نابلس - حليمة خوالدة - النجاح الإخباري - الوضع الطبيعي أن يعيش الاطفال في أحضان والديهم، إلا أنّ بعض الظروف تنتزعهم لتعيد تأهيلهم تربويًّا في مكان أكثر ضبطًا من الأسرة.
المادة (9) من قانون حماية الطفل تفيد بأن يودع الطفل الذي ارتكب مخالفة يعاقب عليها القانون، في دار توفّر له الأمان وتعمل على تقويم سلوكه بسريّة تامه، وفق الإمكانيات التي تتوافق مع سنوات أعمار الأطفال، ليقضوا فيه فترة لحين إقرار النيابة إمّا برجوع الحدث لأهله بعد تسوية النزاع أو قضاء فترة الحكم المقرَّر من القضاء؛ أو بقائه في الدار حتى يحوز الأهلية.
"دار الامل " في رام الله وهي المركز الرئيس الذي احتوى في (2016-2018) قرابة (170-235) من الأحداث.
الإجراءات القانونية المعتمدة في استقبال الحدث
وعن الإجراءات المتّبعة لاستقبال الحدث، قال مالك أبو خليل مدير الدار لـ"النجاح الإخباري" يصل الطفل إلى دار الأمل برفقة الشرطة ومرشد حماية الطفولة، فنتأكد عند استلام الطفل من الأوراق الرسمية، شهادة ميلاده أو هويته والتقرير الطبي الصادر من الخدمات العسكرية بعدم إصابة الطفل بالأمراض، ومذكرة التوقيف من الشرطة أو النيابة أو القضاء لمعرفة ما هو وضع الطفل من الناحية القانونية، ثم ندخله الدار".
كسر حاجز الخوف
وأكَّد أبو خليل على أنَّ الخطوة الأولى بعد التأكّد من الأوراق الرسميّة سؤال الطفل، عن مشكلته الأخيرة متى حدثت وكم تم وقفه عند الشرطة، والسبب معرفة إذا كان الطفل بحاجة للاستحمام أو تناول الطعام، ويأتي دور المرشد المناوب بكسر حاجز الخوف عند الطفل، بحسب أبو خليل.
واشار الى أنّه يتم تعريف الطفل على مرافق دار الأمل لمعرفة المكان الذي سيعيش فيه وتهيئته نفسياً للمكان الجديد الذي سيقضي فيه فترةً حتى انتهاء المدة المحددة من النيابة او القضاء.
من جانبه أضاف المرشد أحمد أبو مصبح، أنَّ المرشد المناوب يعمل على تعريف الحدث على الطاقم الإداري في الدار، وعلى مرافقها، ويأخذ رقم هاتف أهل الطفل من الطفل ذاته أو من الأوراق الخاصة فيه، والسماح للطفل بإجراء مكالمة مع أهله ليطمأن الأهل على ابنهم وليشعر الطفل بالأمان.
من حقّهم التعليم
وفي السياق أكَّد أبو خليل على أنَّ التربية والتعليم وفَّرت للأطفال مدرسة في دار الأمل يكون النظام المعتمد فيها بتدريس جميع المراحل للوصول لمرحلة التوجيهي، الأطفال الأميين يعاد تأسيسهم للوصول لامتحان المستوى التي أقرَّته التربية والتعليم، وهو يوازي الصف العاشر، وإذا نجح الطالب في اجتيازه يتقدَّم تلقائيّاً للتوجيهي داخل الدار.
من جهة أخرى أضاف أبو خليل أنَّ المدرسة يداوم فيها أساتذة متخصصين لكلِّ المواد التعليمية، والمدرسة مجهزة بالأدوات المطلوبة لتدريس الطلاب، إضافة إلى مكتبة فيها كتب هادفة وتوفّر مكانًا هادئًا لوقت الدراسة .
المؤسسات الشريكة في حماية الطفل
ويتم عقد المحاضرات التي تلقيها الجهات المختصة من ضمنها التوجيه السياسي، ما يُشكّل إضافة نوعية لتوعية الأحداث لما يدور خارج نطاق الدار ومتمكنين من المعلومات من المصادر الصحيحة والموثوقة، حيث أوضح النقيب محمد عثمان بأنَّهم يلقون المحاضرات الخاصة في تثقيف الأحداث لمواضيع مجتمعيَّة مثل المخدرات والجرائم الإلكترونية وكيفية التأقلم في الدار والوقوف بجانبهم والإجابة عن استفساراتهم .
الخصوصية شرط أساس
وعن الخصوصية، قال أبو خليل أنَّ لكل طفل يصل دار الأمل قصته الخاصة والتهم التي حوَّلت الأطفال إلى أحداث، توقع المسؤولية على طاقم العمل في الدار بتوعية الأحداث بأن قصته خاصة فيه شخصياً، لا لتداولها مع باقي الأحداث.
وعليه يتم تعريف الأحداث على بعضهم دون ذكر سبب وجودهم في الدار، ويعيشون كأنَّهم في بيتهم بين والديهم لكن ضمن ضوابط قانونية بعدم مغادرة الدار إلا برفقة المسؤولين.
وأضاف أبو مصبح، نعمل على مشاركة الأحداث في المجتمع من خلال الأعمال التطوعية خارج نطاق الدار، فيتم اصطحابهم في زيارة مع المسؤولين ورجال الأمن إلى بيت المسنين، وبيت الأيتام لتقديم الأعمال التطوعية، منها زراعة الأشجار في الساحات، والمساعدة في تقديم الطعام للمسنين في أيام رمضان وغيرها، وذلك العمل ليندمج الأطفال في المجتمع ويكونون أعضاء فاعلين، وإقصاء شعورهم بالذنب والنبذ من المجتمع بعد انتهاء المدة التي أقرّها القضاء.
وحول المدة التي حكم فيها القضاء على الحداث أوضح أبو خليل أنَّها تتراوح بين ساعات حتى 4 سنوات، وتمَّ رفع توصية للقاضي ووافق عليها وهي رفع عمر الحدث سنة إضافية بعد بلوغه (18) وهو داخل الدار حتى لا يتم تحويله إلى السجن لإنهاء مدة الحكم عليه، وهناك يختلط مع المجرمين، والخوف عليه من الاتجاه الخطأ بعد مغادرته السجن ويذهب تهيئته داخل الدار هباءً منثوراً، لذلك تمّت التوصية على بقائه في الدار.
هل انتم بخير؟ وماذا ينقصكم؟
الأحداث بالدار أكَّدوا بأنَّ وضعهم جيّد وأنّهم بخير ولا ينقصهم شيء، وإذا احتاجوا شيئًا لا يترددون بإخبار المدير بناءً على توصيته وهو بدوره يخبر المسؤولين لتلبية متطلباتهم.
معالجة المشكلة قبل تفاقمها، وإعادة بناء الشخصيات هي رسالة دور التأهيل للأحداث، فأن نصلح إنسانًا خير من أن نفسد أمّة في حال تركت الأمور على غاربها، كما أنّ سجيّة الأطفال النقيّة وسرعة اندماج الأحداث في المجتمع طبقاً للاجراءات قانون الطفل الفلسطيني وقانون الأحداث وتكليف مرشد حماية الطفولة بجميع الأبحاث اللازمة لفهم شخصية الطفل وحمايته وصولاً لدار الأمل لرعايته لحين عودته إلى أسرته سالمًا مؤهّلًا لخدمة مجتمعه وممارسة حياته بشكل طبيعي.