نابلس - شوق منصور - النجاح الإخباري - حلم النهوض بواقع الفتاة الريفية في قرية جوريش جنوب نابلس دفع سوسن الأسمر (38) عاما للمضي قدما في مشروعها الثقافي الريادي "ملتقى كتاب".
بدايات المشروع
تقول الأسمر إن أزهار مشروعها بدأت بالتفتح منذ أن كانت على مقاعد الدراسة. مؤكدة أنها كانت تطمح لإنشاء مكان أو "ملتقى" للفتيات في القرية بشكل مستقل ليحمل فيما بعد اسم "ملتقى كتاب".
ورأت الأسمر أن واقع الفتيات في قريتها كان سبب مباشر لاختيار الفكرة خاصة أنها تعيش في "مجتمع ذكوري".وفقا لها.
"كان لشباب القرية الحرية المطلقة للخروج والاجتماع في أي وقت، بينما كانت حياة الفتيات محصورة في البيت أو المدرسة، كما كان لدخول الانترنت للبيوت واستخدامه بشكل سلبي دور مهم وقادها لإنجاز هذه الخطوة". توضح الأسمر.
"من هناء جاءت الفكرة بتوفير مكان مخصص للإناث للاجتماع في مكان خاص ومستقل، بحيث يتشاركن مثلا طالبات المدارس بعمل المشاريع الجماعية، وأيضا باستطاعتهن استعارة أي كتاب أو رواية بهدف المطالعة" أضافت الأسمر.
تقول الأسمر :" بدأت الفكرة بمبلغ صغير جدا يقدر بحوالي 1000 شيقل فقط، حيث قمت باستغلال جزء من المبلغ لاستئجار غرفتين شاغرات في مبنى جمعية جوريش الخيرية".
وردا على سؤال يتعلق بالخطوة التالية، أكدت الأسمر أنها قامت بشراء قرطاسية ، وحصلت فيما بعد على مجموعة من الكتب من خلال تبرعات قام بها الخيرون من ابناء القرية.
واستثمرت الأسمر مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لفكرة مشروعها من خلال إنشاء صفحة خاصة على "فيس بوك"حملت اسم "ملتقى كتاب" .
اشتراك شهري
وباشتراك رمزي تحاول الأسمر أن تؤمن تمويلا ولو "بسيطا" للمشروع وذلك لضمان ديمومته.
وفي هذا الصدد تقول الأسمر إنه الاشتراك بالملتقى يتم من خلال الانتساب إليه بواقع 10 شيقل بشكل شهري، للاستفادة من الكتب وما يتيحه الملتقى من فعاليات وبرامج ثقافية مختلفة على مدار العام.
تنوع في المحتوى
وتشير الأسمر الى حرصها على توفير كتب متنوعة للملتقى في محتواها: الديني، والثقافي والعلمي، والروايات، وقصص الأطفال المفيدة.
ولم تقف الأسمر عند هذا الحد، بل وفرت فرص العمل للطالبات الخريجات من خلال الإعلان عن خدمة إعطاء الدروس الخاصة لمختلف المناهج الدراسية، فضلا عن دروس التجويد التي أصبحت متاحة مؤخرا في الملتقى.
وفي نهاية حديثها، نصحت الأسمر التي باتت في وقت لاحق مديرة للملتقى، يطمح لفتح أي مشروع خاص به يجب أن يتحلى بالصدق والأمانة والإلتزام، ودراسته جيدا والمضي به قدما دون تردد، والأهم أن يتحلى بالشجاعة والصبر.
تجربة مع الملتقى
بدورها، تؤكد المحامية أسماء عمر وواحدة من المنتسبات أن المشروع كان فكرة وأمنيه وحلم وتحول فيما بعد الى واقع.
"الفكرة رائعة جدا لإنسانة تحب القراءة وأرادت أن تنشر هذا الحب بين بنات بلدها" تضيف عمر.
وعن الأثر الذي تركه الملتقى في حياتها تشير عمر إلى أنه اصبح لديها امكانية لقراءة عدد اكبر من الكتب وبتكلفه أقل.
ناصحة فتيات القرية بالانتساب الى الملتقى لتنمية حب القراءة في داخلهن.
الجمعية حاضنة للملتقى
وفي بداية المشروع احتضنت جمعية جوريش النسوية الخيرية "ملتقى كتاب".
وفي هذا الصدد، تقول رئيسة الجمعية ايمان منصور إن الجمعية تهدف الى مساعدة نساء القرية والأطفال من خلال مشاريعها ودوراتها المستمرة حيث استطاعت بالتعاون مع عدد من المؤسسات توفير 30 مشروع تنمويل
وتتابع منصور"أننا استطعنا توفير اكتر من 17 فرص عمل لنساء من خلال تضمين مقاصف المدارس وتوظيف بعض من نساء القرية للعمل فيهن، وايضا وفرت فرص عمل لبعض الخريجات من خلال العمل في رياض الأطفال،وعملت على توظيف بعض الخريجات من خلال اعطاء الدورات التأهيلية للأمهات لمساعدتهن على فهم المناهج التعلمية والتمكن من تدريس اطفالهن".
مؤكدة أن المستفيد من خدمات ومشاريع الجمعية هنا النساء المنتسبات الى الجمعية ويكون الأنتساب بملغ "رمزي" قدره 30 شيقلا سنويا.
وتأسست الجمعية في عام 2004 من قبل مجموعة من شباب القرية بدعم من مؤسسة الرؤية العالمية، وتسعى اليوم الى تقديم الخدمات والمشاريع التنموية الى نساء القرية، ومحاولة توفير فرص عمل مناسبة لللنساء.