نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - يعاني الشباب الفلسطيني من نسب البطالة التي تجاوزت مستويات قياسيَّة إلا أنَّه في المقابل هناك فرص عمل متاحة في السوق، تعاني هذه الأيام من نقص في الأيدي العاملة.
الإدارة العامة للتشغيل في وزارة العمل أوردت احتياجات عالية المستوى في سوق العمل تمَّ رصدها من مديريات مكاتب التشغيل في عدد من المحافظات.
واشتكى أرباب العمل من نقص في الأيدي العاملة، مطالبين بأيدٍ عاملة أجنبية في حال لم تتوفر المحليَّة، ما شكَّل دافعًا للوزارة لإطلاق مبادرة "سوق العمل شو بدو" بالتعاون مع مؤسسات المدني، وأبرزت المبادرة فرص العمل المتاحة لدى الذكور، وجاءت على النحو التالي:
التدفئة المركزية، الإلكترونيات الصناعية، التكييف والتبريد، التصميم الجرافيكي، الرسم الهندسي، الطباعة.
ويوفّر السوق تخصصات للإناث، منها، التصميم الجرافيكي، و الطبخ، و إنتاج الطعام، و التصوير، و التجميل، وتصفيف الشعر، والفندقة، والمحاسبة، والزراعة، و البيع بالتجزئة.
حملة تقول الوزارة أيضًا إنَّها تهدف إلى تغيير النظرة السلبية نحو القطاع المهني والتقني، وإلى عملية التوعية والتوجيه ولو بنسب مختلفة إلى القطاع المهني والتقني.
حلول عمليّة
وتناول برنامج زوايا حرجة الذي يقدّمه الزميل بشار دراغمة عبر إذاعة صوت النجاح، موضوع البطالة والتوجه المهني، وبهذا الخصوص، قال عضو الأمانة العامة لنقابة عمال فلسطين ساهر صرصور: "استغرب هذا التصرح من أربابا لعمل في ظلِّ وجود البطالة المرتفعة ، رغم وجود مهن شاقة ومتعبة كالمهن في قطاع مناشير الحجر الذي يواجه شحًّا في الأيدي العاملة لصعوبة المهنة، إلا أنَّ سوق العمل الفلسطيني الصغير نسبة لحجم الأيدي العاملة، متعطش للجانب التقني والمهني" .
وعن التخصصات التي تطرَّق لها أرباب العمل أوضح صرصور أنَّنا نعاني من مشكلة في التدريب المهني في مراكز التشغيل وتوجيه العمالة الفلسطينية للقطاع المهني بشكل عام، فلدينا نقص بالحرفيين والمهنيين، ناتج عن عدم توجيه الدارسين لهذه القطاعات، ما يخلق المشكلات المتعلقة بالبطالة وتكدّس الخريجين من جانب ونقص الأيدي العاملة في الحرف والمهن من جانب آخر.
رامي مهداوي مدير عام التشغيل في وزارة العمل الفلسطينية، بيّن كإدارة عامة للتشغيل أنَّ هناك احتياج لمهارات مختلفة، على سبيل المثال، قطاع السياحة في أريحا، وقطاع الزراعة في الأغوار، والتجارة والنجارة والمفروشات في مدينة نابلس، مؤكّدًا احتياج السوق لمهنيين وتقنيين وعمال في جميع هذه القطاعات.
وأضاف مهداوي أنَّ السوق الإسرائيلي جاذب ومستقطب للشباب الفلسطيني بسبب فرق الراتب الشهري، ثمَّ إنَّ احتياج سوق العمل الفلطسيني لهذه المهن يواكب التطور التكنولوجي الحاصل في القطاعات المختلفة.
"سوق العمل شو بده"
وعن دور وزارة العمل في توجيه الشباب وتوعيتهم حول اختيار التخصص، أشار إلى أنّ الإدارة العامة للتشغيل توجهت لحملات إعلامية أطلقت قبل شهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالشراكة مع مركز شارك الشبابي ومركز التمكين الاقتصادي من خلال رسائل إلكترونية، و طواقم تقدّم التوجيه والإرشاد بالتعاون مع التربية والتعليم عبر ندوات في المدارس.
القضية الشائكة تكمن في تغير الصورة النمطية في الواقع الفلسطيني، فالبعض يتخوّف أن يطغى الجانب المهني على الأكاديمي ويرون أنَّ في هذا هدم للعمليّة التعليمية، يرافقها نظرة مشوّشة عن المهنيين والتقنيين على أنّهم أقل شأنًا، وأشار مهداوي إلى أنّنا بتنا بحاجة لإغلاق بعض التخصصات وفتح آفاق لتخصصات مهنية أخرى، مبيّنًا أنَّ أعلى نسبة بطالة هي لدى متخصصي الصحافة والإعلام بواقع (52%)، رغم أنَّ العالم اليوم يفرض واقعًا تكنولوجيًّا يحتاج إلى متخصصين في التخصص كإعلاميين متخصصين في الصحافة الإلكترونية وآخرين في الاقتصادية والرياضية ..الخ.
وأشار صرصور إلى أنَّها قضية توعوية مجتمعية أكثر، ويقترح تشكيل مجلس وطني أعلى لدراسة سوق العمل واحتياجاته بشكل سنوي منطقي بالتعاون مع الهيئات والجهات المسؤولة كوزارة التعليم العالي والجامعات والمعاهد الفلسطينية.
كما أشار إلى أنَّ هناك ضرورة لتقنين التخصصات من قبل الجهات المسؤولة بناءً على معلومات شاملة لخلق بيئة عمل تستوعب الجميع، وتشمل جميع التخصصات من أكاديمية وصناعية ومهنية، للخروج من مأزق تكدّس الخريجين في صفوف البطالة.
وعن دور الحكومة قال: "يجب أن تتضافر الجهود، وهناك حوار اجتماعي دائم، لرصد الاحتياجات والتطلبات، وللنقابات التي هي الجسم الأساسي دور بالغ في الدفاع عن عمّالها، لدينا نقابة المهندسين التي تزود الوزارة بواقع الخريجين والمهندسين من التخصصات كافة، بشكل دائم، ما أدى لخفض نسبة البطالة في صفوف المهندسين، وندعو النقابات للسير على ذات النهج".
ودعا صرصور الجميع للمساهمة في توجيه سوق العمل وترتيب شؤونه لمحاربة مشكلة البطالة، التي يتحملها المنظومة كاملة، ونصح الشباب من الخريجين إلى عدم الاكتفاء بالشهادة بل التوجّه إلى الحرف والمهن لشق الطريق العملية لحين الحصول على وظيفة.
وأوضح أنَّ القضية ليست قضية (450) ألف عاطل عن العمل بل العديد من العائلات التي أصبحت تحت خط الفقر، "ما دعانا كوزارة عمل من خلال صندوق.التشغيل الفلسطيني ان يكون هناك محفظة بقيمة خمسين مليون دولار لإعطاء قروض ضمن بنك فلسطين بفوائد منخفضة بنسبة (5%) عن جميع البنوك، لتمويل المشاريع الخاصة لدعم الشباب وتخفيض البطالة" بحسب صرصور.
الكثير من المواطنين أكّدوا أنّ التوجه المهني أفضل من الوظائف فهو ركيزة الحياة والاقتصاد، ولا يمكن الاستغناء عن هذه المهن أو كسادها ودعوا إلى زيادة المؤسسات التعليمية التي تتبنى هذه المهن لتصبح مدروسة ومتخصصة.