نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - اشتعل سوق "ملابس العيد" قبيل أيام معدودة من حلول عيد الفطر، بعد أن أعلن الباعة وأصحاب المحال التجارية وصول "بضاعة العيد" دفعة واحدة وذلك في أجواء تنافسية محمومة لاستقطاب المتسوقين.
ويعوّل التجار على موسم العيد والوقفة لتعويض الحركة الخجولة التي تشهدها الأسواق نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها خزينة الحكومة بسبب خصم الاحتلال أموال الضرائب.
ويخشى قطاع كبير من باعة الملابس من عدم تخفيف عيد الفطر لأزماتهم التجارية هذا العام كما يقولون لـ"النجاح الاخباري".
وفي هذا الصدد أكد احد التجار تراجع حركة المبيعات بشكل عام في الأسواق وخصوصاً في محال الألبسة والأحذية.
"بالرغم من كمية الملابس المعروضة في الأسواق وحالة التنافس في العروض إلا أن الإقبال على الشراء لا زال خجولا". أضاف التاجر الذي يمتلك سلسلة معارض للألبسة وسط نابلس.
وتابع لـ"النجاح الاخباري":" العائلة التي كانت تشتري لبستين لأطفالها في العيد تراجعت مكتفية بشراء لبسة واحدة بسبب الظروف الاقتصادية وترتيب الأولويات على ضوء نصف الراتب".
بدوره يشير مؤمن الشامي الى حركة "البيع الخجولة" رغم الأسعار التنافسية ما ينذر بتحمل التجار لخسائر كبيرة هذا الموسم.
ورأى الشامي أن المستهلك أصبح يفكر في أولويات أخرى ترجع بالفائدة عليه ما يقلل من اقباله على شراء الملابس في العيد والاكتفاء بالشراء لأطفاله.
وردا على سؤال يتعلق بارتفاع الأسعار أشار تاجر اخر - يستورد ملابس تركية- الى أن استيراد ملابس غالية الثمن وبجودة عالية يدفعه لبيعها بأسعار غالية نسبيا لتحقيق هامش ربح يصفه بـ"القليل".
ويتخوف التجّار من شراء السلع والتحضير للأعياد،بشكل كبير ما دفع بعضهم إلى استيراد كمّيات قليلة خوفاً من "الكساد".
في هذا الصدد أكد حسن كعبي - تاجر سابق- وعلى إطلاع مباشر بحركة الأسواق أن عددا كبيرا من التجار يفضلون التوقف عن البيع عند نفاذ الكمية على كسادها في مخازنهم.
وأشار كعبي إلى أن الأزمة تطال أساساً تجّار الملابس، لأن الموسم يعدّ موسمهم، وإذا كسدت البضائع يستحيل تصريفها في موسمٍ آخر أو خلال السنة المقبلة.
وتوقع كعبي أن يذهب غالبية التجار الى ما وصفه بخيار "تكسير الأسعار" في محاولة لاستقطاب الزبائن وتحريك عجلة الأسواق ولكن من دون جدوى.
ويقول التاجر عبد العزيز سمعان وصاحب معرض متخصص ببيع العباءات والجلابيب، واللبس الشرعي إن حركة السوق تعتمد على صرف الراتب، لأن المناسبات كثيرة، اذا ما علمنا أن الموظف يحصل على نصف راتب اصلا وهذا يؤدي في نهاية المطاف الى ضعف القوة الشرائية.
لافتا الى أن الراتب هو المحرك الوحيد ونسبة المعتمدين على دخلهم الشخصي هي قليلة جدا.
تكسير "غير مجدٍ"
ورغم حالة التفاؤل التي لمسها "النجاح الإخباري" خلال جولة له في أسواق مدينة نابلس،الا أن مواطنين أكدوا أن سياسة "تكسير الأسعار" لن تكون مجدية هذا العيد في ظل جيوبهم الفارغة ومصاريف الشهر الفضيل.
في حين قالت إحدى السيدات، إنها مجبرة على الشراء بالرغم من ارتفاع أسعار ملابس الأطفال. موضحة أن سعر الطقم تتراوح من 100 إلى 150 شيقل.
وأوضحت أحدي الفتيات التي حضرت الى السوق مع صديقاتها، أن الاسعار متفاوتة حسب المحل وحسب المنطقة والعلامة التجارية.
مشيرة الى أنه لا يوجد سيولة بين أيدي الناس، وأن الفقر يزداد بشكل لافت.
ويتخوف المواطن نواف مسعود من عدم قدرته على شراء ملابس العيد لأبنائه.
يقول مسعود " لدي 5 أطفال وأخشى أن يتسبب نصف الراتب الذي تلقيناه عن الشهر الماضي،والأسعار المرتفعة جدا من عدم الوفاء بالإلتزامات تجاههم هذا العيد".
وبدأ الكثيرون من التجار استعدادتهم للعيد حتى قبل بدء شهر رمضان بأيام وذلك من خلال حث المتسوقين على شراء ملابس العيد وسط مخاوف كبيرة بعدم إقلاع حركة البيع بالشكل المطلوب.
ويبلغ متوسط إنفاق الفرد الشهري في فلسطين 169.5 ديناراً أردنياً، بواقع 220.1 ديناراً أردنياً في الضفة الغربية مقابل 91.2 ديناراً أردنياً في قطاع غزة.
وتظهر بيانات جهاز الاحصاء المركزي انخفاضا في حصة الملابس والاحذية من الإنفاق الشهري من 6.6% إلى 5.2% عام 2017، فيما انخفضت حصة التجهيزات المنزلية والتي تشمل (الأثاث والأواني المنزلية ولوازم وأعمال منزلية) من 5.8% الى 4.6% وكذلك الأمر لحصة العناية الشخصية، حيث انخفضت من 2.8% الى 2.1%.