نابلس - النجاح الإخباري - يتعرض الرئيس محمود عباس لحملة منظمة من قبل حركة حماس في قطاع غزة، في الوقت الذي تشن فيه الإدارة الأمريكية وإسرائيل عليه هجوما حاداً وقوياً، بفرض تمرير "صفقة القرن"، التي يواجهها الرئيس بكل صلابة.
حملات حماس ضد الرئيس محمود عباس الى اين تأخذ القضية الفلسطينية؟ أما حان الوقت لأن تعي حماس لحجم المؤامرة والمخطط الإسرائيلي الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية، والذي لا يمكن التصدي له الا من خلال الوحدة الوطنية؟.
عضو اللجنة لتنفيذية لمنظمة التحرير د.واصل ابو يوسف، قال:"نحن حددنا موقفاً واضحاً يرفض كل ما تقوم به حركة حماس من تحريض ضد القيادة وهي رمز الشرعية الفلسطينية، ومنظمة التحرير هي عنوان هذه الشرعية، وأي هجوم يستهدف الرئيس هو بمثابة اعطاء هداية مجانية للاحتلال واعداء شعبنا".
واضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": في الوقت الذي اعلنت فيه الولايات المتحدة حربها ضد شعبنا للترويج لصفقة القرن، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، تستغل دولة الاحتلال هذا الوضع وتصعد من اعتداءات مستوطنيها الذين طالبوا بقتل الرئيس محمود عباس، الامر الذي يندرج باطار هذه الحملة ومحاولات التشويه التي تقوم بها حركة حماس، تعيق امكانية الحديث عن اي وحدة وطنية، لمواجهة المخاطر حيث تعطي هذه الاجراءات من قبل حماس، صورة مأساوية عن وضعنا الداخلي".
وتابع ابو يوسف:" الوحدة الوطنية هي الاساس الذي يعطي الامل لشعبنا، لمواجهة كل التحديات المحدقة بقضيتنا، ليصل لحقوقه المتمثلة بحق تقرير المصير وعودة اللاجئين واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ولكن هذه الحملات والمحاولات من قبل حماس، لا تساعد بإيجاد مقومات لوحدتنا وهذا يجعل كل المعطيات تصب في مصلحة ما يقوم به اعدائنا".
وحول الرسالة التي وجهتها المسيرات المؤيدة للرئيس في مختلف محافظات قال:" اهم رسالة يجب على الجميع معرفتها ان منظمة التحرير كانت وستبقى الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا، والتي لم تأتي بقرار بكل كانت نتيجة تضحيات شعبنا، كما ان الهجوم على الرئيس الذي يواجه الولايات المتحدة ودولة الاحتلال لا مبرر له، فالقيادة والشرعية الفلسطينية خطوط حمراء لا يمكن المساس بها".
المحلل السياسي د.اشرف عكة، قال ان ما تقوم به حركة حماس يؤكد انها اختارت الاصطفاف مع اعداء الشعب الفلسطيني، باستهدافها القيادة، كما ان هناك اشكالية جوهرية عند حركة حماس باعتبارها لا تختلف فقط مع القيادة، بل تضع نفسها في خانة اعداء الشعب الفلسطيني، فهي فقدت بوصلة أدب الخلاف والاختلاف".
واضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": حماس راهنت على بعض التحالفات الاقليمية، بهدف فتح افاق لتكون بديلاً عن منظمة التحرير والشرعية الفلسطينية، ودولة الاحتلال تقدم مناقصة في معركته الانتخابية وحماس بممارساتها تقدم التنازلات".
وتابع عكة:" حماس راهنت على ان تقدم بديلاً للقيادة، الا اننا نرى مدى التاييد للقيادة بالمحافل الدولية تاكيدا على ان القضية الفلسطينية مركزية، وهذا ما اربك حركة حماس وانه لن يكون لها اي دور بالمعنى السياسي الاقليمي، ولذلك تحاول ضرب القيادة والشرعية الفلسطينية، من خلال هذه المسيرات التي فشلت في تحشيدها ضد الرئيس محمود عباس، فهي لا تريد ان تكون شريكاً سياسياً، لا في مؤسسات النظام السياسي ولا منظمة التحرير، فهي لا تؤمن بالتعددية والشراكة بالرغم من انها اتت من خلال هذه العملية الديموقراطية التي جسدها الشعب".
كما أن المسيرات التي خرجت تأييداً للرئيس في محافظات الوطن رسالة واضحة بأن الشعب متمسك بقيادته الشرعية المنتخبة التي تحمل الثوابت والهم الوطني لكل العالم".
يذكر ان حركة حماس قامت خلال الاسبوع الماضي بقمع مسيرات خرجت في قطاع غزة تأييداً ودعماً للرئيس محمود عباس، واعتدت على المشاركين فيها.