وفاء ناهل - النجاح الإخباري - بينت نتائج مؤشّر العنصريّة والتحريض في شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيليّة لعام (2018)، أنّ هناك ارتفاعاً في منسوب التحريض والعنصريّة الإسرائيليّة عبر الشبكات الاجتماعيّة نسبة لعام (2017)، وأنّ الذروة في (2018) كانت في فترة تشريع ما يسمى "قانون القوميّة"، وأنّ معظم التحريض صوّب تجاه "النواب والعرب والأحزاب العربيّة".
التحريض الذي مارسه الجانب الإسرائيلي، استهدف الكل الفلسطييني، وكان هناك رصد بشكل خاص لاستهداف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعديد من الشخصيات المعروفة منها أحمد الطيبي وأيمن عودة وعهد التميمي".
مؤشر رصد التحريض في ارتفاع
وفي هذا السياق أكَّد مدير مركز حملة العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، نديم ناشف، أنَّ المؤشر لرصد العنصرية والتحريض في شبكات التواصل الاجتماعية الإسرائيلي، الذي يقوم به المركز للسنة الثالثة على التوالي في ارتفاع، كما أنَّ المؤسسات القانونية الإسرائيلية لا تعاقب أيَّ شخص يقوم بالتحريض على العنف بشكل واضح، وهناك عشرات الآلاف من المنشورات التحريضية، بينما يتم اعتقال الفلسطينيين ومحكامتهم بسبب منشورات يعبرون من خلالها عن آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابع في حديث لـ"النجاح الإخباري": التحريض هو الأساس في المجتمع الإسرائيلي من رئيس حكومة الاحتلال وحتى أصغر موظف، فالتصريحات من مسؤولين ووزراء يقومون بالتحريض، وبالمقابل أجهزة الشرطة والقضاء لا تحاكمهم ولذلك الظاهرة في تزايد".
وأضاف ناشف: "هناك العديد من حالات التحريض والعنف، التي لا يتم الحديث عنها سواء بأماكن العمل وغيرها، فالتحريض يبدأ بشبكات التواصل الاجتماعي ويمتد لأرض الواقع، ومن المهم أن يتم الكشف عن هذه الانتهاكات للمؤسسات الدولية، لأنَّ الإعلام الإسرائيلي، يدّعي أنَّ السبب وراء العنف والتحريض هو الشعب الفلسطيني، بينما لا يتم النظر لمستوى التحريض في شبكات التواصل الاجتماعية الإسرائيلية".
وحول طبيعة تعامل الفيس بوك مع هذه الصفحات قال ناشف: "المشكلة أنَّ هناك تواطئًا من قبل إدارة الفيس بوك مع الجانب الإسرائيلي، ونحن توجهنا برسالة للفيس بوك، طالبنا بأن يتم التعامل بشكل متساوي وبشفافية، لكن يبدو أنَّ المصالح التكنولوجيا والاقتصادية للشركة أثرت على الأمر".
وتابع: "شركة فيس بوك تقول دائمًا أنَّ حذف الصفحات التحريضية سياسة عامة، والنقطة التي ركزنا عليها لماذا يطبق هذا الأمر على الجانب الفلسطيني فقط، فلم نسمع عن صفحات إسرائيلية تمَّ إغلاقها بسبب التحريض، مع أنَّنا قدَّمنا نماذج صفحات لمجموعات استيطانية وجمعيات كل عملها قائم على التحريض، لكن لم يتم التعامل مع الأمر بجدية، والخطير بالأمر أنَّ ما نسبته (66%) من الإسرائيليين يستخدمون موقع الفيس بوك".
وشدَّد ناشف على أهمية تطوير الأداء وطرح الرواية التاريخية الفلسطينية على (ويكيبيديا) والأخبار الآنية بشكل مكثَّف، وأضاف: "من الضروري التركيز على نشرالرواية الفلسطينية باللغة الانجليزية، حيث إنَّ الرواية الإسرائيلية هي الأقوى في هذه المواقع، لذلك من الضروري أن نكثّف ونزيد من تواجدنا على المنصات كافة".
التحريض ضد الفلسطيني عقيدة إسرائيلية
من جهته أكَّد الخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أنَّ مكانة الفلسطيني في الأيديولوجية الإسرائيلية أنَّه "مخرب" فالموقف من الفلسطينيين أنَّهم "الأظلم" فهي مصطلحات لا يستطيع أي قارئ للتاريخ الإسرائيلي أن ينكرها.
وتابع في حديث لـ"النجاح الإخباري": بعض الكتب الإسرائيلية، تبيح قتل الفلسطيني، فالتحريض ضدنا كان ولا زال، حيث إن نتنياهو قال: "فلسطين هي الوطن القومي للشعب اليهودي، بمعنى أنَّها فقط لليهود ولا مكان لمليون وربع فلسطيني بالداخل المحتل، فكيف سيتعاملون مع فلسطيني الضفة وغزة، ورداً على تصريح نتنياهو قال رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين: "لا يوجد لدينا مواطنون من الدرجة الثانية، نظراً لخوفه من خطورة هذا الخطاب العنصري والتحريضي من قبل نتنياهو".
وأضاف جعارة: "التحريض على الشعب الفلسطيني مستمر سواء أكان مقاومًا أو مفاوضًا، كما أنَّ هناك إذاعات لهذا الغرض، وهي مسموعة، فالتحريض يتم ممارسته من قبل الفئات كافة في دولة الاحتلال".
كما أنَّ إحصائية سابقة أكَّدت أنَّ مستوى التحريض خلال العام (2016) ارتفع بشكل كبير مقارنة بالعام (2015).
يذكر أنَّ الفيسبوك ما زال يشكّل منصة العنف والتحريض الأساسيّة (بنسبة 66٪) بحيث تشكّل صفحات الأخبار ذات التوجهات اليمينيّة أرضًا خصبة للردود العنيفة.
كما هناك ارتفاع في منسوب الخطاب العنيف عبر تويتر بسبب الطابع السياسيّ لهذه المنصّة (بنسبة 16٪) حيث تضاعف نسبة للعام الماضي (كانت نسبته 7٪)".