غزة - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - انتشرت في غزة عشرات الشبكات اللاسكية في الشوارع، والمفترقات الرئيسة، وظهور مثل تلك الشبكات كان لها فوائد ومزايا كثيرة، بالاضافة لبعض من المساوئ التي بدأت تطفو على السطح من جديد ، إذ تشكل هذه الشبكات ملجأ لمحدودي الدخل بغزة في ظل ارتفاع أسعار اشتراك الإنترنت عبر الشركات الرسمية ، وفي ظل انقطاع الكهرباء المتكرر، تبقى الشبكات فعالة وقوية، وهذا ما جعل اقبال الجمهور عليها كبيراً.

وفي تفاصيل الاشتراك بتلك الشبكات، يحصل الزبون على كرت ورقي بأسعار مختلفة حسب مدة الأيام، وسرعة الانترنت، وكلما فرغ من الاشتراك به، اشترى آخر من إحدى محلات السوبر ماركت الموجودة.

ولكن بدأت تظهر بعض العيوب على تلك الشبكات والقائمين بها في الآونة الاخيرة مما آثار حفيظة واستياء المشتركين.

 أكرم المبحوح قال ل النجاح الاخباري أنه دائم الاشتراك في تلك الشبكات اللاسلكية عبر شراء بطاقات شحن متعددة الأسعار والمدة، كونه يعمل مهندس في احدى الشركات الصغيرة، وعمله يتطلب وجود انترنت في جهاز اللاب توب الخاص به:" من سنتين وأكثر وأنا استخدم تلك الشبكات القريبة من بيتي، وهي جيدة نوعا ما، لكن بالفترة الأخيرة، ومع قدوم فصل الشتاء وخصوصا وقت المنخفضات الجوية والرياح، تتوقف الشبكة عن العمل نهائيا، فيتوقف عملي مع بداية المنخفض وحتى انتهائه، وربما تزيد المدة. "

ويتابع :" راجعت القائمين على الشبكة وأخبروني أن الامطار والرياح تؤثر على جودة الانترنت، فيضطروا لايقاف الشبكة منعاً لاي تلف في الكوابل والأجهزة، ومع ذلك تتلف بعض الكوابل وعلبة الارسال، بعد كل منخفض، فتزيد مدة الانقطاع يوماً آخر."

وتساءل المبحوح :" أنا قبل المنخفض اشتري كرت الشحن وأفتحه ويبدأ بالعد، وما إن جاء المنخفض الذي إن استمر لأيام، وما إن ينتهي يكون كرت الشحن قد نفذ، وهذا حدث معي كثيراً، والقائمين على تلك الشبكات لا يعوضونا، فماهو البديل في ظل ارتفاع أسعار الانترنت من الشبكات الرسمية، ورداءة الخدمة الشتوية في الشبكات اللاسلكية؟."

سناء جميل طالبة جامعية،  هي الأخرى تشتري كروت الاشتراك اليومية أحياناً، وأحياناً أخرى أسبوعية، لكي تبقى متصلة بالانترنت، لعمل مواضيع وأبحاث وترجمات عليه، وتقول عن الشبكة التي تتعامل معها:" الشبكة جيدة وأسعارها في متناول الجميع، من يعمل ومن لايعمل يستطيع أن يكون في منزله انترنت، وهذا لم يكن قديما، الآن الوضع أصبح أسهل وأسلس، ولكن برغم ايجابياتها الكثيرة، إلا أنها تنقطع أحياناً، ومرات متكررة في الأسبوع، فينتهي كرت الاشتراك ولم أستفد منه كثيراً،وحينما اتصلت بالقائم عليها، يعطيني مبررات، أنا كمواطنة لا دخل لي بها، مثلا:نعمل صيانة على الكوابل والعلب المغذية، نقوي الارسال، نزود المدى التي تصل اليه، بسبب الأمطار والرياح، جميعها أسباب أتقبلها إن حدثت مرة معي بالشهر ولكن ليس بشكل متكرر."

