بيروت - ميرنا حامد - النجاح الإخباري - الأرض هي الوطن والكيان والوجود، فلا وجود لأي شعب كان دون أرض يعيش عليها. هذه العقيدة يحملها كل فلسطيني أينما وجد داخل الوطن أو في مخيمات الشتات، يدافع فيها عن أرضه ويتمسك بكل ذرة تراب في فلسطين.
وفي هذه المناسبة، أحيت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يوم الثلاثين من آذار مارس الموافق يوم الأرض بسلسلة من النشاطات المختلفة كالمسيرات والمعارض والوقفات التضامنية التي جابت أرجاء المخيمات في لبنان.
مسيرة كشفية للأطفال
ففي العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديداً في مخيم برج البراجنة، نظمت حركة فتح مسيرة كشفية للأطفال شارك فيها قوى الأمن الوطني الفلسطيني، وعدد من المؤسسات والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني في المخيم.
وانطلقت المسيرة من أمام مسجد الفرقان باتجاه روضة القسّام، وسط هتافات الأطفال المنددة بالاحتلال والتمسك بالأرض والهوية، رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح.
وألقى الشبل آدم محمد كلمة تحدث فيها عن أهمية الأرض، واصفاً إياها بالروح والمنفس، وإنها شاهد على تاريخ الآباء والأجداد. مؤكداً على التمسك بالأرض مهما بلغت التضحيات.
وإلى شمال لبنان، حيث نظم المكتب الحركي الطلابي لحركة فتح في مخيم البداوي ندوة سياسية احياءً ليوم الأرض المجيد، ألقاها عضو قيادة منطقة الشمال خالد عبود، وذلك في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في المخيم.
وقال عبود إن معركة يوم الأرض ثبتت الهوية الوطنية لأهلنا في أراضي 48، وأنه لا تعايش مع الاحتلال مهما طال امدته فإنه إلى زوال.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يحيي هذه المناسبة لأنها باتت عنوان من عناوين وتاريخ الشعب الفلسطيني المجيد.
أما في مخيم نهر البارد، فقد نُظِّمت فعالية وطنية أمام ساحة الشهيد الرمز ياسر عرفات وذلك بدعوة من اللجنة الشعبية في المخيم، وبمشاركة أهالي المخيّم وحشدٍ من ممثّلي الفصائل والقوى الفلسطينية واللجنة الشعبية، وفعاليات اجتماعية ودينية.
وألقى مسؤول حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" في الشمال الأستاذ عبدالله شمالي، شدَّد فيها على أهمية المقاومة والعمل المقاوم ضدَّ الاحتلال الصهيوني، ووجه التحية لمقاومة لبنان ولأهالي الجولان السوري.
أما كلمة الفصائل واللجان الشعبية في منطقة الشمال ألقاها عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو سليم غنيم، فوجَّه التحية لجماهير الأرض ولأبطال المسيرة المليونية التي تجري اليوم في الداخل الفلسطيني، وأدان قرار ترامب المتصهين بإعلانه السيادة الصهيونية على أرض الجولان السوري المحتل، ومن قبله إعلان القدس عاصمةً للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وأكَّد غنيم ضرورةَ إعطاء الدولة اللبنانية الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان، ومطالبة "الأونروا" باستمرار خدماتها كاملة لا سيما في مخيّم نهر البارد في الطبابة والاستشفاء والتحويلات المرضية والغذاء والدواء وبدلات الإيجار والتعويضات وتسريع عملية إعادة الإعمار.
معرض الشهيدة دلال المغربي
وإلى منطقة البقاع اللبنانية، حيث نظَّم مكتب المرأة الحركي لحركة فتح معرضاً تراثيّاً تحت عنوان "معرض الشهيدة دلال المغربي للتراث الفلسطيني"، وذلك إحياءً ليوم الأرض الخالد، بحضور حشدٍ من ممثّلي الفصائل الفلسطينية، والجمعيات، والمؤسسات، والروضات، ومدارس "الأونروا" في المنطقة، وفعاليات اجتماعية ودينية.
وألقت عضو قيادة الإقليم في حركة فتح زهرة الربيع كلمةً قالت فيها: "نلتقي اليوم في افتتاح معرض التراث الفلسطيني، وهنا لا بدّ من أن ننوّه إلى أنَّ التراث الفلسطيني مهمّة كفاحية نضالية ووطنية بامتياز بمختلف أنواعها، وكل صنف عنصرٌ مهمٌ وله رمزية ودلالة وطنية في العملية النضالية لرمزية التراثيات وارتباطها بالعرف الثقافي والفن الفلسطيني، لذا فإن ذلك يستدعي حماية التراث من السرقة والطمس من قِبَل الاحتلال الصهيوني الذي يعمل على طمسه وتهويده وإلغائه".
وختاماً في بوابة الجنوب مدينة صيدا، حيث نظَّمت القيادة السياسية الفلسطينية في منطقة صيدا فعالية وطنية بمناسبة يوم الأرض، على ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيّم عين الحلوة.
وألقى مسؤول حزب "فدا" في منطقة صيدا فيصل القط كلمةً حيّا فيها شعبنا الصامد الصابر، ونوه إلى أن القضية الوطنية تتعرض لمؤامرة أميركية إسرائيلة تتجبى ملامحها من خلال الحصار الاقتصادي وسرقة الأموال.
وأكَّد القط أنَّ "فصائل م.ت.ف في لبنان، وفي عين الحلوة، تحديدًا أعلنت وقوفها وتأييدها لمواقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن المتمسّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية"، كما نوّه إلى "قرار ترامب بضم الجولان إلى إسرائيل ونوّه ما يمثل وعدًا جديدًا وصفعة قوية للقانون الدولي".
كما أعلن تأييد فصائل "م.ت.ف" للحراك الشبابي في غزة، وأدان بشدة ممارسات "حماس" ضد الشعب الفلسطيني مطالبًا بسحب مسلحي ميليشيات "حماس" والإفراج عن المعتقلين.
هذه المناسبة الوطنية تمثل بالنسبة لفلسطينيي الشتات يوماً للتمسّك بالجذور، وتجسيد عمق ارتباطهم بأرضهم، وتجديد العهد والولاء بالعودة إلى أرض الوطن الصامد ودحر آخر جندي محتل عنه.