نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - شكل إعلان حركة حماس رسمياً برفض استقبال المنحة القطرية خلال لقائها بالسفير القطري محمد العمادي أمس، لعدم التزام الاحتلال بالتزامات التهدئة، نقطة فصل بالنسبة للشارع الغزي الذي بات ينتظر تلك المنحة، وسط تلاعب قادة الاحتلال بمصيرها لأجندة انتخابية داخلية، وفتح في الوقت ذاته باب التساؤلات على مصراعيه أمام مصير شكل مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، بعد إعلان الاحتلال عن تعزيز قواته وتحذيره لغزة بالتصعيد، وتسريب معلومات حول رسالة وجهها الوفد المصري لحماس بأن مصر لن تتدخل في حال وقع التصعيد العسكري.
ويحيي الغزيون اليوم الجمعة الـ 44 لمسيرات العودة السلمية، فيما يترقب الشارع ما ستؤول إليه الأوضاع، عقب التطورات الأخيرة الخاصة بالمنحة القطرية.
وفي هذا السياق، أكد قال المسؤول الاعلامي لحركة الجهاد الاسلامي، داود شهاب:" أن مسيرات العودة ستبقى على حالها ذات طابع شعبي وسلمي، ولها أهدافها التي ستستمر حتى تحققها وهي غير مرتبطة لا بتفاهمات ولا بمنحة قطرية، كما أن الفصائل حريصة على الحفاظ على طابعها السلمي، وعدم إعطاء الاحتلال فرصة لاتخاذ ذرائع لشن عدوان غاشم على قطاع غزة.
وأكد في حديث لـ"النجاح الإخباري": ما يجب ان يكون واضحاً لكل العالم بأن الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة من خلال غرفة العمليات المشتركة بغزة تقوم بواجبها بالدفاع المشروع عن النفس في ظل اعتداءات الاحتلال المستمرة على الشعب الفلسطيني".
مفاوضات النار
من جهته توقع المحلل السياسي عماد أبو عواد أن هذه الجمعة من مسيرات العودة ستشهد تصعيداً مقارنة مع الأسابيع السابقة، تحديداً الثلاثة الأخيرة، خاصة وأن المفاوضات بين غزة وإسرائيل تدور ضمن ما يعرف "مفاوضات النار" بمعنى التصعيد تارة وهدوء نسبي تارة أخرى".
وحول قرار حماس بإعادة الاموال القطرية أضاف أبو عواد في حديث لـ"النجاح الإخباري": أن هذا القرار كان حكيماً وأثبت أنها ليست ضمن اتفاق ابتزاز مالي وأن المال لن يتحكم بسلوك غزة ولن يسمح لإسرائيل بالتهرب من الاتفاقيات وهذا ما يؤكده الواقع حيث أن "إسرائيل" اعتادت التهرب من كل الالتزامات وهذا ما أرادت فعله مع غزة، لافتاً إلى أن إعادة الأموال إشارة لحكومة الاحتلال أن يد غزة على الزناد وأنها مستعدة للتصعيد بالرغم من عدم سعيها لأي حروب إلا أنها لا تخشاها".
الهدوء سيد الموقف
الخبير في الشأن الاسرائيلي عصمت منصور قال:" إن إدخال الأموال القطرية لغزة موضوع أساسي في الاعلام العبري وهناك من يؤيده ومن يعارضه".
وحول إمكانية حدوث تصعيد اليوم خلال مسيرات العودة على طول السياج الفاصل شرق غزة قال منصور في حديث لـ "النجاح الإخباري": الانتخابات الاسرائيلية تشكل ضغطاً على نتنياهو، فهو معني باستمرار الهدوء على الأقل حتى انتهاء الانتخابات، وبناء الجدار الذي يعمل عليه الاحتلال، ولذلك اتوقع أن يستمر الهدوء".
وأضاف:" بتقديري حماس لم تخرج من التفاهمات ولن تذهب للتصعيد، وكما أن هناك قواعد اشتباك هناك قواعد للتعامل مع الحفاظ على الهدوء النسبي ايضاً، وكما هو واضح من التسريبات الاسرائيلية، التي تقول أن حماس رفضت إخراج مسيرات العودة باعتبارها جزء من وقف إطلاق النار والتهدئة، ولكن هناك مظاهر تم إلغائها والتي يزعم الاحتلال بأنها مظاهر" العنف"، لذلك أتوقع أن تبقى وتيرة المسيرات كما هي عليه خلال الفترة الحالية".
يذكر أن مسيرات العودة مستمرة منذ الثلاثين من آذار/مارس من العام الماضي، على طول السياج الفاصل شرق قطاع غزة، حيث أكدت الهيئة الوطنية للمسيرات على استمرارها حتى تحقيق مطالبها، برفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف اعتداءات الاحتلال.