نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - قفزة جديدة في الهواء لساكن البيت الأبيض (دونالد ترامب) و"عرابي صفقة القرن" عبر ورشة البحرين الاقتصادية التي ستعقد اواخر الشهر المقبل والهدف إخضاع الفلسطينيين لتنفيذ الصفقة سيئة السمعة.
بدوره، يؤكد الكاتب المختص بالشأن الفلسطيني بلال العبويني أن مؤتمر البحرين الذين يحمل عنوان "السلام من أجل الإزدهار" يهدف لتنفيذ الشق الثاني من "صفقة القرن" بعد أن تمكنت الإدارة الامريكية عمليا من تنفيذ الشق السياسي الأمني من ناحية الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة عام 1967، والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لـ "إسرائيل" وما إلى ذلك من قرارات أمريكية داعمة لدولة الاحتلال وتصب في ذات الاتجاه.
ورأى العبويني لـ"النجاح الإخباري" يوم الأحد أن تنفيذ الشق الاقتصادي،هو ما تبقى وهذا ما تسعى الولايات المتحدة لتنفيذه عبر "مؤتمر البحرين" بإقامة مشاريع استثمارية في الضفة وغزة، وتحت رعاية، وربما تمويل، دول في المنطقة.
وردا على سؤال يتعلق بخصوصية اختيار البحرين لإقامة المؤتمر أكد العبويني أن التسريبات التي رشحت عن الصفقة، والتي تحدثت بعضها عن أن الولايات المتحدة تحتاج إلى شريك من المنطقة ليدعم مشروعها عبر ما يعرف بـ "صفقة القرن".
لافتا الى أن الفلسطينيين والأردنيين يتوجسون من المؤتمر من ناحية أنه استكمال لـ "صفقة القرن"، وبالتالي لا معنى لأي تبريرات عربية قد نستمع إليها لاحقا تنفي علمها ببنود الصفقة أو أن المؤتمر لا علاقة له بما يشاع عن الصفقة أو أن الهدف منه تحسين الواقع المعيشي للفلسطينيين أو ما إلى ذلك من تبريرات.
ترامب في مأزق
وتشعر الإدارة الأميركية بعمق الأزمة التي أرادت تجميلها للحفاظ على ماء الوجه،بحسب مراقبين عبر التراجع من مؤتمر الإعلان عن الصفقة سياسياً، إلى إنعقاد قمة إقتصادية حاشدة في الشكل، فارغة الجوهر.
ويقول الكاتب الصحفي الأردني ايهاب سلامة إن مؤتمر البحرين التفريطي مؤشر متقدم لما تعيشه الإدارة الأمريكية من مأزق عميق في تنفيذ فصول "صفقة القرن".
وشدد سلامة على أن "الذهاب بـ"صفقة القرن" الى "ورشة عمل" يؤكد أنها ماتت قبل ولاتها في ظل الموقف الفلسطيني المسنود بالموقف الأردني وتراجع عدد المؤيدين للصفقة تدريجياً، في وقت تعارضها روسيا وتركيا والصين وعدد كبير من الدول الاوروبية.
وتوقع سلامة أن تخرج ورشة البحرين بنتائج خجولة لا اثر لها ولا فعالية عملية ما يعني ولادة الجنين ميتا ومشوها ودفنه من دون أسف.
بدوره، أكد الكاتب عدلي صادق أن "المقاربة الأمريكية في البحرين، ليست أكثر من مشاغلة تكتيكية أو بالون اختبار، بحكم أن من يريدون التحدث عن تشجيع الاستثمارات، يتوجب عليهم النظر أولاً إن كانت هناك بيئة استثمارية متاحة أم لا. فكيف يمكن لصاحب ورقة في مثل هذا المؤتمر المقترح، أن يشرح للحاضرين كيف سيأخذ الاستثمار مفاعيله في غزة، أو حتى في الضفة الفلسطينية في ظروف الاحتلال؟"
خلية لإدارة الأزمة
وتوحي كل التصرفات الفلسطينية بأن هناك خلية لإدارة الأزمة المقبلة،وسط رهان الشارع على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة أن الفرصة لازالت قائمة باستعادة معطيات الواجب والضرورة، وبلورة الرد الفلسطيني العملي الموحد غير المقتصر على حدود الرفض اللفظي لخطوة واشنطن الثانية المتمثلة في اجتماع المنامة 25/6/2019، ولخطوتها الأولى 6/12/2017 المتمثلة في الاعتراف بالقدس عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية عبر الانتقال نحو الموقف الإيجابي المبادر في تحقيق المصالحة والشراكة والوحدة الفلسطينية بالعناوين الثلاثة: 1- برنامج سياسي مشترك، 2- مؤسسة تمثيلية موحدة، 3- أدوات كفاحية متفق عليها.
وأعلنت القيادة الفلسطينية الرفض المطلق "لورشة البحرين" التي ستناقش الأوضاع الاقتصادية والاستثمارات بالمنطقة، بما فيها فلسطين كفصل أول مما يسمى "صفقة القرن".
كما قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن بيان البيت الأبيض بشأن ما يسمى "الشق الاقتصادي لصفقة القرن" لم يكن مفاجئاً ولم يأت بجديد حول حقيقة الحراك الأميركي في ساحة الصراع مع إسرائيل. واعتبرته محاولة من "فريق ترامب" لخلق رؤية جديدة للصراع بحلول اقتصادية وبشكل يساهم في القضاء على مبدأ حل الدولتين وتقويض إقامة دولة فلسطينية.
رجال أعمال رفضوا
وأعلن رجال أعمال عدم مشاركتهم في الورشة.
وقال رجل الأعمال ومؤسس مدينة روابي، بشار المصري، إنه رفض الدعوة التي وجهت له للمشاركة في المؤتمر.
وأوضح خلال تدوينة نشرها عبر صفحته في “فيسبوك” أنه تم توجيه هذه الدعوة له كالعديد من الشخصيات الاقتصادية والسياسية، إلا أنه رفض المشاركة.
وبين إنه لن يتعامل مع أي حدث خارج الإجماع الوطني الفلسطيني “نحن الفلسطينيين قادرون على النهوض باقتصادنا بعيدا عن التدخلات الخارجية”.
وأشار إلى “أن فكرة السلام الاقتصادي قديمة يتم طرحها الآن بشكل مختلف، وكما رفضها شعبنا سابقا نرفضها الآن”.
بالمقابل، رحبت "إسرائيل" بالدعوة البحرينية الأمريكية لعقد الورشة، وقالت انها ستلبي الدعوة وسيشارك وزير المالية ووفد من رجال الأعمال بالورشة.
وأعُلن في واشنطن والمنامة الأحد الماضي أن الشق الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم “صفقة القرن” سيطلق الشهر المقبل.
وجاء في بيان مشترك أن البحرين ستستضيف بالشراكة مع الولايات المتحدة ورشة عمل للتشجيع على الاستثمار في المناطق الفلسطينية (من السلام إلى الازدهار) بمشاركة مسؤولين سياسيين ورجال أعمال في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من حزيران/يونيو المقبل.
وأعلنت السعودية والإمارات مشاركتهما الرسمية بالورشة، وبررتها بالتأكيد على “ضرورة التخفيف من الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وتتسارع المعطيات حول مؤتمر "البحرين التفريطي" وسط خضّات وأزمات المنطقة وعلاقة تنفيذ فصول "صفقة القرن" بالملف النووي الإيراني والغليان الأمريكي - الخليجي.