نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - قرار انشاء مجلس أوقاف أردني فلسطيني - مشترك لإدارة ملف الأماكن المقدسة في القدس المحتلة؛يأتي بحسب مراقبين على توقيت مهم وحساس تمر به القضية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بمواجهة الخطة الأمريكية المعروفة اعلاميا بـ"صفقة القرن" وذلك في خطوة عملياتية مستمدة من الاتفاق الفلسطيني - الأردني المعروف بـ"الوصاية الهاشميةط على المقدسات من خلال التفاهمات التي توصل إليها العاهل الأردني الملك عبد الله وأبو مازن في آب / أغسطس 2017 ، في أعقاب أزمة البوابات على مداخل المسجد الاقصى المبارك.
خطوة استباقية
وفي هذا الصدد، الكاتب والمحلل السياسي الأردني جهاد أبو بيدر وصف الخطوة بـ"الاستباقية" لقطع الطريق على أي مخطط لإدخال طرف ثالث على ملف المقدسات في حال تم تمرير "صفقه القرن" المنتظر الاعلان عنها خلال اسبوعين.
وأكد أبو بيدر لـ"النجاح الإخباري" الاثنين أن الطرفين - الفلسطيني والأردني - استشعرا خطر استخدام هذا الملف للضغط على الاردن والسلطه الوطنيه الفلسطينيه من أجل تقديم تنازلات في ملف القدس.
"اصول اللعبه السياسيه تغيرت اليوم وذلك في أشاره الى التحولات السياسية والمحاولات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية الأمر الذي دفع الى خيار تأسيس المجلس" أضاف ابو بيدر.
مجلس تنسيقي
بدوره اعتبر الكاتب الصحفي في جريدة الأنباط الأردنية بلال العبويني أنه لم يعد سوى الأردنيين والفلسطينيين يتحدثون عن القدس وما فيها من مقدسات وهذا ما يفسر توجه الطرفان لإنشاء مجلس تنسيقي مشترك من أجل القدس.
وقال العبويني لـ"النجاح الاخباري" الاثنين : الطرفان بحاجة إلى تنسيق جهودهما وعلى أعلى المستويات للتصدي لـ"صفقة القرن" وتصفية القضية الفلسطينية".
ورأى العبويني أن هذا المجلس من شأنه أن يكون خطوة إلى الامام لإفشال كل ما يحاك ضد القدس ومقدساتها.
ورجح العبويني وجود ضغوطات كبيرة تمارس للقبول بما هو مطروح امام الأردن وفلسطين من "صفقة القرن" التي يجهد كوشنر لإخراجها إلى العلن هذا من جانب.
بجانب آخر يحذر العبويني مضيفا: " لم يعد الكثير معنيين بالدفاع عن القدس وإن أصدروا بيانات وتصريحات تضامنية مع القضية الفلسطينية، فالجهد المبذول متواضع جدا ما يعني قبولا بما هو مطروح اليوم من صفقات تسووية تصفوية".
معتبرا أن المجلس المشترك يكتسب أهميته القسوى من اللحظة التاريخية التي تعانيها القضية الفلسطينية ومن استمرار وتأكيد الرعاية الاردنية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة.
تركيبة موسعة
وكان مجلس الوزراء الأردني وافق الأسبوع الماضي ء على إعادة تشكيل مجلس الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، بتركيبة موسعة، وزاد عدد الأعضاء من 11 إلى 18 عضوا.
وقال رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، في بيان له، إن "ذلك يأتي استنادا لتوجيهات صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بتعزيز صمود المقدسيين والتفافهم حول المسجد الأقصى المبارك".
وأوضح سلهب، أن أولى جلسات المجلس الجديد انعقدت، صباح الخميس، بالنصاب الكامل للأعضاء، وحضور كل من الأمين العام لوزارة الأوقاف وشؤون المقدسات الأردنية ومنسق عمل المجلس مع الوزارة عبد الله العبادي، والمدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وصفي كيلاني.
وأعرب سلهب، عن أمله بأن يشكل المجلس الجديد نموذجا "لتكثيف الرباط والعمل الجماعي لخدمة المسجد الأقصى"، وأن يكون التفاف المقدسيين حول المسجد محركا لإعادة وحدة بوصلة العالم الإسلامي باتجاه حماية قبلة المسلمين الأولى.
وناقش المجلس خطة استراتيجية أولية لعمله في مواجهة ظروف استثنائية تتمثل باستمرار تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية والهوية التاريخية لمدينة القدس.
وعقدت الجلسة في مبنى باب الرحمة في المسجد الأقصى، واطلع الأعضاء على الوضع الميداني وسمعوا تقييم خبراء الإعمار الهاشمي لحالة الحفاظ على المبنى والحاجة الملحة لترميمه.
تطور في إطار الوصاية
بدوره، رحب رئيس لجنة فلسطين النيابية في مجلس النواب الأردنية المحامي يحيى السعود بخطوة الإعلان عن مجلس الأوقاف المصادق عليه.
وقال السعود في تصريح مقتضب لـ"النجاح الاخباري" الاثنين أن هذه التطور يأتي في إطار الوصاية الهاشمية لدعم القدس ومقدساتها لمواجهة خطط الاحتلال التهويدية في القدس بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص.
وفي نهاية الشهر، من المقرر أن يصل المستشاران الأمريكيان جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات إلى الشرق الأوسط لدفع "صفقة القرن" المزعومة.