غزة- مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - من الطبيعي أن يتعارك الأطفال حين يلعبون ويتخاصمون ويقتتلون للفوز بلعبة ما، لكن من غير الطبيعي تلفُّظهم بألفاظ بذيئة وخارجة عن حدود الأدب،وقد يصل الحال ببعضهم لسبِّ الذات الإلهية.
ومن السلوكيات الملاحظة في الشارع أنَّ تدخّل الكبار أحيانًا يقابله عدم الاحترام بل وتكرار الألفاظ بصورة أبشع، هنا يُطرح سؤال كيف نحمي أطفال لا يميزون الخطأ من الصواب من ألفاظ الشارع التي يتداولها أطفال لا راعي لهم ولا رقيب؟!
ظاهرة مقلقة تهدِّد جيلاً بأكمله، بهذا الخصوص أوضح الدكتور في علم النفس خالد الخطيب الدوافع والمقدمات حول هذه الظاهرة، قائلًا: "الطفل في بداية مراحل حياته يكون صفحة بيضاء نكتب عليها ما يحلو لنا، وهنا يأتي دور الأهل قبل المحيط الاجتماعي، في التربية وتعليم أصول الأدب وتعاليم الدين، وما نراه في الشوارع وحتى في بعض البيوت هو سلوك طبيعي أفرزه الآباء وتعلمه صغارهم، سلبًا وإيجابًا.
وتابع الخطيب: "أقرب مثال على تربية وتنشئة الأطفال بطريقة خاطئة هو أن تجد الأم والأب يتشاجرون في البيت فيصف الزوج زوجته بأبشع الألفاظ والعكس وارد، دون أن يبالي أنَّ طفله يقف أمامهم يسمع ويرى ويكتسب تلك الألفاظ، فلا حرج على صغار يتحدَّث آباؤهم بهذا الأسلوب".
وأشار إلى أنَّ هؤلاء الأطفال يتلقون عقابًا يصل حدّ الضرب المبرح من الأهل الذين يتغاضون عن أساليب التربية التي ينقلونها لأبنائهم.
ووجّه الخطيب بعض النصائح كي يظلّ أطفالنا في بيئة سليمة بعيداً عن أي شوائب يمكن أن تؤثّر عليهم مستقبلاً.
فقال: "يجب على الأهل تجنَّب الحديث عن المشكلات أمام الأطفال؛ لأنَّ الإنسان وقتها يتملَّكه الغضب فلا يدري ما يقول، فمن الضروري أن تجنّب ذلك.
كما على الأم والأب مراقبة أطفالهم، من يصادقون ومع من يلعبون ويخرجون، وإبعادهم عن الصحبة السيئة، وضرورة تربية الأبناء على قواعد وتعاليم الدين الإسلامي. ولا يمكن إغفال المدرسة أيضاً والتي دورها التربوي أسمى من التعليمي، لتنشئة جيل محترم ومؤدب.
وأشار بعض الآباء حول هذه الظاهرة المقلقة بحق أطفالهم.
فقال اسماعيل وافي: "أرى أنَّها ظاهرة موجودة وبكثرة أسمع الكثير من الأطفال يكررون الألفاظ البذيئة دون أي تردد، ما يصيبني بالضيق".
في حين قالت الأم نجاح الريفي: "لديَّ خمسة أولاد أكبرهم محمود (15) عامًا، عندما يتشاجرون في البيت يتبادلون الألفاظ السوقيّة فأضربهم لتأديبهم؛ فعليًّا لم أربيهم على هذا الأسلوب، لذا حجبتهم قدر المستطاع عن أطفال الحيّ الذين يلعبون أمام منزلنا وأنا أسمعهم وأخجل من نفسي".
وشاركتها الرأي أم رأفت سليمان تقول:" لي ابن مصاب بمتلازمة داون "منغولي" أضع له كرسيًّا ليقف بجوار الشباك ويشاهد الناس ويروح عن نفسه قليلاً، إلا أنّه التقط بعض الألفاظ السيئة جداً من الأطفال الذين يلعبون بالشارع، وحاولت مراراً أن أنسيه إيّاها دون جدوى،
ما يوقعني بحرج شديد حين يتلفّظ بها أمام الأقارب والجيران.
ولأنَّ الأطفال أمانة في أعناق أبائهم، يحتمّ علينا ضرورة المتابعة والمراقبة لهم، ومحاورتهم بعيداً عن الضرب للحفاظ على سلوكهم بالإقناع والترغيب.