأن الازدحام الموجود داخل الأسواق،بسبب أن المواطن يخرج ليروح عن نفسه قليلاً قبل موعد الافطار ،وإن اشترى شيئاً فتكون أشياء بسيطة لا يتعدى سعرها الخمس شواكل.
على مقربة منا يقف أحد بائعي الملابس الرجالية ،ينادي بأعلى صوته على الزبائن وعبر مكبر الصوت للفت انتباههم ، لليافطة الموضوعة على البسطة ،والتي تفيد بخفض الأسعار تماشياً مع الظروف الصعبة ،فتدافع الزبائن على بسطته كالباحث عن طوق نجاة، فأصبحوا يركضون كل واحد يحاول امساك قطعة من الملابس ويقيسها على نفسه ،لشرائها.
وعلى عجالة أوقفنا صاحب "البسطة" لنسأله عن الأسعار البسيطة التي يكتبها على اليافطة مقارنة بنوعية الملابس الجيدة التي يعرضها فقال:" أنا مواطن غلبان أشعر بما يشعر به الآخرون ،وكشاب فلسطيني لا أستطيع توفير طقم من بلوزة وبنطلون للبسهم في العيد ،لأن أقل طقم سيكلفني 50 شيكل ، فجاءت الفكرة لمساعدة الغير قادرين على الشراء من المحال التجارية وشراء ما يحتاجونه بأقل الأسعار ،وبخامات جيدة أيضاً."