بيروت - ميرنا حامد - النجاح الإخباري - الإبداع والتميز عتاد الشباب الفلسطيني، يقارعون فيهما الاحتلال الإسرائيلي في ميادين مختلفة.
الشاب العشريني علي فاعور شبَّ على مراراة المعاناة والاحتلال والهجرة والمخيم والحصار فكانت مصدر إلهامه في السير في دروب التميز والارتقاء بالقضية الفلسطينية.
هو ابن بلدة ترشيحا قضاء عكا المحتلة، ولاجئ في مدينة صور الأبية التي ظلَّت صامدة خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام (1978) حتى تحرير الجنوب عام(2000).
متعدد المواهب
الشاب علي فاعور تحدَّث لموقع "النجاح الإخباري" عن بداية موهبته في ابتكار التصاميم، فقال: "تولد الموهبة مع الشخص منذ طفولته، ولكن للأسف يتأخر اكتشافها لعدّة أسباب، أهمها عدم اكتشاف مواهب الطلاب في مقاعد الدراسة، واتباع نمط واحد لجميع الطلبة، دون توجيههم في اختيار التخصص أصلًا".
وأضاف: "دخلت تخصص الفندقة، ثمَّ بدأت بعد ذلك اكتشف أن ميولي بعيد عنه، كنت أحبُّ الفن واتمتَّع برؤية اللوحات الفنية والتعبيرية، وكنت أمتلك هذه الطاقة والرؤية التي جعلتني أبدأ بتفريغها أمام شاشة الحاسوب، كنت في النهار أدرس الفندقية وفي المساء على الإنترنت، وعبر التجارب أكتسب خبرات في التصميم، لأتحوَّل بأشهر قليلة عند تخرجي من مقاعد الدراسة إلى مرحلة الاحتراف بالتصاميم والجرافيك وأنال شهادة الفندقية".
فلسطين حاضرة في تصاميمه
فلسطين أخذت حصة الأسد من تصاميم الشاب المبدع علي فاعور، فلا تكاد تمرُّ مناسبة وطنية، أو عملية فدائية ضد الاحتلال، أو تشييع شهيد إلا ونراها حاضرة بحرفية في لمساته الإبداعية.
وحول الدعم الذي تلقاه في مسيرته، قال فاعور: "وجودي في بيت وطني شجعني، حيث ترعرت على قصص النضال وأشكاله المتعددة، فوالدي الذي حمل السلاح ووقف بوجه المحتل كان المحفّز الأوَّل لي أن أترك أثراً بقضيتنا، جلّ تصاميمي كانت بهدف خدمة القضية وجميع أفكاري نابعة من معاناة اللجوء وألم فقدان الأرض ومشاهدة ممارسات الاحتلال الإجرامية".
وتابع: "اليوم بعد أن أصبحت في مراحل متقدمة بالتصميم، وجدت نفسي أحمل مسؤولية أكبر لا توصف، فهي مسؤولية نضال يمارسه أهلنا في الداخل، وقيادة تخطو خطى مشرفة ومقاومة تدك العدى، فكيف لي أن لا أكون سنداً بنضالي على طريقتي لكلّ هذه النضالات، فكنت أحول الصورة السياسية والاجتماعية وكلَّ أحداث فلسطين بجوانبها المختلفة إلى تصاميم فنية، إيماناً مني بأنَّ الفن هو الوسيلة الأقوى لإيصال الرسالة فهو يمتع العين ويغذي العقل بالفكرة التي يحملها".
الإعلام العبري ينتقد إحدى تصاميمه
وحول نجاح تصاميمه وتفوقها على غيرها من التصاميم، أوضح فاعور: "بداخلي مسؤولية تجعلني لا إراديًّا أجسِّد كلَّ أحداث فلسطين اليومية أو معظمها إلى فكرة وبالتالي تصميم، والحافز يزداد يوماً بعد يوم منذ البداية إلى الآن، فأصبحت تصاميمي من بين التصاميم الأولى في الشتات وفلسطين، وتتناقل لا بل يتم انتظارها وذلك لعدة أسباب، أهمّها أنَّها تلامس ما يعيشه إخواننا في الداخل، ولأنَّها تحمل فكرة أخطط لها لكي تظهر بشكل مختلف عمّا اعتدنا رؤيته، ولإنَّ كلّ آلام اللجوء والحنين إلى الوطن والحزن على ما يحصل فيه يتم تفريغه في تلك الصورة فتكون خارجة من القلب، والشيء الذي يخرج من القلب سهل أن يدخل الى قلوب المتفاعلين من التصميم، وأثر ذلك جعل الإعلام العبري يتخبط بإحدى تصاميمي واصفاً إياه بالنازي، وذلك يدل على عمق الأثر الذي تركه تصميمي".
وعن المقابل المادي الذي يتلقاه لقاء كلِّ تصميم، لفت إلى أنَّ "من يخدم القضية لا يفكر بمقابل، والقضية الفلسطينية بالذات هي من تقدم لنا وليس نحن فهي تقدم لنا الكرامة والشموخ والصبر، وتقدم الإبداع ولا يمكنني أن أكون خادماً لهذه القضية بمقابل مالي لإني حينها سأتحول إلى مجرد آلة تضع أدواتها في صورة خالية المشاعر والإحساس.
أعمل بشكل "فري لنس" لشركات وأفراد وأشخاص ولكن ليس بالشكل المطلوب كحامل شهادة ويتقاضى الراتب الذي يستحقه" قال فاعور.
وختم:"الموهبة الفلسطينية بكلِّ أنواعها وأشكالها نوع من أنواع النضال، فيها من الاهتمام ما أصبح متوفّراً، أخيراً ولكن ليس بشكله المطلوب الذي تنظم لأجله الفعاليات وتعرض فيها الأعمال الفلسطينية إلى العالم، ليس بالشكل الذي يشبع رغبات هذا الموهوب الذي آمن بقضية وعمل من أجلها بشكل فردي، فما بالكم إن كان العمل جماعي؟!".
الشاب علي فاعور هو واحد من أبناء شعبنا الذين يسعون إلى خدمة قضيتنا الوطنية قدر استطاعتهم، ففلسطين تستحق أن تصل إلى العالمية على أكتاف شبابها الناجحين والمتفوقين.