غزة - أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - بريشة صغيرة ومعدات بسيطة، يحاول الفنان الناشئ جميل الباز ابن مخيم النصيرات إعادة الشهداء المؤثرين في قطاع غزَّة إلى الحياة برسم شخصياتهم على لوحات صغيرة، ليخلِّدَ ذكراهم في أذهان الأجيال القادمة.
رغبة في تخليد لمساتهم القوية في حياة الشعب الفلسطيني، أمثال الشهيد ياسر عرفات واحمد ياسين وفتحي الشقاقي، وغيرهم لم يعرفهم وهو ابن (16) عامًا، بل أحبّهم بما سمع عنهم، .
مسيرة بدأها بعمره الصغير، بعد أن كشف النقاب عن هذه الموهبة التي حظيت بتشجيع أهله، فحرص على تطويرها، كما حرص على جعل عينه كاميرا توثّق الأحداث فشارك في مسيرات العودة كلّها شرق مخيم البريج، وشاهد لحظات ارتقاء الشهداء أمام عينيه.
فبدأ بإطلاق موهبته بقوة برسم شهداء مسيرات العودة في المنطقة الوسطى، خاصة وأنَّه يسكن في مخيم النصيرات، ليطلق عليه فيما بعد اسم "رسام شهداء العودة".
ويستخدم جميل أدوات بسيطة في رسم لوحات الشهداء، وتساعده والدته في توفير الأدوات من مصروف البيت دعمًا له ولتطوير موهبته.
وأوضح جميل لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ اللوحة تستغرق معه من ساعة حتى ثلاث ساعات، وفي بعض الأحيان يقوم بتوزيع وقته على يومين لرسم لوحة لشهيد جديد.
ويضيف: "توفي والدي قبل (11) عاماً، فاحتضنت أمي موهبتي، حتى بات المخيم كلّه يعرفني بـ"رسام الشهداء"، وسأستمر في تطوير موهبتي وأرسم شهداء مسيرة العودة كافة ".
وعن مشاركته في مسيرات العودة قال جميل بألم: "ذهبت في شهر أكتوبر الماضي مع شقيقي منتصر للمشاركة في مسيرة العودة شرق دير البلح، ولكنَّني للأسف عدت للبيت ورحل شقيقي منتصر شهيداً، باستهدافه برصاصة في رأسه".
ولم يكن منتصر يعلم أنَّه سيأتي يوم من الأيام يرسم فيه شقيقه الشهيد، فيغدو روحًا في صورة فقط، حيث أعاده للحياة في لوحة فنية.
وتمالك جميل نفسه حينما بدأ برسم لوحة فنية جديدة تحمل صورة شقيقه منتصر توأم روحه الذي شاركه في كافة مسيرات العودة، ويضيف:" في كل مرة أبدأ فيها برسم شقيقي أشعر وكأني أعيده للحياة، ولكن للأسف أصحو من نومي ولا أجده بجانبي".
وأصيب جميل وشقيقه منتصر قبل استشهاده ثلاثة مرات خلال مشاركتهم في مسيرة العودة، لكن الله اختار منتصر شهيداً"حسبما قال جميل".
ويهدف جميل من هذا الفن تخليد ذكرى الشهداء في فلسطين والعالم العربي بأكمله، وتوصيل رسالة للعالم بأن الشهداء عاشوا حياة قهر في قطاع غزة، متمنياً أن يأتي اليوم الذي تحاكم فيه إسرائيل على جرائمها.
كما ويتمنى جميل أن يتمكن من السفر خارج قطاع غزة والمشاركة في مهرجانات دولية تخص الفنانين، وان يتم احتضانه من قبل جمعيات مختصة ومهتمة بالفنانين.