نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - مثل اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، رأس القرارات التهويدية للمدينة وغطاء سياسي أمريكي لممارسات الاحتلال عام 2018  وصب الزيت على نار "الحصاد المر" للاحتلال في المدينة المحتلة.

طالع 2018 هو الأسوأ

وبالنسبة للفلسطينيين فإن طالع 2018 هو الأسوأ على مدينة القدس المحتلة حيث صدر القرار الأمريكي من جهة وافتتاح السفارة الأمريكية في المدينة منتصف العام، ومن ثم قرار إلغاء القنصلية الأمريكية العامة في القدس، واعتبارها دائرة خاصة بالفلسطينيين، وملحقة بالسفارة.

وتخلل ذلك وقف الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها للمستشفيات الفلسطينية العاملة في المدينة.

وفي هذا الصدد أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ساهمت بدفع مزيد من الإجراءات الاسرائيلية المتطرفة تجاه القدس وأهلها.

وشدد ابو يوسف على أن القيادة تواصل التحرك على الساحة الدولية لفضح ممارسات الاحتلال ورفض القرارات الامريكية وإبطالها.

وأشار ابويوسف الى ارتفاع وتيرة الهدم في القدس المحتلة خلال العام الماضي وتوسيع المستوطنات.

لافتا في الوقت ذاته الى محاولات المس بوجود اللاجئين من خلال التأثير على عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس المحتلة..

وكانت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير ، اكدت في بيانات منفصلة إن اعتراف إدارة ترامب بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة، فضلا عن غياب المحاسبة الدولية، كان بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل لارتكاب مزيد من الإجراءات ولتعزيز استيطانها الاستعماري في فلسطين، لا سيما في العاصمة الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك بناء المستوطنات وهدم المنازل والاجتياحات والقتل والإصابات والاعتقالات.

هدم المنازل

وهدمت قوات الاحتلال في القدس الشرقية أكثر من 145 مبنى فلسطينيا خلال العام 2018، بداعي البناء غير المرخص ما أدى الى تشريد سكانها وذلك بحسب تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا".

بالمقابل صادقت حكومة الاحتلال على مخططات لبناء 5820 وحدة استيطانية جديدة في المدينة ونشرت مناقصة لبناء 603 وحدات استيطانية إضافية.

كما وضعت جماعات استيطانية إسرائيلية يدها على 6 منازل فلسطينية في البلدة القديمة من مدينة القدس، وبلدة سلوان المجاورة، جنوبي المسجد الأقصى المبارك.

بدورها أكد فخري ابودياب من لجنة الدفاع عن اراضي سلوان وحقوق الانسان أن استمرار عمليات هدم المنازل ومنح التراخيص للمشاريع الاستيطانية الإسرائيلية، والتضييق على السكان من خلال مزيد من الضرائب واستمرت الاعتداءات على المقدسات بما فيها المسجد الأقصى جاءت بغطاء امريكي والقت بظلالها على واقع الحال في المدينة المحتلة.

اقتحام المسجد الأقصى

وخلال عام 2018، زادت الجماعات الاستيطانية الاسرائيلية من اقتحاماتها للمسجد الأقصى.

وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى في تصريح سابق له إن عام 2018 شهد زيادة ملحوظة في أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك وكذلك زادت بشكل ملحوظ استفزازات المتطرفين خلال اقتحاماتهم، بما فيها محاولة أداء طقوس تلمودية والاعتداء على المصلين وحراس المسجد”.

وأشار في هذا الصدد إلى أن نحو 28 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام الجاري، وفقا لاحصائية أولية، مقارنة مع 26 ألفا في العام الماضي.

تصاعد الاعتقالات

وتصاعدت خلال الفترة الاخيرة حملة الاعتقالات في محافظة القدس لتطال محافظ القدس عدنان غيث ومدير جهاز المخابرات بالمحافظة جهاد الفقية وعشرات النشطاء في خطوة لها ابعادها واهدافها وغاياتها.

وقال امين سر حركة فتح في القدس شادي المطور إن اجراءات الاحتلال في هذا السياق تهدف لتمرير مخططاتها واعاقة عمل الاجهزة الامنية الفلسطنيية في كشف ونشر اسماء المتورطين ببيع وتسريب العقارات بالمدينة المقدسة ومحاسبتهم.

ومنذ بداية العام حوالي 1600 فلسطيني من من القدس، ربعهم من الأطفال بمن فيهم 30 طفلا دون سن الرابعة عشرة، و55 سيدة.

كما تواصل قوات الاحتلال احتجاز 4 جثامين لشهداء في مدينة القدس.

انهيارات بالجملة

وشهدت بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، انهيارات أرضية وُصفت بالخطيرة، تسببت بإخلاء عدد من المنازل وهددت منازل أخرى نتيجة الحفريات المتواصلة وتفريغ الأتربة التي تجريها سلطات الاحتلال وجمعيات استيطانية أسفل منازل وشوارع المواطنين في المنطقة لشق شبكة أنفاق تتجه أسفل المسجد الأقصى وساحة البراق المجاورة.

وفي هذا السياق، أصدرت بلدية الاحتلال في القدس، قرارا يقضي بإخلاء منزل وغرفة لعائلة أبو ارميلة المقدسية في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بعد انهيار أحد الأسوار الخارجية المحيطة بالمنزل وإغلاق المدخل الرئيسي المؤدي له.

حذر مركز معلومات وادي حلوة من خطورة الأعمال التي تنفذها جمعية العاد الاستيطانية في حي وادي حلوة فوق الأرض وتحتها، من أعمال مختلفة لخدمة المستوطنين والأهداف الاستيطانية دون مراعاة سلامة سكان الحي.

كما حذر المركز من خطورة قرارات الإخلاء التي تصدرها بلدية الاحتلال بحجة “مبان خطرة”، مُستنكرا موقف المؤسسات الرسمية والحكومية “الإسرائيلية” وعلى رأسها بلدية الاحتلال في القدس التي تكتفي بتحويل منازل المواطنين الى “بيوت غير آمنة” فقط والمطالبة بإغلاقها وإخلائها لشدة خطورتها، وبالمقابل لا تتخذ الإجراءات الضرورية واللازمة ضد الجهات التي تقوم بالحفر أسفل الحي أو بأعمال ترميم وبناء على الأرض بصورة غير قانونية.

ونبّه المركز أن خطر الانهيار يهدد حي وادي حلوة بأكمله نتيجة أعمال المستوطنين، ومساحة التشققات الأرضية والانهيارات في الأبنية والشوارع آخذة بالتزايد، مُطالبا المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية الوقوف عند مسؤولياتها لحماية السكان الفلسطينيين والضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الحفريات التي تهدد منازلهم وحياتهم.

الكنائس بعد الأقصى

وفي سابقة وصفت بالتاريخية، أغلقت كنيسة القيامة، في البلدة القديمة من القدس المحتلة، أبوابها مطلع 2018 وحتى إشعار آخر، تنفيذاً لقرار أصدرته ثلاث من كبريات الكنائس في فلسطين، وهي الروم الأرثوذكس، واللاتين، والأرمن، احتجاجاً على ما سمته محاولات الاحتلال مصادرة أراضي تلك الكنائس وأموالها وممتلكاتها، بذريعة "ديون مستحقة" لبلدية الاحتلال عن أديرة وعقارات مملوكة لها، ولا ينطبق عليها قانون الإعفاء من الضرائب الممنوح لأماكن العبادة الدينية.