الشباب القائمون على تلك الشبكات

يتفحص خالد المزين جودة الإنترنت الخاص بشبكته اللاسلكية التي أنشأها بنظام اشتراكات محدودة الثمن في منطقة سكنه في جباليا شمالي قطاع غزة، منذ عدة أشهر، أملاً في قهر البطالة وتوفير دخل مادي له يعيله مع أسرته، ويحرص على بقاء شبكته متصلة طيلة ساعات اليوم، بالرغم من تفاقم أزمة التيار الكهربائي بشكل كبير في القطاع، والتي تصل ساعات انقطاعها لأكثر من 12 ساعة يومياً، في الوقت الذي يقبل الغزيون بشكل كبير على استخدام الإنترنت، يقول:" بعد أن طرقت جميع الأبواب للعمل، بعد تخرجي ودون فائدة، كان دافعاً رئيسياً للتوجه لإنشاء مشروع شبكة الإنترنت الخاصة بي ، خصوصاً في ظل ارتفاع إقبال الغزيين على استخدامه وعدم  مقدرة المواطن محدود الدخل على الاشتراك في خدمات الشركات الرسمية."

وحول توقف وانقطاع الخدمة وقت الأمطار، والمنخفضات الجوية، قال المزين :" نعم اضطر لايقاف الخدمة وأحياناً مع الالحاح والاتصالات الكثيرة من المواطنين أجعلها مستمرة، لكنها تتوقف رغماً عني، فأحياناً ينقطع إحدى الأسلاك الرئيسة، أو إحدى العلب المغذية، فتظل كذلك حتى انحسار الأمطار والرياح القوية، لكي يستطيع المبرمج اعادة الخدمة لهم،ونحن كثيراً نوهنا للمواطنين بأن الخدمة تتوقف تلقائيا وقت الأمطار، لكنهم لايستوعبونا في بعض الأحيان، ويحملنا المواطن مسئولية ذلك، وينعتنا بالكسب على حسابهم وهذا غير صحيح."
ويوضح إنه يستخدم نظام الشبكات اللاسلكية،في عملية التوزيع للراغبين في الاشتراك معه بأسعار وسرعات تتناسب وإمكانياتهم المادية، فضلاً عن اتباع نظام كروت للاتصال عبر شبكات الإنترنت بأسعار مخفضة، تتراوح مابين الشيكل وال15 شيكلا، بسرعات وأيام، وساعات مختلفة."
ويشير إلى أنه تحمل نحو 3000$ أمريكي  من أجل العمل على إنشاء شبكة الإنترنت الخاصة به، من أجل توفير العديد من المعدات والأجهزة، بالإضافة لتوفير أنظمة بطاريات من أجل إبقاء الشبكة متصلة في حالة انقطاع التيار الكهربائي.

أحمد ريحان، هو الآخر كان  مشروع الشبكات وامداده للناس، مشروعا خاصاً به، نتج عن شح فرص العمل بغزة، يقول ل "النجاح الاخباري" إنه يعمل من خلال شبكة الإنترنت، على توفيره بنظام الشبكات السلكية واللاسلكية في محيط منطقة سكنه، بأسعار تتناسب مع إمكانيات الناس المعيشية، بحيث لا تتجاوز أسعار الاشتراكات من  10إلى 30شيكلاً بحد أقصى.
ويشير إلى أن حركة الإقبال تعتبر جيدة خصوصاً في ظل واقع الكهرباء السيئ جداً وعدم انتظامها وصعوبة اعتماد السكان على شبكات الإنترنت الموجودة داخل المنازل، والتوجه لاستقبال الشبكات العامة المتوفرة في محيط سكنهم.

ويؤكد ريحان أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي تعتبر إحدى أبرز الصعوبات والعقبات التي تواجهه هو، وأصحاب هذه المشاريع، إذ يلجؤون لزيادة أعداد البطاريات من أجل استمرار اتصال الشبكة في ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وأوقات الأزمات.
الخبير الاقتصادي نهاد نشوان ، يقول إن حالة التردي الاقتصادي، دفعت بالشباب نحو التجارة الإلكترونية، والمشاريع الفردية الاقتصادية، في ظل ندرة الوظائف في القطاع العام والخاص، وتكدس آلاف الخريجين في صفوف البطالة.
ويشير نشوان إلى أن معدلات البطالة تزيد سنوياً في ظل غياب التوظيف الحكومي، والقطاع الخاص والذي لا تزيد معدلاته عن 10 إلى 20%.
ويوضح أن الاعتماد على المشروعات الفردية والصغيرة الحجم التي لا تحتاج إلى مبالغ مالية كبرى من شأنه أن يكون أحد الخطوات التي تساهم في علاج وتقليل معدلات البطالة.