نابلس - أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - في قطاع غزة المحاصر، هناك مجموعة من الإبداعات تتكشف يوماً بعد يوم لكفاءات شقت طريقها من وسط الألم المتناثر هنا وهناك، لتتمرد على الواقع السيئ بقصص نجاح ترفع أسهم شباب القطاع المحاصر في الحياة العملية.
"علياء عطيش" فتاة من ضمن الكفاءات التي ولدت داخل قطاع غزة، بمشروع هاند ميد من الصوف، والذي يتمثل في الملابس الخفيفة والدمى والميداليات والمفارش، لكن تركيزها الحالي على صناعة الدمى كفن جديد في قطاع غزة.
خرجت علياء بإبداعها من وسط حي الشجاعية وهو الحي الأكثر تضرراً في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، فانطلقت من حياتها الجامعية، وحصلت على بكالوريوس من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى حصولها على دبلوم تربية.
واتجهت لهذا الفن لعدم وجود فرص عمل لها كمعلمة في مدارس القطاع سواء الحكومية أو القطاع الخاص، وان وجدت فالراتب في القطاع الخاص لا يتناسب مع الجهد المبذول كمعلمة إطلاقاً، "حسبما ترى"، ولو اعترضت فالرد جاهز :" غيرك يقبل".
ولذلك اختارت علياء تطوير مشروعها، خاصة وأنه يحمل فن جديد يتمثل بصناعة الدمى يدوياً من الصوف، لتعيش حياته مستمتعة بإنتاج هذه الدمى كما كانت تعيش حياتها سعيدة قبل الغوص في حياتها الجامعية.
بداية مشروع علياء كان في العام 2016، عندما قررت تعلم فن "الكروشيه" كنوع من التسلية لقتل وقت الفراغ، فتعلمت هذا الفن من الانترنت، ثم اتجهت لتطويرها عبر مراكز محلية في دورات خاصة، واختارت هذا الفن لعدم وجوده في قطاع غزة، حظيت خلال هذه الفترة بتشجيع والدتها، وبدأت بتسويق منتجاتها في معارض الهدايا، وهنا أخذت المشروع على محمل الجد.
وترى علياء أن هدايا "الهاند ميد" لها سحر خاص، لأنها تحمل إحساس بمدى الحب والأهمية للطرف الأخر، خاصة وأن كل دمية تحمل لحظات جميلة لصاحبها، يتذكر أصحابها لحظات جميلة عندما تصلهم هذه الهدايا، وتعمل ألان لوحدها في مشروعها وتطلق أعمالها على متجر خاص باسم متجر اون لاين.
وتستقبل علياء ابنة الـ33 عاماً، طلبات الزبائن عن طريق الرابط الخاص بها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم التسليم في مكان متفق عليه بين الطرفين، وعندما يتوفر لها فائض من الوقت تتعلم طرق جديدة لتحسين جودة الدمى.
وعن أحلامها تقول علياء:" الأحلام كثيرة وتحتاج عمل وصبر لتصل إلى الحقيقة، ولكن حلمي ألان هو وجود متجر خاص بي في الأسواق الشعبية من اجل توسيع العمل محلياً، وتصدير أعمالي للخارج، وأكون صحبة علامة تجارية، وأن أحاول تشغيل فتيات برفقتي، وباختصار أحلامي بدون نهاية".
وواجهت علياء عدة صعوبات في مشروعها تتمثل في المواد الخام الغير متوفرة كلياً، واضطرت للتغلب عليها بطلبها من خلال شرائها من المتاجر الالكترونية، والتي استغرقت في أغلبها أشهر للوصول اليها، بالإضافة لمنع تصدير الدمى للخارج بعد حشوها بالصوف.
وترى علياء نفسها خلال السنوات المقبلة كإنسانة ناجحة تحمل اسم "Katycrash" في متجر خاص بها داخل الأسواق الغزية وعلى مستوى العالم.
وأكدت أن هناك إقبالاً من المواطنين على منتجاتها، لكن ظروف المواطنين الاقتصادية أثرت على المبيعات، بعد وجود أولويات لدى المواطنين، مما اضطرها لبيع منتجاتها بالتقسيط وتخفيض أسعار منتجاتها، تجنباً لكسر فرحة أي طفل أو زبون.
وتحتاج صناعة الدمية إلى أسبوعين تقريباً وأقل، وذلك حسب التفاصيل المطلوبة في صناعة الدمية، خاصة إذا كانت تحمل شعار معين أو تصميم خاص.
وتستخدم علياء الأسلاك والقماش والخزر الملون في صناعة الدمى، وتعيش لحظات طويلة مع الزبون للخروج بدمية تناسب الزبون.