غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - لكل منطقة في العالم عاداتها وطقوسها في شهر رمضان الكريم ،ولفلسطين ولقطاع غزة عادات خاصة بها من حيث الزيارات والعادات والأكلات , فتجد الفوانيس تملأ المحلات وزحمة الأسواق وتبادل الزيارات وتنوع المأكولات والمشروبات وغيرها من الطقوس الدينية التي يتميز بها كل بيت غزي.
ومع تعدد أجواء وطقوس الشهر الكريم, في غزة ،استطلعت النجاح الاخباري أجواء الفطور واستعدادات العائلات لمائدة الافطار ،وتابعت مع المواطنين أهم الاكلات التي يفضلونها في رمضان دونا عن غيره من شهور السنة التي تعتبر عادة وموروث لديهم تناقلوه عن آبائهم وأجدادهم .
"الملوخية" أو "الملوكية"، تلك الوجبة التي كانت تُزرع وتقدم كوجبات لـ"الملوك" فقط، باتت اليوم عادة الغزيين "الأولى" في رمضان، وتحاول السيدة الغزية طهوها بعدة طرق فأصبحت تتقنها وتبدع بها.
وهناك طبقان مختلفان يصنعان من الملوخية: "البوراني" حيث تطهى الأوراق كاملة دون فرق، والطبق الثاني تفرم الملوخية بـ"المفرمة" -وهي المفضلة لدي الغزِّيين- حتى تصبح ناعمة جدًّا وتوضع في مرق دجاج، وفي النهاية يضاف إليها الثوم المهروس والمقلي، وغالبًا تقدم مع الدجاج المحمر.
وتحتوي أوراق الملوخية على كمية وفيرة من الفيتامينات (أ) و(ب)، والأملاح المعدنية المهمة للجسم كالحديد والفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز والصوديوم، وأكثر ما يميزها من غيرها من النباتات الورقية أنها لا تفقد أيًّا من مكوناتها الغذائية وفوائدها العلاجية بالغسل والطهو، كما هو الحال مع أغذية أخرى مماثلة، بحسب تأكيد اختصاصيين غذائيين.
ام العبد أبو القمصان ،سيدة اربعينية تراها منشغلة بالبحث عن الخضار الجيدة عن احدى البسطات وقت الظهر ،فاستوقفتها مراسلة النجاح الاخباري وسألتها عن ماذا ستحضر لعائلتها من مأكولات ،وأهم الاكلات التي يفضلها ابنائها ،تقول:" ما يميز شهر رمضان بالإضافة إلى طقوسه الدينية الجميلة، تنوع مأكولاته التي تزين مائدته كل يوم، لأنني أسعى لإرضاء جميع أبنائي السبعة، والذين دوماً ما يطلبونني بإعداد الملوخية وبشكل متكرر والمقلوبة، والفتة الغزاوية ، إضافة إلى أنواع الشوربات والسمبوسك، وغيرها".
وعن أزمة الكهرباء عبرت عن استيائها وامتعاضها من الانقطاع المتكرر وقت الافطار والسحور ،وهما الوقتان اللذان تنشغل بهم السيدات بالعمل داخل المطبخ لإعداد وجبات الطعام لأسرهن:": أشعر بالضيق والضجر لانقطاع الكهرباء في رمضان، لأنها تجعلني غير قادرة على مواصلة عملي في المنزل، وتحديدا عند اقتراب موعد الإفطار الذي يحتاج لساعات تحضير ليست بالقليلة ".
تغريد عبد النبي ،سيدة غزية ، ما زالت متمسكة بعادة تقديم الملوخية كـ"طبق" أساسي على المائدة الرمضانية في أول أيام رمضان.
تقول: " بعد أن عرفت فوائد الملوخية الغذائية والصحية للكبار والصغار، اعتدت أن أطهوها أول أيام رمضان، كنوع من التدعيم ولأن اولادي وزوجي يفضلها دونا عن غيرها من الاكلات، وقد اعتادوا أن يتناولوا الأكلة "الملوكية" في أول أيام الشهر المبارك، سيّما أن والدته كانت تحافظ على هذه العادة - قبل أن يتزوج، ولذلك يحرص زوجي في هذا اليوم على الخروج منذ الصباح إلى السوق لشراء الملوخية الخضراء ذات الأوراق الكبيرة".
وتضيف :"وأطهو بجانبها الأرز الأبيض "المفلفل" وشوربة الخضار ، إلى جانبها المخللات وعصير الخروب المثلج ".
عثمان البيك قال :" أهم الأكلات التي أحب أن تعدهم زوجتي في المنزل ،الملوخية والشوربة ، والأرز الأبيض ،وان اضطر الأمر لأتناولها على عدة أيام لا أمانع ،فهي اكلتي المفضلة ، وأشعر بلذتها أكثر في شهر رمضان."
ام حسن صلاح تقول عن طقوس رمضان هذا العام أنها لا تختلف عن الأعوام الماضية، نظرا لتكرار أصناف الأطعمة والمأكولات التي تعدها، مشيرة إلى أن زوجها يذهب للسوق يوميا ويجلب لها كافة احتياجاتها المنزلية من خضروات وفواكه وبعض أنواع المأكولات.
وعن طقوسها الرمضانية ، تقول :أبنائي وزوجي يثقون باختياراتي في اختيار الأكلة التي ساعدها لهم ،لأنني اصبحت أعرف ماذا يفضلون وماذا يكرهون ، لكنهم يفضلون تناول المقلوبة بالخضار والدجاج ، والكثير من العائلات الغزية تطهوها يوم الجمعة بالذات ،لكنني أطهوها معظم أوقات الأسبوع ،حتى وان لم يتوفر الدجاج أو اللحم ، فيقوم زوجي بشراء جناح الدجاج نظرا لرخص سعره ،وأطهوها مع المقلوبة وأضع بجانبها السلطات واللبن الشوربة بالإضافة للمخللات ."
ملوخية وفتة وكوسا
السيدة العشرينية امال محسن تقول لمراسلة النجاح الاخباري عن أهم الاكلات التي تحرص على وجودها على سفرة مائدتها في رمضان :"من بديهيات رمضان تنوع المائدة، فلابد أن تشتمل على السلطات والشوربات وغيرها من المقبلات التي نحرص على توافرها ",أما عن الوجبات الرئيسية التي أحرص على وجودها أغلب أيام شهر رمضان الكريم ،المقلوبة والفتة الغزاوية بالاضافة للكوسا باللبن ،الكوسة مخشي"وهي عبارة عن كوسا محشوة باللحم المفروم ومقلية ومووعة في صلصة الطماطم ،وتؤكل مع الأرز الأبيض والمخللات والفلفل الحار ."
وهكذا تقضي ربات البيوت في غزة وقتهن في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك بالتحضير لموائده المتنوعة ،لتخلقن اجواءً من الفرح والسعادة بين أفراد الأسرة بعد قضائهم ساعات طويلة في الصيام .