غزة - النجاح الإخباري - في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، والتي تزداد يوماً بعد الآخر، تفاجأ المواطن الغزي بارتفاع جنوني في أسعار السجائر المصرية من قبل حكومة حماس في غزة، لتزيد من إيراداتها المالية، فيما تبادلت وزارتي مالية واقتصاد حماس المسؤولية عن الارتفاع دون إعطاء تفسيرات واضحة.
يشار إلى أن السجائر المصرية التي تدخل القطاع عبر بوابة صلاح الدين هو السائد في قطاع غزة منذ وتجبي حركة حماس ضرائبه، وعللت في أوقات سابقة أن ضرائب السجائر ستخصص لتعبيد الطرقات والمشاريع، ولم يسجل يوماً أن أقدمت على فعل ذلك، وكل ما تم تشييده هو من مشاريع مدعومة.
وفي شكل واضح لاستغلال ارتفاع الأسعار الجنوني لصالح مالية حماس للتحريض على السلطة، برر القيادي في حركة حماس عاطف عدوان أن أبناء الرئيس محمود عباس هم من يوردون السجائر لقطاع غزة، وأن الضرائب على السجائر لا تمثل رقماً حاسماً في جباية حماس، علماً أن السجائر تورد لغزة من قبل تجار عبر مصر ولا علاقة للسلطة بالأمر.
وجاء الارتفاع في الأسعار بواقع 10 شواقل للعلبة الواحدة، حيث سجلت علبة السجائر من نوع رويال 29 شيقلاً، بعد أن كانت بـ 19 شيقلاً، وعلبة المارلبور 35 بعد أن كانت 24 شيقلاً، وعلبة الكاريلاً 20 شيقلاً.
وحاول مراسل النجاح الاخباري الحصول عن أسباب الارتفاع من قبل وزارتي مالية واقتصاد حماس في غزة، الا انهما تبادلا المسؤولية دون اعطاء إجابات واضحة.
وتجبي حماس على كل علبة سجائر ضريبة 7 شواقل قبل ارتفاع الأسعار، وتجبر التجار على دمغات على كل علبة سجائر، ليصل سعر الضريبة بعد الارتفاع الى 17 شيقلاً.
وكانت مالية حماس قد ذكرت سابقاً أن عدد المدخنين في قطاع غزة يصل إلى 250.000 مدخن، وهو ما يعني أن متوسط إيرادات حماس من ضرائب السجائر على اعتبار أن علبة لكل مدخن 1.750 مليون شيقل يومياً أي بواقع 52.500 مليون شيقل شهرياً. أي ما يعادل 15 مليون دولار شهرياً جباية حماس من ضرائب السجائر فقط.
اقتصاديون ينتقدون
يقول الخبير الاقتصادي أمين أبو عيشة بعنوان "أسعار أمريكية وجودة صينية": لـ "النجاح الإخباري"، " لا يعقل لا في عرف ولا في دين أن يصبح سعر علبة الدخان من نوع رويال بحوالي 28 شيكلا أي حوالي من 7 وحتى 8 دولار أمريكي، هذا السعر لم يأت نتيجة لانخفاض معدلات الفقر والبطالة بل جاء في عصر البطالة واستفحالها وفي عصر ضنك العيش وعصر الكبش الضريبي والجمركي الذي تفرضه حماس لتمويل نفقات عيشها وبقائها".
وأضاف: "كانت نفس العلبة سعرها قبل سنوات أقل من 2 دولار، عازيا سبب الارتفاع الى حكومة حماس.
أما رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية محمد أبو جياب فعلق على ارتفاع الأسعار قائلاً لـ "النجاح الإخباري": "موضوع السجائر هو ركن أساسي في الإيرادات الضريبية وهي تعد مصدر الدخل رقم واحد كمساهمة في الإيرادات المالية ويأتي في المرتبة الثانية الوقود والسيارات".
وقال أبو جياب إن ارتفاع أسعار السجائر جاء في ظل الحديث عن تعزيز الإيرادات المالية باستخدام السلعة الأكثر دوراً في الواقع الاقتصادي في غزة ألا وهي "السجائر" إذ أنه أكثر السلع المستهلكة بشكل لحظي ويومي، مضيفاً إن الاستهلاك في هذه السلعة على المستوى الشهري ضخم وكبير وبالتالي من الواضح أنه على المستوى المالي هناك توجه باتجاه تحميل السلع التي تدور بشكل سريع أكبر قدر ممكن من الضرائب لتتمكن المالية في غزة من تحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال بشكل مستمر ودائم وشهري".
ونصح أبو جياب أن "من يعول على المواطن أن لديه المزيد من الأموال فهو مخطأ ومن يعتقد أن المواطن باستطاعته دفع المزيد من الضرائب فهو واهم، ومن يعتقد أن تدفيع المواطن مزيد من الضرائب سينقذ الوضع الحالي فهو مخطئ".
وأشار إلى أننا أمام مهلكة اقتصادية ومالية تجري حالياً في غزة ولا حديث عن استعادة المال المنهوب والمصروف على هذه السلع وعلى مستوى التجارة الخارجية نحن أمام معضلة خطية تعتمد على الاستيراد ولا نطالب بالتصدير كما أن هذه الأزمة ستعمق شح السيولة النقدية داخل غزة وغياب الأموال في يد المواطنين".
تجار تشتكي
يقول أحد كبار تجار السجائر في قطاع غزة: "طلبت منا دائرة الجمارك ضريبة جديدة على كل كرتونة رويال 600 شيقل والكاريلا 800 شيقل، فتم الاعتراض على ذلك من قبل الموردين في المعبر على إدخال السجائر وكان قد تم دخول كمية كبيرة من الرويال حيث الطلب الكبير عليه دخلت 10 ألاف كرتونة بناءً على احتياج السوق.
وأضاف معترضاً: "الهدف من هذه الضريبة هي أن تستفيد مالية حماس من هذه الأموال على حساب المورد والتاجر والمواطن هي تريد تقبيض عناصرها منا".