نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - شعارها دائمًا "نصنع شيء من لاشيء"، فاض منزلها بالكثير من الأعمال اليدوية التي تبهرك، تنوَّعت ما بين الأدوات المنزلية والهدايا، والتطريز والإكسسوارات، أتقنتها بشكل حرفي، لأنّها تعمل بقلبها لا بيديها، يحركها الشغف نحو هذه الموهبة التي رعتها حتى نضجت، ثمَّ باتت تسكب منها لمن حولها من النساء.
شرين البشتاوي من مدينة نابلس، تحدّثت لـ"النجاح الإخباري عن موهبتها ونشاطاتها الآفتة، قالت: "من وأنا صغيرة كانت خالتي تحول أشياء بلا قيمة إلى أجمل التحف والهدايا، وموهبتها انزرعت بقلبي وكبرت معي، ومن ثمّ صقلتها بالدراسة والدورات والبحث من خلال الإنترنت، حتى وصلت للاتقان".
بشتاوي التي تتمتع بحسّ ينبع منه الذوق والجمال، استطاعت منح القيمة لأغراض انتهى عمرها، فتدب الحياة فيها من جديد لترى أمامك تحفة فنيّة تحملها بفخر هدية لمن تحب.
بعزيمة وإصرار الفلسطينية القائدة، لفتت إلى أنّ جدران منزلها التي حملت بعضًا من هذا الإبداع، كما كل زاوية في المنزل تشهد عشقها لما تصنع، لعبت بالألوان على اختلاف أنواعها، وبالحرير والصوف والخيش، لتصبح مدربّة فنون يدوية.
وتعمل بشتاوي مع مؤسسة الرؤيا العالمية، فقد درَّبت الكثير من السيّدات في (90) قرية ومدينة، من خلال (32) دورة، نظرًا لإتقانها فن الخزف والديكوباج، والباتيك، والتطريز التراثي الفلسطيني واالإسباني، والنقش على النحاس والألمنيوم، والرسم عالى القماش والزجاج.
ولم تكتفِ بكل هذه الفنون التي تمارسها بأنامل ذهبية، بل عملت في مجال الزهور، وتنسيقها، وصنعتها من الأقمشة.
ورسمت بدهان الكراكليه مع محارم النابكنز، وكذلك الرسم بالأكريليك، وعمل الديكوباج بالخيش، لتغدو محطَّ أنظار النساء اللواتي يقصدنها ليتعلّمن منها، فلا تبخل عليهن بالعطاء.
وللإكسسوارات التي تصنعها بخيوط الحرير مع الخرز والزركون بألوانه حكايات أخرى، ترويها التعليقات على صفحتها الشخصية من زبوناتها اللواتي أشدن برقي منتجاتها، وبراعتها الامتناهية، وقد أشارت إلى أنَّها تعلّمت هذا الفن في إيطاليا.
تشارك في المعارض، وتجدها في كلّ تجمع نسوي هادف، مع الكثير من الأعمال اليدوية الراقية.
ووجهت بشتاوي كلمة للمرأة الفلسطينية في يومها، قالت: "تحية لجميع نساء العالم والفلسطينية تحديدًا، إذ هي ليست نصف المجتمع، بل كل المجتمع، ومصنع الرجال، هي الأم والزوجة والبنت، والأخت، والصديقة، تنجب وتعمل في البيت وخارجه، تربي أطفالها وتعلمّهم الأخلاق الحميدة، وتثقفهم وتحثّهم على حب الوطن، تعمل إلى جانب الرجل بجميع المجالات، أقول لكلّ امرأة فلسطينية: استمري استمري وإلى الأمام دومًا".