وفاء ناهل - النجاح الإخباري - عجزت الفصائل الوطنية عن تنسيق بيان ختامي لاجتماع "موسكو" الذي اختتم الثلاثاء الماضي قبل أن يعلن عن سحبه من التداول في ظل مراوحة الخلافات الداخلية مكانها وسط اتهامات متبادلة بين الفصائل بالمسؤولية عن الفشل، لكنها أجمعت على السعي لمواصلة النقاشات في إطار تلبية دعوة جديدة للحوار ينتظر أن توجهها القاهرة في الأسابيع المقبلة.
ما حدث كان متوقعاً
الكاتب والمحلل السياسي نبيل عمرو قال: "هذا الفشل لجلسة الحوارات كان متوقعًا، لأنَّ الإعداد له لم يكن متقنًا، كما أنَّها جاءت بالوقت الذي تصاعدت فيه الحرب الكلامية بين فتح وحماس، لأبعد مدى، بالتالي لن يكون حلّ الأمر بهذه السهولة، من خلال اجتماع في موسكو، فهذه الحوارات واللقاءت من أجل المصالحة مضى عليها ما يقارب (144) شهراً، ولم نشهد أيّ تقدم".
وأضاف في حديث لـ"النجاح": ما وصلنا إليه يؤكّد أنَّ السير في عجلة المصالحة أصبح بحاجة لتغيير الآليات والعديد من الأمور الأخرى، فالطبقة التي تمارس الحوار منذ وقت طويل لم تخرج بنتائج وليس كذلك وحسب لكن الانقسام لربما يتحول لانفصال".
وحول دلالات هذه المخرجات من اجتماع موسكو تابع عمرو: "عدم الخروج ببيان ختامي يؤكِّد الخلاف المتزايد، ومن خلال إطلاعي على البيان هو بيان إنشائي لا يضر أي فصيل ولكن إعلان موسكو أكَّد أنَّ "القوم مختلفون على كلّ شيء جملةً وتفصيلاً"، وهذا الأمر أضرّ بصورتنا في موسكو وأوصل رسالة مجانية كنا في غنى عنها، لخصومنا في وارسو، الذين يتحدثون بأنَّ الفلسطينيين غير قادرين على النجاح".
اقرأ المزيد :لافروف: الإنقسام الفلسطيني يمثل ذريعة لترويج صفقة القرن
لم نعول على هذا الحوار
المحلل السياسي هاني حبيب، لم تختلف وجهة نظره عمَّن سبقه، حيث أكَّد أنَّ ما حدث كان متوقعاً، مضيفاً: "لم يعوّل أحد على هذا الحوار، ولم يكن هناك أيُّ رهان بأنَّه سيقود لتوافق فلسطيني، فهناك عقبات وصعوبات سابقة، وقفت بوجه الدور المصري، فماذا سنتوقع من موسكو التي لا تملك أيَّة أدوات ضغط؟".
وتابع في حديث لـ"النجاح": كما أنَّ الفصائل ذهبت لموسكو وهي تحمل خلافاتها معها، ففشل إصدار بيان ختامي لم يكن مستبعدًا، بل كان أمراً طبيعيًّا".
وأضاف حبيب: "روسيا نفسها لم تراهن على قدرتها بإحداث إختراق بما يتعلق بملف المصالحة، لكن هدفها الأساسي كان استعادة دورها في الشرق الأوسط، من خلال الصراع الفلسطينيي الإسرائيلي، وذلك بعد فشلها بالدعوة لعقد مؤتمر بموسكو، بسبب رفض إسرائيل، فكان خيارها من خلال الشأن الداخلي الفلسطيني، لكن طالما حماس لم تنفّذ أوَّل بند في اتفاق القاهرة (2017) وهو تمكين الحكومة، ليس هناك مجال للحديث عن أي اختراق فعلي في هذا الملف".
اقرأ المزيد محللون: لقاء الفصائل في موسكو لن يحرك عجلة المصالحة !
رسالة واضحة
من جهته قال المحلل السياسي طلال عوكل: "ما حدث بموسكو رسالة واضحة بأنَّ الفصائل الفلسطينية ما تزال بعيدة عن أهمية وأولوية المصلحة الوطنية، وبذلك هي بعيدة كثيراً عن إحداث أي اختراق بملف المصالحة".
وأضاف في حديث لـ"النجاح": لم تكن المصالحة ضمن أولويات الحوارات ، لكنَّها حملت رسالة واضحة من موسكو وهي نحن معكم، والتحرك الأمريكي مقلق في المنطقة ونحن مستعدون للعمل معكم ولكن اتفقوا ورتبوا أوراقكم الداخلية، فروسيا لم تدخل بالتفاصيل كيف نبدأ وأين ننتهي، بهذا الملف ولكنَّها تركته للجانب الفلسطيني، بأن يقدر المخاطر المحيطة به، وهذا ما أكد لافروف عندما قال: "الانقسام يقدّم مبررات لمن أراد أن يتخلى عن قضيتكم فهذه رسالة واضحة مفادها: "إذا أنتم لم تهتموا فروسيا لا تستطيع أن تكون بديلاً عنكم".
وأسفرت هذه النتيجة عن خيبة أمل لدى الجانب الروسي، وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف حث الفصائل على "إعلاء المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة".