بيت لحم - سماح محبوب - النجاح الإخباري - "أنا بس بدي أشوف إبني، ولو مرة وحدة، أودعوا وادفنوا متلو متل غيرو" بهذه الكلمات البسيطة عبرت والدة الشهيد الممرض رمزي أبو يابس عن حزنها أثناء حديثها مع مراسلة النجاح الإخباري.
وبدأت والدة الشهيد تستذكر ما جرى مع ابنها الذي أعدم بدمٍ بارد داخل مركبته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في 26 نوفمبر الماضي، قرب مدخل بلدة بيت أمر شمال الخليل بدعوى تنفيذه عملية دهس، زاعما الاحتلال اصابة ثلاثة جنود بجراح على إثرها.
صدمة موجعة!
وتروي أم محمد والدة الشهيد لحظة سماعها للخبر، قائلة "كنت أصنع المعجنات، وكل شيء على مايرام حتى وصلني خبر وفاة رمزي بحادث سير، ولم أصدق ذلك، رافضة فكرة أن يكون ولدي قد فارق الحياة.
وبحكم عمل رمزي الذي يخرج يوميا من بيت لحم مع شقيقه للخليل ومناطق أخرى لعلاج المرضى ولم يقتصر عمله في مستشفى الجمعية العربية، شاء القدر وخرج رمزي لوحده بسبب انشغال شقيقه. تؤكد أم محمد.
وأكدت أم محمد (أم لخمسة أبناء)، انها عاشت حالة من التخبط والصدمة فور وصول الخبر، وسرعان ما أجرت اتصالاتها مع زوجة ابنها الشهيد والأقارب لتتأكد من صحة الخبر.
وأضافت "كل من علم بالخبر حاول الإتصال مباشرة على رقم رمزي دون رد"، ازداد توتر أم محمد في تلك اللحظة، وأول خيار كان امامها هو متابعة وسائل الإعلام الفلسطينية لتتأكد من الخبر، ومن هنا علمت بالصدمة الموجعة.
ولم يكتفي الاحتلال بخطف رمزي من والدته، بل منعها من توديع جثمانه، واختطفه دون معرفة أي تفاصيل عن مصيره.
رواية كاذبة !
بدورها أكدت أمل زوجة الشهيد أبو يابس أن رواية الاحتلال حول محاولته تنفيذ عملية دهس ملفقة.
وأوضحت لـ"النجاح الإخباري" أنها تعلم تفكير ونظرة زوجها الشهيد للحياة، مشيرة إلى أنه كان يخطط لإقامة مشروع جديد.
وأثناء حديثها عنه ارتسمت ابتسامة على ثغرها تحمل في طياتها الألم، تصف زوجها الشهيد، قائلة "رمزي كان محبوبا جدا، ومعروف بين الناس، خاصة وأنه يسعى دائما لمساعدة الجميع إلى جانب مجال عمله "التمريض" وكرس حياته حول هذا الهدف.
ولفتت إلى أن رمزي قد يكون تعرض لوعكة صحية أثناء قيادته، وليس كما ادعى الاحتلال حول تنفيذه عملية.
وأكدت أن زوجها كان قد أجرى عملية قسطرة للقلب قبل فترة وجيزة من استشهاده.
واستذكرت أمل بصوت متحشرج اللحظات الأخيرة لرؤيتها رمزي قبل خروجه من المنزل.
وقالت " آخر مرة رأيته عندما عاد إلى المنزل بعد شرائه لبعض المسلتزمات اليومية، ومن ثم خرج للعمل"، مشيرة إلى أنه المعيل الوحيد للأسرة، على الرغم من أنها تحمل شهادة التمريض أيضا إلا أنها لم تحصل على وظيفة حتى اللحظة.
وطالبت أمل بحق زوجها موجهة حديثها للجهات المسؤولة كافة بضرورة فتح تحقيق دولي حول هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق زوجها .
إشاعات وأخبار كاذبة !
من جهتها أكدت صابرين شقيقة الشهيد أبو يابس أن الأنباء الأولية التي نشرت حول وجود زوجته معه ُ في المركبة أثناء استشهاده، أحدثت بلبلة كبيرة.
وفيما يتعلق بهدم منزل شقيقها الشهيد، نفت صابرين لـ"النجاح الإخباري" هذا الخبر، وطالبت المواطنين عدم الانجرار وراء الأخبار التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وناشدت الجهات المسؤولة بضرورة التحرك عاجلا من أجل الوصول إلى أي معلومات عن مصير شقيقها بأقرب وقت، قائلة "ننتظره على أحر من الجمر، ما نطلبه وداعه للمرة الأخيرة وتقبيله"، معبرة عن أملها بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال التي لن يشعر بمرارة فقدانها سوى ذووها.
وأكدت أن العائلة تواصلت مع الإرتباط الفلسطيني وعدد من المؤسسات المسؤولة عن قضية شقيقها، لافتة إلى أن الرد دائما يكون بجملة "لا جديد".
مصير مجهول!
وفي هذا السياق أوضحت سلوى حماد منسقة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، انهم انهوا الإجراءات الأولية في قضية الشهيد رمزي أبو يابس من ناحية مراسلة قوات الاحتلال والشرطة.
واكدت لـ"النجاح الإخباري" أنهم أرسلوا التماسا مصغرا إلى ما تسمى بالمستشارة القضائية ووزيرة العدل الإسرائيلية، ولكن لم يصل أي رد قاطع بشأن تسليم جثمانه.
وأضافت أن الردود اقتصرت على وعود بدراسة طلب الحملة الوطنية لتسليم جثمان أبو يابس، ومن ثم الرد عليه، أو أن الطلب ما زال قيد الدراسة .
واستدركت حماد أن هذا ما اعتادوا عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في المماطلة بتسليم جثامين الشهداء وعدم الرد على الطلب، مشيرة إلى أن 38 شهيدا ما زالت جثامينهم محتجزة لدى الاحتلال منذ عام 2015 حتى اللحظة.
وأضافت أنه يوجد إمكانية للتوجه لمحكمة الاحتلال العليا، بعد استنفاذ هذه الإجراءات.
ولفتت إلى أن التوجه للمحكمة ما زال قيد الدراسة، ولكن ما تخشى منه الحملة الوطنية أن يتم ضم ملف الشهيد أبو يابس للشهداء الذين كان من المقرر أن يكون لهم جلسة للمحكمة العليا قبل حوالي ستة أشهر وحتى اللحظة لم يتم إصدار أي قرار من المحكمة بشأن تسليم جثامينهم .
وأشارت حماد إلى أن الاحتلال يدعي أنه يريد استخدام جثامين الشهداء للتفاوض مع المقاومة الفلسطينية في غزة، بدعوى احتجاز الأخيرة لجنود الاحتلال، وتابعت "عادةً يدعي الاحتلال أنه يتم احتجاز جثامين الشهداء الذين ينتمون لحركة حماس أو الذين قتلوا جنود اثناء تنفيذهم عمليات ضد الاحتلال".
يذكر أن الشهيد رمزي أبو يابس البالغ من العمر (32 عاما) أب لطفلتين من سكان مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم، ومسؤول قسم التمريض في الجمعية العربية للتأهيل في بيت جالا