نابلس - النجاح الإخباري - أكد مسؤولون وشخصيات فلسطينية رسمية أن مؤتمر وارسو الذي تعكف الإدارة الأمريكية على عقده في "العاصمة البولندية وارسو" الأربعاء المقبل، هدفه القفز عن القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع "إسرائيل".
ويتوقع أن يشارك في المؤتمر الذي يتصدر "الخطر الإيراني" أجندته دول عربية، جنبا إلى جنب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من جهته أكد رمزي رباح، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في لقاء متلفز تابعه "النجاح الإخباري" "أن هناك محاولة لتمرير إحدى حلقات صفقة القرن من خلال هذا مؤتمر وارسو، موضحاً أن ما تسعى إليه الادارة الامريكية هو تحويل الأولويات في المنطقة من صراع فلسطيني -إسرائيلي، إلى إنشاء حلف إقليمي في المنطقة لمواجهة ما يسمي الخطر الإيراني المزعوم، وبالتالي هذا يعني أن الصراع وحل القضية الفلسطينية لم تعد أولوية.
وقال رباح: "إن إسرائيل ستكون جزء من هذا الحلف الإقليمي التي ستنشئه الإدارة الامريكية بما يفتح أبواب التطبيع العربي الإسرائيلي"، محذراً من حضور دول عربية هذا المؤتمر.
وشدد رباح أنه "لن يستطلع أحد أن يقرر شيء في القضية الفلسطينية، معتبراً أن دعوة روسيا جادة لعقد مؤتمر دولي حول موضوع التسوية في السلام والمنطقة، والإدارة الامريكية تحاول أن تستبق هذا المؤتمر".
اقرأ أيضاً: الشيخ يؤكد رفض القيادة الفلسطينية المشاركة في مؤتمر وارسو
واعتبر عضو المكتب السياسي للديمقراطية، "أن الإدارة الامريكية تريد أن تلتف على الموقف الفلسطيني في إقحام دول عربية في صفة القرن، تحت عنوان إنشاء تحالف ضد إيران، وما يفعله كوشنير وفريقه في المنطقة تحت هذا العنوان.
وحذر رباح من الموقف العربي لتمويل هذه الملفات التي تعنونها الولايات المتحدة، "بالاقتصادية والسياحة والخدماتية"، من خلال وسطاء عمليا للّعب في ملف الانقسام الفلسطيني، وتحت عنوان ملفات إنسانية في غزة ما يكرس الانفصال.
وطالب رباح بتشكيل لجان على مستوى فلسطيني واسع للتصدي لنتائج المؤتمر وعدم إعطاء الفرصة لأمريكا وإسرائيل بالانفراد في القرارات التي ستصدر عنه.
اقرأ أيضاً: مجدلاني: مؤتمر وارسو ولد ميتًا
من جهته أكد فتحي أبو العرادات، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، "أن هذا المؤتمر هو أمريكي بامتياز ويسعي لتسويق صفقة القرن تحت عنوان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، كما كانت كل هذه الاحتجاجات في منطقتنا تحت عناوين الامن والسلام".
وشدد أبو العرادات، "أن أي مؤتمر ينعقد في الشرق الأوسط تحت هذه العناوين هو يهدر حق الشعب الفلسطيني في وطنه وأرضه وعاصمته وهي مؤتمرات باطلة ومرفوضة.
وأضاف بالقول: "وجهة مؤتمر وارسو صرف النظر وإضاعة البوصلة عن قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، وحرف البوصلة أن هناك عدو في المواجهة".
وحذر أبو العرادات من حضور دول عربية في هذا المؤتمر، "ومن ما تنويه أمريكا وإسرائيل من فرض التطبيع، الذي أكد فيه ان القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير أعلنت رفضها القاطع منه.
واعتبر المؤتمر فيه الكثير من القضايا التي تمس القضية الفلسطينية ومحاولة جمع الدول العربية بنتنياهو وقادة الاحتلال، وهي محاولة للتطبيع مع هذه الدول في وقت يجري العمل فيه على تصفية القضية الفلسطينية من خلال موضوع القدس واللاجئين.
وطالب أبو العرادات الشعب الفلسطيني برفض ذلك رفضاً قاطعاً، مطالباً الجميع بالتمسك بمنظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: مؤتمر وارسو يأتي في اطار"صفقة القرن"لتصفية القضية الفلسطينية
من ناحيته، قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، "إن هذا المؤتمر يأتي في ظل حالة الارتباك الشديد التي تعاني منها أمريكا بعد ما فشلت في تطبيق صفقة القرن".
واعتبر أن هذه المحاولة تندرج لبحث الإدارة الامريكية عن مخارج تحاول أن تحُيي من خلالها صفقة القرن.
وأوضح العوض، "أن ترامب يريد أن يذهب للانتخابات القادمة وقد حقق انتصار في السياسة الخارجية وهو يجاهد بعدة اشكال، من اجل تحقيق نجاح قبل الانتخابات الامريكية القادمة، لكنه لن يستطع من تحقيق نا يريد بفضل صمود القيادة الفلسطينية رغم حجم الظروف التي مورست عليها".
وشدد العوض، " أن الجانب الآخر في هذا المؤتمر يستبق ما تقوم به روسيا في المنطقة، وقد أحسنت روسيا دعوة الفصائل وعقدها لقمة سوتشي لتثبت نفسها في الصراع الدائر".
ودعا العوض الدول العربية ألاّ تلبي الدعوة للمؤتمر، مشدداً على ان ذهابها سيكون جزء من التطبيع.
وتابع العوض، "أن القلم الذي رفعه الرئيس أبو مازن باسم فلسطين لا يمكن لأحد من بعده أن يوقع على تسوية سياسية غير ممكنة غير الشعب الفلسطيني".
وأضاف،" يبدو أن الولايات المتحدة لم تفهم الرسالة الفلسطينية والتي أكدت أن الولايات المتحدة لم تعد راعيًا مقبولا لأى بحث للقضية الفلسطينية، طالما بقيت القدس عاصمة للاحتلال".
ورأى العوض أن "الولايات المتحدة تريد أن تقول أنها ستنفرد بترتيب المنطقة برمتها وليس فقط الموقف الفلسطيني بل إيران وسوريا ومحاولة اصطناع بدائل وهمية".
واختتم وليد العوض حديثه مؤكدا أن مواجهة السياسية الامريكية تتطلب موقفا فلسطينياً واحدًا، والذي عبر عنه الرئيس أبو مازن في مؤتمر القمة الإفريقية "أديس أبابا"، وقد عبرت عنه الفصائل الفلسطينية اليوم في موسكو حسب قوله".
اقرأ أيضاً: فتح: مؤامرة وارسو هدفها تصفية القضية الفلسطينية
يشار الى أن السلطة الفلسطينية حثت الدول العربية على مقاطعة هذا المؤتمر الدولي الخاص بقضايا الشرق الأوسط، والذي ينظّم في العاصمة البولندية وارسو، تحت رعاية الولايات المتحدة أو خفض مستوى تمثيلها فيه على الأقل.
وعقب إعلان عقد المؤتمر صرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وشخصيات فلسطينية إنه ينبغي للدول العربية على الأقل إرسال وفود من مستوى أدنى من الوزاري إلى المؤتمر.
ووصف المالكي المؤتمر بأنه "المؤامرة التي تهدف للقفز على القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع إسرائيل".