نابلس - النجاح الإخباري - تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، بعد أن أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ هذا القرار المخالف لكل القوانين والمواثيق الدولية، رغم معارضة الدول الاوروبية والعربية والإسلامية له.
وفي الوقت الذي تم اتخاذ هذا القرار ونُقلت السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب مجزرة بحق المتظاهرين السلمين على الشريط الحدود لقطاع غزة، ليقتل آنذاك قرابة الـ 70 فلسطينياً من بينهم أطفال وشيوخ ونساء.
ترامب احتفى يوم الثلاثاء، بمرور عام على افتتاح سفارة بلاده في مدينة القدس المحتلة، معلقاً في تغريدة له على حسابه "توتير": "يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لافتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس، إسرائيل".
وتابع ""سفارتنا الجميلة هي بمثابة تذكير بعلاقتنا القوية مع إسرائيل وبأهمية الالتزام بالوعد والوقوف على الحقيقة"، وفق تعبيره.
وكان ترامب قرر في أيار/مايو من العام الماضي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة على الرغم من الرفض الفلسطيني والعرب والدولي للخطوة.
الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المحتلة يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية المتعلقة بالقدس، وهو تشجيع للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة السير في النهج نفسه، وقد كفلت قرارات الشرعية الدولية تجسيد قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى أن المدينة واقعة تحت سلطة الاحتلال.
ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.
وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2017 على رفض إعلان الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فنال موافقة جميع الدول الأعضاء في المجلس، باستثناء الولايات المتحدة التي استخدمت الفيتو ضده.
ويزعم الإسرائيليون أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة يعتبر أمرا رمزيا، لكن المراقبين يؤكدون أن الخطوة تدخل ضمن خطة إستراتيجية لفرض الأمر الواقع على المدينة المقدسة وعلى الفلسطينيين. وقد اختارت الإدارة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني لتقديم هذه "الهدية" للحليف الإسرائيلي.
في ذات السياق، حذرت السفارة الأمريكية في إسرائيل، الثلاثاء، المواطنين الأمريكيين من احتمال وقوع هجمات واحتجاجات عنيفة بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس الثلاثاء، وهو الحدث الذي كان أثار موجة غضب واسعة في الدول العربية والإسلامية.
وقالت السفارة، في تحذير أمني نشرته على موقعها الإلكتروني، إن "الجماعات الإرهابية ربما تختار الذكرى، التي تتزامن مع انعقاد مسابقة (يوروفيجن) في تل أبيب (14 إلى 18 أيار/ مايو)، أو يوم النكبة (15 أيار/ مايو) لتنظيم احتجاجات عنيفة أو شن هجوم".
ولم يكن قرار ترامب بنقل بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، القرار الوحيد للرئيس الأمريكي بما يخص الشأن الفلسطيني فقد أقدم على اتخاذ قرارات أخرى مخالفة للقوانين والمواثيق الدولية، حيث قلص الدعم لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تدريجياً إلى أن وصل لإلغاء الدعم بشكل كامل، وكذلك الدعم للسلطة الفلسطينية، في خطوة تأييد ومناصرة ودعم لامحدود لإسرائيل ذات الملف الحافل بالجرائم الإرهابية ضد الفلسطينيين.