غزة-مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - حالة من التوتر والاستنفار تُفرض في المنازل لحظة الاعلان عن موعد الامتحانات النصفية أو النهائية ،فتسارع الأمهات بحظر التجول داخل وحول المنزل لأطفالها، وتمنع الزيارات العائلية التي من شأنها أن تشتتها وتلهي اطفالها عن الدراسة بجد وتركيز.
اتصل بأهلي
أم أسيل أبو سعدة لم ترزق سوى بأسيل ذات العشرة أعوام وهي بالصف الخامس الابتدائي أكدت بدورها أنها المسؤولية تقع على عاتقها في تعليم ابنتها وتوفر الأجواء المناسبة للدراستها ومساعدتها في أي مسألة يصعب عليها حلها.
"ليست أسيل وحدها من تُمتحن فأنا أُمتحن أكثر منها" أضافت أبو سعدة.
وعن الاجراءات التي اتخذتها أم أسيل لتوفير المناخ المناسب للقراءة والمذاكرة تخبرنا أم أسيل أنها تتصل بأهلها وتعتذر عن الزيارات خلال أيام الامتحانات.
"اتصل بأهلي وأقاربي المقربين لدينا واعتذر منهم ، بأنني لا أستضيف أحد عندي بالمنزل بسبب امتحانات ابنتي وشرحت لهم الموقف ونحمد الله أنهم تفهمون ذلك بدون زعل ، كما أنني أغلقت التلفزيون وقمت برفع أي وسيلة من شأنها أن تلهي ابنتي عن المذاكرة" شددت أم أسيل.
أبو يوسف حجاج وهو أب لثلاثة أبناء بعضهم في المرحلة الابتدائية والاخرين في المرحلة الاعدادية اكد لـ"النجاح الإخباري" أنه يعشق فترة الامتحانات حيث يعم الهدوء في المنزل".
ويتابع:" أرى زوجتي كيف تتعب معهم وتكون مرهقة من تدريسهم ، ولم يقدر لي أن أكمل تعليمي ،أما هي متعلمة وتستطيع مساعدتهم على الدراسة بكل سهولة ،وكل سنة يحصلون على شهادة تفوق والحمد لله ".
معركة
ولا يتفق أبو محمود المدهون مع من سبقه الرأي.
مؤكدا لـ"النجاح الاخباري" أنه يكره فترة امتحانات ابنائه الذي يدرسون في المرحلة الابتدائية.
ويحاول المدهون رسم صورة قلمية لما يحصل في منزله مضيفا:"عندما تعلمهم زوجتي ترتفع أصواتهم جميعا ، منهم من يرفض الدراسة فتركض خلفه "زوجتي" وهي ممسكة العصا بيدها لتخويفه كي يطيعها بالدراسة ،ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد ، فهم حينما يقومون لدوامهم المدرسي صباحا يصبح المنزل عبارة عن ساحة معركة هذا يركض متأخرا وذاك يرفض أن يلبس ملابس المدرسة وآخر يقف عند رأسي يطلب مني مصروفه فيوقظني من النوم وأنا مزعوج ."
سليمة الرواغ (أم لأربعة) أطفال في المرحلة الابتدائية لم يحالفها الحظ بإكمال تعليمها بسبب الظروف الاقتصادية التي عانت منها عائلتها.
واكدت الرواغ أنها لجأت الى شراء خدمة التدريس الخاص من معلمة تقيم في المنطقة التي تسكن فيها مقابل رسوم مالية بسيطة.
"الأولاد يحتاجون مني طوال السنة أن أكون معهم وأعلمهم وأتابع معهم دروسهم ، كم كنت أتمنى أن أكون مثل باقي الأمهات وأُذاكر لأبنائي وأعلمهم داخل المنزل مثلما يحدث في كثير من البيوت" تابعت الرواغ لـ"النجاح الإخباري".
تراجع تعليمي
بدورها أكدت المعلمة التربوية أماني أحمد تراجع مستوى الطلاب في غزة.
مؤكدة أن أسباب التراجع تتعلق بالبيت من جهة والمجتمع من جهة أخرى.
وتفصيلا لما سبق أشارت أماني الى عدم توفر أجواء الدراسة في بعض البيوت.
"لا يجد الأبناء مكانا مريحا للدراسة أو حتى يتابعهم الآباء وخصوصا الأمهات" أضافت المعملة أماني.
لافتتا الى أن الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية تدفع الاهالي للزج بأبنائهم الى الطرقات لبيع الحلوى والسكاكر وغيرها بعد الدوام المدرسي.
وعن تجربتها في تدريس ابنائها توضح أماني أنها تحاول توفير أجواء هادئة قدر المستطاع لأبنائها حتى وإن كانت متعبة من دوامها المدرسي.
جدير بالذكر أن الآلاف من الطلبة يتوجهون يومياً في غزة لتقديم امتحاناتهم النصفية سواء بالمرحلة الابتدائية أو الاعدادية أو الثانوية ، وغداً هو آخر أيام الامتحانات لكي ترتاح الأمهات وتنام نومة هادئة بعيدة عن ضجيج الحروف والأرقام والاوراق المتناثرة هنا وهناك.