نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - "هل يمكن ان تكون الحرب الرابعة على غزة قد اقتربت؟"، تساؤل بات يُطرح بقوة في قطاع غزة في هذه الساعات ويشغل بال سكانه المحاصرين، في ظل استمرار العدوان على القطاع لليوم الثاني على التوالي في وقت ما زالت فيه غزة تلم أشلاءها من حرب سابقة.
محللون توقَّعوا لـ"النجاح الإخباري" زيادة وتيرة ردود الفعل، واستهداف شخصيات رئيسة، لرد الفشل الذريع الذي مني به الاحتلال، ومن ثمَّ العودة لحالة الهدوء مع اتّخاذ إجراءات جديدة بوساطة خارجية.
وتشهد شوارع قطاع غزة حركة بطيئة جدًا، فيما تعمل الطواقم المختصة على فتح الشوارع التي تضررَّت بفعل القصف الليلي وإصلاح شبكات الكهرباء.
أكَّد الخبير والمحلل العسكري اللواء واصف عريقات أنَّه من الصعوبة التنبؤ باستمرار أو توقّف التصعيد، كون قيادة الاحتلال الإسرائيلي غير قادرة على اتّخاذ القرار بعد الفشل الذريع الذي منيت به.
وأضاف في تحليل خاص لـ"النجاح" أنَّ هذا الأمر يدفع الاحتلال لارتكاب حماقات أكثر، وفي المقابل المقاومة ردَّت بالمكان والتوقيت المناسب الأمر الذي ستحسب له إسرائيل ألف حساب.
وأوضح أنَّ المقاومة لا يمكن أن تقبل بوقف إطلاق النار والتهدئة من أجل تلبية رغبات "إسرائيل".
ولفت إلى أنَّ الأزمات الداخلية في "إسرائيل" قد تعدُّ سببًا لاتّخاذ وزير قوات الاحتلال أفيغدور ليبرمان قرارًا منفردًا كنوع من المزايدة في ظلِّ التحضير للانتخابات.
وأشار إلى أنَّ الأمور قد تتدحرج وتفقد "إسرائيل" السيطرة، سيواجهه رد فلسطيني موحد.
وحول متابعة الإعلام العبري للحادثة أوضح المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر، أنَّ "الإعلام الإسرائيلي" مجند لخدمة الرواية الرسميّة للاحتلال من أجل الحفاظ على هيبة دولتهم.
ولفت إلى أنَّ رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التزم الصمت منذ بداية الأحداث واكتفى بالتعبير عن حزن "إسرائيل".
وأكَّد في تحليل خاص لـ"النجاح" أنَّ إسرائيل تشعر بعمق الأزمة، تتضح من خلال حالة التكتم في إعلامها، مشيرًا إلى أنَّ المحللين الإسرائيليين اكتفوا بتحليلات وصفية دون مدح أو ذم دولة الاحتلال.
ورجح أبو عامر أن يكون نتنياهو وراء العملية، قائلًا "نتنياهو كان يتبنى خطًّا ليبراليا وأن لا خيار لديه سوى التهدئة ولكن فوجئ الجميع بخطة تحاك لتنفيذ عملية، ولكنَّها جاءت عكس توقعاتهم فوضعت ليبرمان ونتنياهو بورطة.
من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي د. أسامة عثمان أنَّ لإسرائيل مصلحة استراتيجية بعيدة المدى بتكريس الفصل بين الضفة وغزة، قائلًا "نحن أمام حالة من الترقب".
وأوضح في تحليل خاص لـ"النجاح" أنَّ الذهاب لحرب يجعل سمعة الاحتلال أسوء مما قبل أمام العالم والعودة لنفس الدائرة دون تحقيق تغيير وهذا ما قاله أيضًا بعض المحللين الإسرائيليين.
وأكَّد أنَّ "إسرائيل" تريد تحقيق أهداف تعيد لجيشها مقدارًا من الهيبة.
أما الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب فرجَّح أن تشهد غزة ردَّ فعل إسرائيلي، ومن ثمَّ ستهدأ الأمور وتعود لإجراءات جديدة بين حماس وإسرائيل بتدخل قطري أو مصري.
ونوَّه إلى أنَّ "إسرائيل" لا تريد أي صوت إعلامي يظهر جرائم الاحتلال، الأمر الذي دفعها لقصف قناة الأقصى الفضائية.
وتوقع في تحليل خاص لـ"النجاح" أن يلجأ الطرفان لتدخل مصري من أجل تهدئة الأوضاع وتخفيف حدّة الأزمة، ولكن قبل ذلك سيرد الاحتلال من خلال استهداف بعض القادة في حركة حماس وخاصة العسكريين منهم.
ونوَّه إلى أنَّ عاملان سيلعبان دورًا مهمًا في استمرار جولة التصعيد، وهما تدخل الجانب المصري، واستهداف شخصيات رئيسة.
في الأثناء، أكَّدت غرفة العمليات المشتركة للمقاومة صباح اليوم، أنَّ قصفها بالرشقات الصاروخية لمدينة المجدل المحتلة جاء ردًّا على استهداف الاحتلال للمباني السكنية في قطاع غزَّة.
كما أكَّد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في تغريدة على "تويتر" أنَّ المجدل المحتلة دخلت دائرة النار ردًّا على قصف المباني المدنية في غزّة.
وشدَّد أبو عبيدة على أنَّ مدينتي "أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي إذا تمادى العدو في قصف المباني المدنية الآمنة".
وكان الناطق باسم كتائب القسام قال في وقت متأخر مساء أمس، إنَّ الغرفة المشتركة في حالة تشاور جدي لتوسيع دائرة النار إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان.
وشدَّد أبو عبيدة في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" على أنَّ "عسقلان البداية ونحو مليون صهيوني سيكونون بانتظار الدخول في دائرة صواريخنا، حال واصل الاحتلال عدوانه".
ويشهد قطاع غزة منذ يومين عدوانًا متواصلاً أدى لتدمير عدّة مبان سكنية متعددة الطوابق في مناطق متفرّقة بالقطاع من قبل طائرات الاحتلال فيما ردَّت المقاومة على القصف بعشرات الرشقات الصاروخية، وبهذا يرتفع عدد الشهداء إلى (7) وإصابة (25) مواطنًا جراء التصعيد الإسرائيلي على غزة.
وجاءت جولة التصعيد بين الطرفين بعد اقتحام قوة خاصة لخانيونس واندلاع اشتباك مسلح أسفر عن استشهاد (7) مواطنين بينهم قيادي في حماس، ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر.