نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - من جديد يرسم مشهد العملية المزدوجة قرب مستوطنة "أرائيل" المقامة على أراضي المواطنين بمحافظة سلفيت فشلًا وتخبُّطًا استخباريًّا كبيرًا لدولة الاحتلال، حيث يواصل منفذّ العملية إشغال دولة بأكملها رغم مرور أكثر من (10) ساعات على العملية واستنفار قوات الاحتلال لوحدات كاملة لملاحقته، دون جدوى.
صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية دعت إلى التحقيق في ظروف فشل جنود الاحتلال في استهداف منفذ العملية.
وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، أنَّ تصرف الجنود على مدخل المستوطنة اتَّسم بالخوف والهلع والفشل في منع العملية.
وبيَّن المحلِّل العسكريّ في الصحيفة "يوآف ليمور" أنَّ منفِّذ العملية خطَّط لها بشكل دقيق، وحضر إلى مدخل المستوطنة، طعن أحد الجنود واستولى على سلاحه وأطلق عليه النار بواسطته، بينما أُصيب الجندي الذي كان بجانبه بحالة من الهلع ولم يتمكن من الرد على المهاجم.
وتواصل قوات الاحتلال حصارها لمحافظة سلفيت بشكل عام وقريتي بروقين والزاويا بشكل خاص.
ويرى مراقبون عسكريون أنَّ العملية وما تبعها من مطاردة مستمرة للمنفّذ تشكّل أكبر عمليات الاستنزاف لقدرات الاحتلال العسكرية والأمنية.
وكانت قد زعمت مصادر إسرائيلية منها موقع "0404" التابع للمستوطنين، أنَّ منفذ عملية "ارائيل" استشهد في اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال، دون تأكيد أي مصدر فلسطيني للنبأ، حتى قام الموقع العبري بحذف الخبر بعد دقائق من نشره.
وكان موقع (واللا) العبري، قال صباح اليوم إنَّ جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" سمح لوسائل الإعلام بنشر تفاصيل من يتَّهمه بتنفيذ العملية أمس قرب مستوطنة "أرئيل".
وأعلنت مصادر الاحتلال الطبي مقتل حاخام مستوطنة أرائيل متأثِّرًا بجروح أُصيب بها في العملية ليرتفع عدد قتلى العملية إلى اثنين بعد مقتل جندي ومصاب ثالث وصفت جراحه بالخطيرة.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق المدخل الشمالي لمدينة سلفيت بالبوابة الحديدية ومنعت المواطنين من المرور إلى سلفيت عبر طريقة اسكاكا.
إقرأ أيضا: الاحتلال يتخبط ويتراجع عن نبأ استشهاد منفذ عملية سلفيت
سيناريو "جرار والعاصي ونعالوة" يتكرر
جميع ما يدور الآن من أحداث مع منفِّذ عملية "أرائيل" كان قد مرَّ بها الشهداء أحمد جرار، والأسير عبد الحكيم العاصي، والشهيد أشرف نعالوة ومن قبله الشهيد نشأت ملحم، والعديد ممن سبقوهم،وكأننا أمام سيناريو جديد ومشابه يتكرر.
وأطول عملية مطاردة بالضفة الغربية عاشها الأسير إبراهيم حامد، امتدت ثمان سنوات (1998-2006) قبل اعتقاله.
وأعادت عملية "أرائيل" بريق العمليات الفردية مجدَّدًا على الساحة، لتثير مخاوف المستوطنين وأجهزة استخبارات الاحتلال، ورغم تلقائية العمليات الفردية واعتمادها غالبًا على السلاح الأبيض أو الناري الخفيف أو المركبات للدهس، فإنَّ تأثيرها النفسي على المستوطنين كبير للغاية.
وصنَّف الاحتلال هذه العملية بـ"الفردية"، ويطلق على هذه العمليات "الذئب المنفرد"، وهي العمليات التي لا يكون لمنفذها أيَّة صفة أو خلفيّة تنظيمية.
وحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التغطية على فشل قواته وأجهزته الأمنية، بمزيد من "التهديد" والاستيطان.
وقال نتنياهو الذي زار موقع تنفيذ العملية مصدّرًا أزمته وفشله لمزيد من الاستيطان، إنَّه سيبدأ العمل على بناء (840) وحدة استيطانية في مستوطنة"أرائيل" وذلك في محاولة لتهدئة المستوطنين وكسب أصواتهم في الانتخابات القادمة.
ويوضح خبراء أنَّ الاحتلال الإسرائيلي طوَّر خلال السنوات الماضية من أساليب الحدّ من هذه العمليات، بالإضافة إلى سلاح الردع المتمثل بهدم منزل المنفِّذ والتنكيل بعائلته وحرمان أقربائه من تصاريح العمل.
ولجأ الاحتلال إلى عدة أساليب استباقيه منها تتبع منشورات شبكات التواصل الاجتماعي، ومتابعة كلَّ منشور يوحي بنيَّة صاحبه تنفيذ عملية، ويصل الأمر إلى اعتقاله والتحقيق معه وتهديد ذويه.
وأنشأ الاحتلال كذلك وحدة "الحرب الإلكترونية"، ومهمتها مراقبة كلَّ ما ينشر على شبكات التواصل، وعدّه مؤشرًا على نوايا الأفراد، هو ما رفع من وتيرة الاعتقال الإداري على خلفية منشورات يفهم منها نيّة صاحبها تنفيذ عملية.
ويرى مختصون أمنيون أنَّ المطاردين يتفوقون على "إسرائيل" في حرب الأدمغة، من خلال الفشل المتكرّر في الميدان والناجم عن فشل استخباراتي في الوصول له ما يراكم على فشلها وهو ما يفسر أيضًا "الصمت المطبق" الذي تواصله قوات الاحتلال على عكس طريقة التعاطي مع الشهيد أحمد جرار.