غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أعلنت الجمعية العامة، يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام بوصفه اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية.
ورغم أن البشر يحصون دائماُ خسائر الحروب بعدد القتلى والجرحى بين الجنود والمدنيين وبما تم تدميره من مدن وسبل الحياة، تبقى البيئة، في كثير من الأحيان، ضحية غير معلنة للحروب. فقد تم تلويث آبار المياه، وأحرقت المحاصيل وقُطّعت الغابات وسُممت التربة وتم قتل الحيوانات لتحقيق المكاسب العسكرية.
وعلاوة على ذلك، وجد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ما لا يقل عن أربعين في المئة من الصراعات الداخلية خلال السنوات الستين الماضية كانت مرتبطة بإستغلال الموارد الطبيعية، سواء كانت موارد ذات قيمة عالية، مثل الأخشاب والماس والذهب و النفط، أو موارد نادرة مثل الأراضي الخصبة والمياه. كما تم التوصل أيضاً الى أن فرص تأجج النزاعات تتضاعف اذا كانت مرتبطة بالموارد الطبيعية.
وبالرغم من هذا اليوم العالمي إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يسجل كل عام عدواناً جديداً على الاراضي الزراعية والبنى التحتية الفلسطينية، والتي يكافح المواطن الفلسطيني للصمود فيها بوجه المحتل.
محروم من البيئة
الخبير في شؤون الاستيطان، غسان دغلس أكد أنه بالرغم من الاعتراف باليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط هذا اليوم، لافتاً إلى أن المواطن الفلسطيني أصبح محروما من البيئة النظيفة بفعل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال دغلس لـ"النجاح الاخباري": هناك تجريف للأراضي الفلسطينية وكل يوم هناك توسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية"، موضحاً أن جرائم المستوطنين بحق البيئة الفلسطينية تعدت كافة الجرائم.
وأضاف "اليوم تم اقتلاع أكثر من 600 شجرة زيتون معمر في منطقة الجنوب، وفي العام الماضي تم اقتلاع 7800 شجرة زيتون في عام واحد".
وذكر الخبير الاستيطاني أن إسرائيل نقلت كل المصانع التي تضر بالبيئة من داخل الأراضي المحتلة إلى الضفة الغربية، مردفاً "مثلاً مستوطنة بركان في سلفيت تم نقل مصانع الجلود والبطاريات والألمونيوم وكل المصانع التي تضر في البيئة إليها، بحيث أصبحت منطقة ملوثة.
وأفاد بأن هناك منظمات دولية ومؤسسات أرادت أن تزور الأراضي الفلسطينية الملوثة لمعاينتها، لكن الاحتلال الإسرائيلي منعهم من دخول الأراضي الفلسطينية.
ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطلاب الفلسطينيين في مدرسة بورين، اليوم الأربعاء، من زراعة أشجار الزيتون في قرية بورين بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية.
تدمير ممنهج
من جهتها، ذكرت سلطة جودة البيئة في قطاع غزة أن الحروب الإسرائيلية الثلاث على قطاع غزة بين عامي 2008 و2014م أحدثت تدميرًا ممنهجًا للبنى التحية، فاستهدفت آلة الحرب عن قصدٍ خزانات وشبكات مياه رئيسة بغرض إحداث شلل في إمدادات المياه الواصلة إلى منازل المواطنين.
وأكد مدير التوعية البيئية في سلطة جودة البيئة، الدكتور أحمد حلس، أن قطاع غزة الذي يعاني من كثافة سكانية عالية تزيد عن مليوني نسمة، يشهد استنزافًا للموارد الطبيعية "بشكل رهيب جدًا وبأرقام لا يمكن تخيلها"، واصفًا الواقع البيئي بأنه "صعب جدًا".
وبفعل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بين حلس أن 120 ألف لتر مكعب من مياه المجاري غير المعالجة تضخ يوميًا إلى مياه البحر، تحتوي على طفيليات آدمية تقاوم الظروف المناخية ويمكنها نشر الأمراض بين المصطافين في فصل الصيف، في ظل أن البحر يعد متنفس السكان الوحيد.