نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - تتواصل تفاعلات عملية خان يونس، التي استشهد فيها سبعة شبان بينهم قيادي بارز من كتائب القسام، فيما قتل أحد عناصر القوة الاحتلالية الخاصة التي تسللت مساء الأحد بلدة عبسان الكبرى شرق خانيونس وسط تكتم اعلامي وسياسي من قبل الاحتلال.
ورأى محللون أن العملية ستضع قوات الاحتلال أمام أسئلة مفصلية معقدة يصعب الإجابة عنها بعد فشل هذه العملية، وإعلانه عن مقتل أحد ضباطه وإصابة آخر بجراح خطيرة.
دوافع غامضة
من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن دوافع "إسرائيل" من هذه العملية بحاجة لبعض الوقت حتى تتضح، ولكن التوقعات قد تشير إلى أن الدافع قد يكون من أجل الإستقطاب داخل "إسرائيل" بين وزير قوات الاحتلال ليبرمان وحزبه ونتنياهو في إطار التفاهمات على قطاع غزة.
وأضاف في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن ليبرمان استغل غياب نتنياهو وتوجهه لباريس، وقام الأول مع أذرعه العسكرية بتنفيذ العملية لإحراج الأخير، وهذا ما سيكتشف في ضوء الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
وتوقع الدجني أن يكون الدافع الآخر لتنفيذ هذه العملية فحص جهوزية المقاومة، تختبئ خلفها نوايا لتنفيذ عملية كوماندز معقدة في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الدافع الثالث المتوقع، في ظل تنكر إسرائيل لكافة الاتفاقيات، أنها لا تستطيع العيش في إطار التهدئة، دون ممارسة العنف والإرهاب، إضافة لخلط المشهد داخل الساحة الفلسطينية خاصة بعد استهداف القيادي نور بركة.
وأكد أن حالة انقسام متواجدة داخل "اسرائيل"، مع اقتراب الانتخابات، قائلا "الأحزاب داخل اسرائيل تتصيد لبعضها، ولا يوجد وحدة موقف تجاه التهدئة، فالبعض يرى أنها تخدم "إسرائيل"، بينما ليبرمان يرى أنها تخدم مصالح حركة حماس".
وحول عملية الاقتحام والاغتيال، أشار إلى أن دخول المستعربين والقوات الخاصة لقطاع غزة ليست بالجديدة، ولا يصعب عليها الوصول لأي شخص من القيادات، ولكن الصعوبة لدى الاحتلال الآن تكمن في كيفية فشل هذه العملية التي تدل على يقظة المقاومة والتي سيترتب عليها تداعيات كثيرة على مستقبل ليبرمان السياسي.
وشدد المحلل السياسي على ضرورة البقاء على التفاهمات، وفضح "إسرائيل" بعدم التزامها، خاصة وأن أي تصعيد في قطاع غزة قد يوظفه ليبرمان باتجاه طي صفحة التهدئة.
ونوه إلى ضرورة العمل ضمن المسار السياسي الدبلوماسي مع الرعاة للاتفاق من أجل كشف وجه الاحتلال الحقيقي.
ورأى أن إسرائيل ستشهد جدلا كبيرا للطعن بشرعيات أحزابها.
أسئلة مفصلية
بدوره رأى المحلل والمختص بالشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر أن أحداث خانيونس الليلة الماضية كانت وكأنها قراءة لقائمة أسئلة ستطرحها لجنة تحقيق إسرائيلية سرية، ستقام داخل هيئة الأركان، وتستدعي فيها كبار جنرالات قيادة المنطقة الجنوبية، وجهازي الاستخبارات العسكرية "أمان" والأمن العام "الشاباك".
وتوقع أبو عامر في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن الأسئلة ستتمحور حول استعدادت الاحتلال، أهمها: أين مصادرهم التي تحصي دقات قلوب الفلسطينيين في غزة؟ وهل وضع الاحتلال احتمالية لفشل العملية ولو بنسبة 1%، وهل توقع أن يكون ثمن هذا الفشل دماء جنود وضباط النخبة الاسرائيليين؟
وأضاف ان الاحتلال سيتساءل "كيف لم تقم فرقة غزة بمزيد من الإجراءات الأمنية والعملياتية لتوفير قدر أكبر من الحماية لجنودها المتسللين داخل حدود غزة؟
وحول التحليق المكثف لطيران الاستطلاع في أجواء مدينة غزة على مستويات منخفضة، لفت أبو عامر إلى أن طائرات الاحتلال التي نفذت عملية تغطية مكثفة لانسحاب الفرقة المتسللة، أين كان قبل تسللها وهو يمشط سماء غزة بمختلف الطائرات الاستطلاعية ؟ وكيف لم يلتقط رادار الاحتلال وكاميراته التحركات الميدانية، قائلا "حالت دون تنفيذ المهمة بشكل نظيف".
ونوه إلى أن أخطر هذه الأسئلة سياسيا خاصة وأن التكهنات ما زالت تدور حول هذه العملية، وهو هل تم تمريرها ميدانيا عبر المستويات العسكرية فقط، دون الحصول على إذن الرجل الأول في دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو؟
وأكد المحلل السياسي أنه لن يكون سهلا الإجابة عن هذه الأسئلة من كبار الضباط في المؤسستين الأمنية والعسكرية في ظل خيبة الأمل التي اكتفت إسرائيل بوصفها الحدث الأكبر منذ فترة طويلة.
تفاصيل تتكشف
بدورها قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس انها افشلت مخططا احتلاليا كبيرا كان يستهدف "خلط الأوراق ومباغتة المقاومة".
واعلنت القسام عن استشهاد عدد من عناصرها خلال عمليات المطاردة والاشتباك المباشر وهم علاء الدين فوزي فسيفس، ومحمود عطا الله مصبح ومصطفى حسن أبو عودة، وعمر ناجي أبو خاطر ، محمد قويدر من ألوية الناصر صلاح الدين.
وحملت القسام الاحتلال مسئولية الجريمة الخطيرة.
وفي تفاصيل الحادثة قالت الكتائب "أن الاحتلال خطط وبدأ بتنفيذ عملية من العيار الثقيل كانت تهدف إلى توجيه ضربة قاسية للمقاومة داخل قطاع غزة، مشيرة الى تسلل قوة اسرائيلية خاصة مستخدمةً مركبةً مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس، حيث اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها.
موقع اسرائيلي يكشف
ونشر موقع عبري صباح الإثنين، أن الاحتلال لا ينوي بهذه المرحلة الكشف عن هوية الضابط القتيل في العملية، واكتفى بالتصريح بأنَّه برتبة مقدّم ويخدم في وحدة عسكرية خاصة، ولا ينوي الإفصاح عن هويته أو مكان سكنه أو الوحدة التي ينتمي إليها.
ولفت الموقع الى "إنَّ هذه الخطوة نادرة ولم تحصل منذ سنوات طويلة".
فيما أعلنت مصادر إسرائيلية عن أنَّ "الضابط القتيل من الطائفة الدرزية ويخدم في وحدة مستعربين خاصة".