بيروت - ميرنا حامد - النجاح الإخباري - لا تتوانى المخيمات الفلسطينية في لبنان عن مساعدة أبنائها، فقلوب الفلسطينيين أينما حلوا تتلاقى في المحن والشدائد، كيف لا وقد عاشوا معًا مرارة اللجوء والحرمان من أبسط الحقوق والحياة الكريمة.
المخيمات تضج بحملة المناشدة
فبعدما ضجت مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للمخيمات الفلسطينية في لبنان بحملة المناشدة التي أطلقها ذوو الشاب الفلسطيني عبدالله بلاطة (24 عامًا)، والذي يحتاج لعملية علاجيّة في القلب، هبَّ أهالي المخيمات المقيمون فيها والمغتربون لتقديم يد العون والمساعدة لتأمين تكاليف العملية الباهظة.
المريض بلاطة، وهو من سكان حي رأس الأحمر في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان، يعاني من قصور في عضلة القلب، وهو بحاجة لعملية زرع قلب اصطناعي، ويرقد حاليًّا في غرفة العناية المشدَّدة في مركز لبيب الطبي في صيدا منذ (17) نيسان/ أبريل الجاري، وحالته الصحية تسوء يوماً بعد يوم.
والد المريض عبد الله بلاطة شرح لـ موقع "النجاح الإخباري" وضع نجله الصحي بعد اكتشافه المرض، فقال: "كان وضعه الصحي جيداً ولم يكن يشكي من شيء تماماً، لكن فجأة شعر بالتعب ودخل مستشفى الهمشري في صيدا وهو يعتقد أنَّه مصاب بالتهاب حاد بالقصبة الهوائية، وعلى هذا الأساس أخرجناه من المسشتفى".
وتابع الحاج أبو عبدالله: "بعدها بأيام شعر عبدالله بالتعب خلال عمله وسقط أرضاً، ودخل حينها إلى العناية المشدَّدة وبقي فيها نحو ثمانية أيام دون أن يكتشف الأطباء سبب مرضه، إلى أن توصلوا وفقاً للفحوصات والصور الشعاعية إلى أنَّ عبد الله يعاني من التهاب بالرئة وضعف في عضلة القلب التي كانت تعمل حينها بنسبة(35%)".
وأضاف: "نظراً لخطورة حالة عبدالله الصحية نقلناه إلى مستشفى الرسول الأعظم في بيروت وهو مستشفى متخصص بأمراض القلب، وقال الأطباء أنَّ ابني يحتاج لجهاز تكلفته قرابة (25) ألف دولار أمريكي، ولمضخة للقلب تكلفتها حوالى (150) ألف دولار أمريكي. ونظراً لعدم قدرتنا على دفع هذا المبلغ الباهظ، نقلنا أوراق ابني إلى مستشفى لبيب أبو ظهر في صيدا حيث قالوا لنا هناك إنه ينبغي أن ندفع (1500) دولار أمريكي لكي ندخل عبدالله إلى المستشفى، وهو مبلغ مقدور عليه دفعناه وأدخلنا عبدالله إلى المستشفى".
وأوضح أنَّه "بعد إجراء التحاليل والفحوصات الطبية في مستشفى لبيب أبو ظهر، أكَّد لنا الأطباء أنَّ عبدالله يعاني من ضعف في عضلة القلب وأنَّ حالته خطيرة ووتتطلب إجراء عملية في أسرع وقت، لكن المفاجأة كانت أنَّ إدارة المستشفى أكَّدت أنَّه إذا لم يتم تأمين مبلغ (150) ألف دولار أمريكي لن تُجرى العملية لإبني".
إجراء العملية قبل أسبوعين كأقصى حدّ
وأكَّد الحاج أبو عبدالله أنَّه "غير قادر على دفع هذا المبلغ الكبير، فما كان منه إلا أن لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وأنشأ حملة على مجموعات الواتساب لمناشدة أهل الخير في مساعدته لتأمين تكاليف عملية ابنه قبل فوات الأوان".
وأشار إلى أنَّه "حتى اليوم وصل مجموع التبرعات إلى (35) ألف دولار أمريكي، أي لم يتجاوز الربع، ولم تتبرع أي مؤسسة خيرية حتى اللحظة، ولكن قدَّمت الأونروا مبلغ (16) ألف دولار، ومنظمة التحرير الفلسطينية قدَّمت (5) آلاف دولار أمريكي".
ولفت إلى أنَّ "عضلة قلب ابنه تعمل حاليًّا ما بين (15 - 20%)، والأطباء أكَّدوا أنَّ العملية يجب أن تُجرى في مدة لا تتعدى الأسبوعين كأبعد تقدير".
وناشد الحاج أبو عبدالله عبر "النجاح الإخباري" أهل النخوة والخير بمساعدته في إنقاذ حياة ابنه الذي يصارع الموت، متسائلاً: "كم مرَّة توفي مرضى لنفس العوائق المالية؟، وهل كتب على الشعب الفلسطيني أن يبقى منكوبًا؟"، مقدّماً الشكر إلى كلّ من ساهم في مساعدة ابنه من أبناء شعبنا في لبنان والمغتربين في الخارج.
المساهمة بالمال والذهب
أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان لبّوا نداء الحاج أبو عبدالله، فمنهم من ساهم بمبالغ بسيطة، ومنهم من قدّم الذهب، والبعض أطلق حملة (5) آلاف ليرة لإنقاذ الشاب.
فيما وجه مدير الأونروا في منطقة صيدا إبراهيم الخطيب رسالة للموظفين دعاهم فيها للتبرع بمبلغ (10)آلاف ليرة لبنانية، شعوراً بالمسؤولية تجاه شعبنا، وحدَّد أماكن التبرع والموظفين المنوطين بالمتابعة.
هذا الشاب العشريني مازال ينتظر من كل صاحب خير أن يساهم في اكتمال تكاليف إجراء عمليته قبل فوات الأوان، ومن يود التبرع مشكوراً يمكنه الاتصال بوالده على الرقم: 96171758760+.