الخليل - عبد الرحمن حسان - النجاح الإخباري - ابتكار الأفكار في ظلِّ الاحتلال وحصاره المفروض على المدن والمخيمات الفلسطينية هو إنجاز للمواطن الفلسطيني، وشكل من أشكال صموده.
قالوا: الحاجة أم الاختراع، وهذا فعلًا ما دفع بعض الغزيّين لنصب بيوت بلاستيكية على أسطح منازل المواطنين في مخيم عايدة بدعم من بعض المؤسسات الفلسطينية بهدف حصول المواطن على اكتفاء ذاتي من الخضراوات التي تزرع على هذه الأسطح.
ويشكّل هذا المشروع صمّام أمان للمواطن في ظلِّ قلة المساحة الزراعية في المخيم، حيث يسكن هذا المخيم ما يقارب (2000) مواطن في مساحة لا تتجاوز (200) متر مربع.
و تستفيد عشرات العائلات من مخيم عايدة من هذا المشروع، بعد أن سلب الاحتلال مساحات كبيرة من أراضيهم لبناء جدار الفصل العنصري المحاذي للمخيم.
تقول شذى العزة المسؤولة في وحدة البيئة بمركز لاجئ في مخيم عايدة لـ"النجاح": "إنَّ الفكرة جاءت في ظلّ انحصار المخيم وعدم توفر مساحة للزراعة، وأضافت أنَّ هذه البيوت البلاستيكية تعزّز الوعي البيئي وتسد العجز وتربط اللاجئ بأرضه، وهو تحدي كبير في مواجهة الاحتلال .
وأضافت شذى أنَّ أكثر من (40) بيتًا بلاستيكيًّا تمَّ إنشاؤه في المخيم تلبي حاجات المواطنين، فالمركز يتكفل بالبيوت البلاستيكية وجل استلزماتها من بذور وتربه وبناء.
أمّا مهمة المواطن في هذه العملية هي ريّ الاشتال المتنوعه من المزروعات.
أم حمودة أبو سرور مواطنة فلسطينية معيلة لعائلة مكونة من (11) فردًا ، وهي أحد المستفيدين من هذه البيوت البلاستيكية قالت: " زرعت الخيار والبندرة والفلفل الحار والفاصوليا وأستعد لزراعة خضار الشتاء".
وتضيف أنَّ هذا المشروع لم يكلفها سوى الاهتمام في هذه الزروعات التي سدت حاجة بيتها فلم تشتر من السوق أيًّا من هذه الخضروات محقّقة اكتفاء ذاتيًّا على طول السنة .
رغم ما يتعرض له سكان المخيم من اعتداءات وإلقاء الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع والاقتحامات المتكرّرة، يبقى الفلسطيني صامدًا يتحدى الاحتلال والوضع الاقتصادي السيء.