وفاء ناهل - النجاح الإخباري - استمراراً للهجمة المنظمة التي تقودها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، مدد الاحتلال اليوم إغلاق مؤسسات السلطة الوطنية في القدس، كما وطالب ما يسمى وزير الامن الداخلي"جلعاد اردان"، بطرد منظمة العفو الدولية من القدس بزعم انها تشجع مقاطعة الاحتلال، اضافةً لطرد بعثة المراقبين الدولية من الخليل.
هذه الاجراءات والقرارات من قبل حكومة اليمين المتطرف، تفتح الباب للعديد من السيناريوهات والتساؤلات، لعل اهمها كيف ستواجه الدبلوماسية الفلسطينية هذه الهجمة الشرسة؟، والمدعومة بضوء اخضر من الادارة الامريكية.
تحرك مكثف
في هذا السياق قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احمد مجدلاني:" ان التحرك الفلسطيني بدأ لمواجهة قرار الاحتلال باخراج البعثة الدولية من الخليل، وخاصة مع الدول المشاركة، وكانت النرويج وعدداً من الدول قد اصدرت مواقف تدين هذا القرار، من قبل حكومة الاحتلال".
وقال في حديث لـ"النجاح": تتحمل حكومة الاحتلال ما يترتب على هذا الاجراء المخالف للاتفاق الذي كان نتيجة المجزرة التي ارتكبت في الحرم الابراهيمي، من قبل المتطرف اليهودي باروخ جولدشتاين".
وتابع مجدلاني:" سنواصل التحرك بشكل مكثف، بعد هذا القرار الذي يهدف لاطلاق العنان لجرائم المستوطنين وتقسيم ليس فقط المدينة وانما الحرم الابراهيمي".
وفيما يتعلق بقرار تمديد اغلاق مؤسسات منظمة التحرير بالقدس، أضاف:" هذا القرار مخالف للاتفاقيات، التي اعتقد ان حكومة الاحتلال لم تترك أي اتفاقية منها الا وانتهكتها، أو عطلت ما تريد تعطيله، وابقت ما يخدم مصالحها، والمطلوب الان ليس فقد اعادة النظر بالاتفاقيات وانما اتخاذ كل الاجراءات اللازمة والملائمة للمرحلة القادمة".
تفعيل كل الاليات لمحاسبة الاحتلال
من جهته اكد عضو اللجنة التنفيذية واصل ابو يوسف، الاحتلال يصعد من جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، على كافة الاصعدة، الاستيطان واطلاق العنان للمستوطنين للاعتداء على الشعب الفلسطيني.
وقال في حديث لـ"النجاح": الان الاحتلال يغلقم مكتب البعثة الاممية على الرغم من انها بعثة مراقبة فاسرائيل لا تريد ان توثق جرائمها، تريد ان تسيطر على الاوضاع، اضافةً لما يحدث بالقدس بدءً من القطار الهوائي، والحائط الغربي للمسجد الاقصى، وصولاً لمحاولات الاحتلال لتغيير معالم المدينة، كل هذا يندرج ضمن الحرب الشاملة ضد الشعب الفلسطيني، والاحتلال ايضاً يستفيد من الاجواء التي خلفتها الادارة الامريكية، في اطار حربها ضد الشعب الفلسطيني واطار صفقة القرن".
وتابع ابو يوسف:" نحن نسعى من اجل يكون هناك جدية لدى المؤسسات الدولية والقانونية من خلال الامم المتحدة، واهمها توفير الحماية الدولية لشعبنا، فهناك قرار تم اتخاذه من الجمعية العامة للامم المتحدة، وحتى الان لم يتم وضع اليات عملية من اجل تطبيقه".
وأضاف:" نحن نسعى لتفعيل كل الاليات لمراقبة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، وتحويل العديد من ملفات الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية، من اجل يكون هناك فتح تحقيق جدي لمسؤولي الاحتلال الامنيين والعسكريين والسياسين، ومحاسبتهم على جرائمهم، كما ونطالب كل المؤسسات الدولية والقانونية للوقوف امام ما يقوم به الاحتلال ووضع اليات عملية لمقاطعته".
مرحلة حرجة
المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، قال:" المطلوب الان المزيد من العمل لمواجهة حكومة الاحتلال، ويجب ان نتوقع المزيد من هذه الاجراءات من قبل الاحتلال فالمعركة الان محتدمة بين اليمين واليمين المتطرف على مستقبل الحكومة، كما أن نتنياهو يشعر بالقلق على مستقبله، حيث اشارت استطلاعات الراي ان شعبيته بدأت بالانحدار وقوى جديد صاعدة اركانها من قادة امنيين وسياسيين، سيتكتلون بمواجهته، لذلك يجب ان نكون مستعدين للمزيد من هذه القرارات".
وتابع في حديث لـ"النجاح": نحن على ابواب مرحلة حرجة، ومن الممكن ان يتخذ نتنياهو قرارات اكثر خطورة من اجل تحسين صورته، ونكون بذلك امام المزيد من التصعيد، والمطلوب من الدبلوماسية الفلسطينية، اللجوء للمؤسسات الدولية والمحيط العربي والدولي، وتحذير العالم خصوصاً الدول ذات التأثير على مستوى الاقليم، بأن اسرائيل تقدم على تصعيد خطير".
وأضاف سويلم:" هذه الاجراءات ربما تؤدي لتفجير الاوضاع وتأجيل الانتخابات الاسرائيلية، ليخرج نتنياهو نفسه من المأزق، لذلك الامر لا يتعلق فقط بفعالية الدبلوماسية الفلسطينية، وانما بقدرتها على جعل الاقليم يتحمل مسؤولياته".
يذكر ان حكومة الاحتلال اتخذت خلال الاونة الاخيرة، العديد من القرارات ضد القيادة والشعب الفلسطيني، اهمها اغلاق مؤسسات المنظمة بالقدس، وتم اليوم طرد البعثة الدولية من الخليل.