نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - قطعت القيادة الفلسطينية الطريق أمام كلّ المحاولات الأمريكية لخطف القضية الفلسطينية عبر مؤتمرات عديدة بحجة مستقبل الشرق الأوسط، وسط رفض مسبق لأيَّة مخرجات سياسية لمثل هذه المؤتمرات الدولية.
ويعقد المؤتمر بمشاركة وزراء خارجية عرب وأجانب، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبغياب القيادة الفلسطينية التي قطعت الاتصال مع البيت الأبيض منذ نحو سنتين.
قطع الطريق
وشدَّد وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي على أنَّ القيادة الفلسطينية لن تتعامل مع مخرجات مؤتمر وارسو المنوي عقده خلاله إعلان ما يسمى صفقة القرن من قبل الإدارة الأمريكية مؤكِّدًا على أنَّه لا يستحق الاهتمام.
وأشار المالكي في تصريحات إذاعية تابعها "النجاح الإخباري" صباح اليوم إلى تصريحات السيد الرئيس بأنَّ القيادة لن تشارك في مؤتمر لا يرتكز على الشرعية الدولية و"لن نقبل أن يمثلنا أو يتحدَّث باسمنا أحد".
تصريحات المالكي تأتي في وقت قالت فيه وزير الخارجية البولندي "ياتسيك تشابوتوفيتش" إنّ بلاده ستوجه دعوة لفلسطين لحضور مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط المقرر في الـ (13 - 14/ من فبراير المقبل).
وقال تشابوتوفيتش في مؤتمر صحفي مشترك في بروكسل مع نظيريه البلجيكي والألماني بحسب وكالة الانباء الكويتية "بعد مناقشات مع الولايات المتحدة والشركاء العرب قررنا أيضًا دعوة فلسطين من أجل الأخذ في الاعتبار آفاق عملية السلام" في الشرق الأوسط.
استهداف القيادة
وفي هذا الإطار حذَّر أستاذ العلوم السياسية غسان الخطيب، مما وصفه بالجهود الدولية المستمرة بقيادة الولايات المتحدة و"إسرائيل" لإضعاف القيادة الفلسطينية.
وقال الخطيب لـ"النجاح الإخباري" إنَّ القضية الفلسطينية تعيش تحديات غير مسبوقة في ظلِّ تبني إدارة ترامب أحد طرفي الصراع في إشارة إلى إسرائيل.
"هذه ليست المرَّة الأولى التي تعقد فيه الولايات المتحدة مؤتمرات أو اجتماعات لاستهداف القضية الفلسطينية مثلما حدث مع مؤتمر المانحين لجهة التعاطي مع قطاع غزَّة وعقد مرتين برعاية أمريكية، في القاهرة وواشنطن وأخيرًا مؤتمر وارسو". أضاف الخطيب.
مشدِّدًا على أنَّ القضية الفلسطينية تتعرَّض للتصفية من أجل تمكين "إسرائيل" من هضم الضفة الغربية وبما يرضى الرأي العام الدولي في وقت يجري فيه الحديث عن "كيانية فلسطينية مستقلة في قطاع غزَّة.
واشنطن مرتبكة
بدوره يؤكِّد الكاتب المختص بقضايا الشرق الأوسط حسام شاكر على أنَّ سياسة واشنطن في المنطقة تبدو مرتبكة ومشوشة ويتخللها عدم الوضوح أو القدرة على إدارة الملفات الشائكة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
واستبعد شاكر لـ"النجاح الإخباري" نجاح البيت الأبيض في مهمَّته في مؤتمر وارسو في ظلِّ غياب استراتيجية أمريكية واضحة".
وكانت صحف عبرية ذكرت في وقت سابق أنَّ مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وصهره، جاريد كوشنير، سيكشف عن بعض تفاصيل "صفقة القرن"، خلال مؤتمر "وارسو".
"تذويب لفكرة الصراع"
وفي هذا الصدد توقَّع الخبير الاستراتيجي الأردني د.عامر السبايلة أن تواصل الإدارة الأمريكية البحث عن وكيل إقليمي للتسوية السياسية عبر شركائها في المنطقة مستمر وهذه المرة ربما من بوابة "وارسو".
وشدَّد السبايلة في تعليق لـ"النجاح الإخباري" على أنَّ الإدارة الأمريكية تحاول أن تختزل فكرة الصراع في فكرة إنهاء العداء عبر خلق فرص اقتصادية تحت عنوان" صفقة القرن".
واعتبر السبايلة أنَّ "صفقة القرن" بمثابة إعلان إعلامي أكثر منه وأن ما نعيشه كلَّ يوم هو تعزيز وتنفيذ للصفقة على الأرض من خلال اسقاط حق العودة من العقل والذهنية الفلسطينية والعربية.
وحذَّر السبايلة في تعليق سابق لـ"النجاح الإخباري" من أنَّ رغبة "إسرائيل" في توسيع دائرة التفاهم مع العرب هو فعليًّا ينهي فكرة الصراع وبالتالي تذويب القضية الفلسطينية واختزالها بفكرة مشاريع اقتصادي تحت عنوان "السلام الاقتصادي" قبل الحديث عن أي سلام سياسي.
يشار إلى أن مؤتمر "وارسو" سبق أن دعا له وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو خلال زيارة لدول الشرق الأوسط، وخاصة أثناء زيارته لقطر، الشهر الماضي، على أن يعقد هذا المؤتمر في الفترة من 13- 14 من الشهر الجاري، بمشاركة عدة دول عربية، وسيتناول المؤتمر، دفع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وهو مؤتمر مناهض لإيران.
ورجحت مصادر إعلامية اسرائيلية من عقد لقاء بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبين كوشنير، والمبعوث الأمريكي الخاص، للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، على هامش فعاليات المؤتمر نفسه.
وأعلنت القيادة الفلسطينية "للمرة الألف" رفضها المسبق لخطة "صفقة القرن" سيئة السمعة، بعد أن قال الرئيس الأمريكي ترامب، إنها ستزيل موضوع القدس عن طاولة المفاوضات.
كما أعلن ترامب أنَّه يسعى لإسقاط قضية اللاجئين، بعد وقفه تمويل بلاده لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
رفض روسي مطلق
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن في وقت سابق أنَّ روسيا تلقَّت دعوة للمشاركة في منتدى وارسو، لكنَّه شكَّك في جدوى أجندته.
وأوضح أنَّ الدعوة التي تلقَّتها روسيا تنصُّ على أنَّ الوثيقة الختامية تعدّها فقط الولايات المتحدة وبولندا دون مشاركة الدول الأخرى في ذلك، معتبراً أنَّ هذه الطريقة غير مقبولة في الشؤون الدولية.
وفي الأسابيع الأخيرة، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمريكية قولها، إنَّ نشر الخطة الأمريكية سيتم مباشرة بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرَّرة في التاسع من أبريل/نيسان المقبل.