نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - تدخل الاحتجاجات في السودان أسبوعها الثالث على التوالي دون أن يلوح في الأفق أيَّ حل رغم التطمينات التي تقدّمها الحكومة بتصحيح الوضع الاقتصادي.
سيناريوهات عدَّة لمستقبل الاحتجاجات مع دخول عام (2019)، مع الإجماع على أن ما بعد خروج المتظاهرين لن يكون كما قبله على أقل تقدير.
وتعليقاً على دعوة الجبهة الوطنية للتغيير - المكونة من (22) حزبًا - الرئيسَ عمر البشير لإصلاح النظام وحل المؤسسات القائمة (الحكومة والبرلمان ومجالس الولايات)، رأى الكاتب الصحفي نضال سلامة أنَّ السنوات الماضية شهدت احتجاجات مشابهة في البلاد رغم تعهد الحكومة بحلّ كلِّ الأزمات.
تطورات من شأنها كما يرى سلامة التأثير على بقاء نظام الحكم الحالي، وعلى خطط حزب المؤتمر الوطني الرامية إلى التمديد للرئيس عمر البشير في مأمورية جديدة بعد انتخابات عام (2020).
ورجَّح سلامة اتّساع موجة الاحتجاجات على الرغم من خارطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس السوداني قبل أيام وتمثّله بتعهده بإجراء انتخابات نزيهة في العام (2020).
وشهد السودان عام (2011) حراكٍ واجهته الحكومة بقمع شديد.
بدوره انتقد الطيب مصطفى في جريدة "الصيحة" الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، ناعتاً المؤيدين لها بـ "دعاة الصوملة والسورنة".
ويعترف الكاتب بأخطاء وقعت فيها الحكومة أدَّت إلى تفاقم الضائقة المالية وأنَّ من حق المواطنين "أن يعبِّروا عن سخطهم بالتظاهر السلمي ... وليس عن طريق العنف والحرق والسلب والنهب الذي رأينا نماذجًا له في أحداث القضارف وعطبرة".
ويقول الكاتب: "لم يفقد الشعب السوري والعراقي والصومالي الطعام لكنَّه فقد الأمن وبفقدانه فقد الوطن كلَّه بما في ذلك الأرض والغذاء وكلَّ شيء".
بدورها توقَّعت الكاتب الصحفية السودانية أمال طلاب وقوع سيناريو يتمثل بحدوث تغييرعلى مستوى الرئاسة فقط، عبر تنحي الرئيس البشير، الذي يتولى السلطة منذ انقلاب عام (1989) ، ويدفع محله بشخصية موالية له، وهو حل مؤقت يحتمل فشله، ما سيجدد الاحتجاجات.
وقالت طلاب لــ"النجاح الإخباري" الخميس، إنَّ أزمة اقتصادية طاحنة يواجهها الشارع السوداني بسبب ما تصفه بسوء الإداءة وغياب السياسات الاقتصادية.
وفشلت سلسلة من الإجراءات التي شملت خفضًا حادًّا في قيمة الجنيه السوداني في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في إنعاش اقتصاد البلاد المتخمة أصلًا بالكثير من الأزمات المفتوحة على كلِّ الاحتمالات بحسب الكاتبة طلاب.
البشير مجددا
وقال البشير خلال كلمة له يوم الخميس، بالعاصمة السودانية الخرطوم، أمام تجمع من العاملين والمعاشيين في إطار احتفالات البلاد بالذكرى (63) للاستقلال: رغم كلِّ هذا الحصار وهذه الحرب نعمل على مواجهة تلك التحديات، ونسعى لإيجاد حلول لهذه المعاناة المستمرة.
وحذَّر البشير من أنَّ "المظاهرات لا تعني التخريب والحرق والتدمير"، وأنَّ السودان رفض أن "يبيع استقلاله وكرامته مقابل دولارات"، مشيرًا إلى أنَّ "الخروج من الأزمة الحاليَّة لن يحصل بين يوم وليلة، ولكنَّنا نعرف الطريق".
وانتقد البشير إدراج بلاده في لوائح الإرهاب بدون مبرِّر، مضيفًا أنَّ البلاد "فقدت الكثير من مواردها"، ولا تزال "مستهدفة" من قوى كثيرة.
وشدَّد البشير على أنَّ الشعب السوداني "يستحق حياة كريمة"، موضّحًا أنَّ الراتب الحالي غير مجز، وأنَّ الشهر الحالي سيشهد بدء تطبيق برنامج لزيادة الرواتب إلى الحدّ الأدنى المطلوب.
وأعلن التزام حكومته برفع المعاشات للفئات التي أعطت من حياتها للبلاد. وأكَّد وضع "خطط لبناء المزيد من المساكن" لمختلف الفئات. وقال: "ماضون في الاهتمام بالعاملين ومعرفة مشاكلهم وحلها".
وتطرَّق الرئيس السوداني إلى معاناته كعامل صغير، وعلَّق: "كنت عاملًا بسيطًا في بداية حياتي وأثناء الإجازات المدرسية". وأوضح أنَّه لا يريد للجميع أن يمر بالمعاناة التي تعرض لها خلال مراحل حياته.
وفي نهاية كلمته، وجَّه تحية إلى المرأة العاملة، مشيدًا بالإنجازات التي حقَّقتها.
ويشهد السودان احتجاجات مندّدة بتدهور الأوضاع الاقتصادية، شملت (13) ولاية من أصل (18)، وسقط خلالها ثمانية قتلى، بحسب بيانات رسميّة، بينما تقول المعارضة أنَّ الحصيلة إلى (22)، إضافة إلى عشرات المصابين. وأكَّد الرئيس السوداني عمر البشير أنَّ السودان يتعرَّض لمؤامرة خارجية مستمرة منذ عام (1955)، لافتًا إلى أنَّ السودان يتعرَّض لحصار اقتصادي وحرب مستمرة منذ أكثر من (20) عامًا.