وفاء ناهل - النجاح الإخباري - منذ السادس من ديسمبر عام (2017) وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتخذ سلسلةً قرارات واجراءات، مجحفة بحق الشعب الفلسطيني، بشراكة مع دولة الاحتلال.
محللون وخبراء بالقانون الدولي أكدوا ان هدف ترامب منذ البداية، تصفية القضية ، ونسف الحقوق الفلسطينية، المتمثلة باقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران، وحق العودة.


محاولة فرض أمر واقع
عضو اللجنة التنفيذية واصل ابو يوسف، قال في حديث لـ"النجاح الاخباري: " قرار الولايات المتحدة بدمج القنصلية بالسفارة، التي نعتبرها مستوطنة،  هي محاولة فرض واقع للتعاطي مع السفارة التي رفضنا التعامل معها منذ البداية، وتمثل ذلك بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، ورفض أي دور لها كوسيط كونها كانت وما زالت منحازة لاسرائيل وشريكة في العدوان على شعبنا وحقوقنا".


وأضاف: "الولايات المتحدة منذ تولي ترامب الحكم، بدأت بسلسلة قرارات منحازة، تمثلت باعلان القدس عاصمة للاحتلال، ونقل السفارة وقطع المساعدات، اضافةً لاغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، واعطاء ضوء أخضر للاحتلال للاستمرار بالتوسع الاستيطاني، والاستهتار بالقانون الدولي، وكل هذه القرارات ما هي الا محاولة لتمرير "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية".


وتابع أبو يوسف: "الامر الاخر الذي تسعى له الولايات المتحدة، هو تصفية الحلم الفلسطيني باقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، وهذا  كله يندرح في اطار الشراكة مع الاحتلال ضد الحق الفلسطيني".


القرار بمثابة عقوبة جديدة
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي د.عماد بشتاوي، لـ"النجاح الاخباري: "ترامب ومنذ توليه الحكم، طروحاته كلّها تتعلق بان تكون القدس عاصمة لدولتين اما باقي القضايا فلم يتطرق لها نهائياً،  ولا يمكن ان يتم التراجع عن نقل السفار ووقف الدعم، ودمج القنصلية، فهذه القضايا بالنسبة لترامب حسمت ومن الصعب التراجع عنها".


وأضاف: "قرارات ترامب سيبنى عليها من سيأتي بعده،  ولا أتوقع ان يتراجع أيّ رئيس أمريكي عمّا بدأه، وإن كان ترامب يدعي  أنَّه معني بحل عادل وغير منحاز".


المحلل السياسي أشرف العكة، قال في حديث لـ"النجاح الاخباري": كل هذه القرارات التي تتخذ من قبل الادارة الامريكية تندرج ضمن مخطط امريكي اسرائيلي لتقويض مرتكزات النظام الدولي ومؤسساته الدولية وعلى رأسها "الأمم المتحدة  ومؤسساتها" عبر ضرب الادارة الأمريكية واسرائيل لكل القرارات التي تصب لصالح القضية الفلسطينية بعرض الحائط".


وتابع: "نحن الان بحالة صراع عالمي والقضية الفلسطينية مدخل الصراع لان تسويتها يحل مجموعة اشكاليات وتناقضات،  وتعطي صفة انتصار ولو شكلي للقياة الامريكية باعتبارها قادرة على فرض اي تسويات سياية اقتصادية بمختلف انحاء العالم، بعيداً عن المؤسسات الدولية".


ويربط العكة القرار الامريكي بدمج القنصلية بالسفارة في إطار الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية، معتبرا القرار عقوبات جديدة على الشعب الفلسطيني وقيادته.


خبراء: قرارات ترامب خطيئة كبرى
الخبير بالقانون الدولي د. انيس قاسم، قال في حديث لـ"النجاح الاخباري":  الخطيئة الكبرى التي ارتكبها ترامب هي الاعتراف بالقدس عاصمةً لاسرائيل،  لانها مخالفة لكل القوانين الدولية وما استقر عليه المجتمع الدولي قاطبةً بما فيها الولايات المتحدة، لتتبعها سلسلة من القرارات تمثلت بنقل السفارة والان دمج القنصلية، كل هذه تبعات للقرار المخالف للقانون الدولي".


وأضاف: "لجوء القيادة لمحكمة العدل الدولية والتقدم بدعوة أساسها اتفاقية فيينا للبعثات الدبلوماسية خطوة موفقة وذكية من قبل القيادة ويجب متابعتها".
من جهته قال الخبير بالقانون الدولي د. حنا عيسى، لـ"النجاح الاخباري":  هناك قرارمن مجلس الامن (478) لسنة(1980) عندما سن الكنيست قانون باعتبار القدس عاصمة ابدية لاسرائيل،  طالب فيه الدول بسحب بعثاتها الدبلوماسية وعدم الاعتراف بالقانون الاساسي الاسرائيلي".


وأضاف: "قرار دمج السفارة انتهاك لقواعد القانون الدولي ولقواعد القانون الدولي الانساني لهذا السبب الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن كل هذه الترتيبات والقرارات التي تنتهك القانون الدولي".


وتابع عيسى: "الولايات المتحدة تخرق القانون الدولي باستمرار، وتعتبر نفسها دولة قوية تستطيع ان تفعل ما تشاء وهذا انتقاص وانتهاك للقانون الدولي".


يذكر أن الولايات المتحدة قررت منذ عدة أيام دمج القنصلية الامريكية التي تتعامل مع الفلسطينيين بالسفارة الامريكية الرسمية، بالتالي فان قناة التواصل مع الفلسطينيين ستصبح من مهام السفارة الامريكية.